أخبار

براون يرفض رسالة عدنان رشيد: لا نصدق ما تقوله الحركة

خطاب استفزازي من زعيم طالباني للضحية ملالا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

واجهت الرسالة التي كتبها عدنان رشيد، الزعيم البارز في حركة طالبان باكستان، إلى ملالا يوسفزاي، الفتاة الباكستانية التي تعرضت لهجوم من قبل عناصر الحركة كاد يودي بحياتها، انتقادات المبعوث الخاص للأمم المتحدة للتعليم، رئيس وزراء بريطانيا السابق غوردون براون.

انتقد المبعوث الخاص للامم المتحدة للتعليم، رئيس وزراء بريطانيا السابق غوردون براون، رسالة عدنان رشيد الزعيم البارز في (طالبان باكستان) إلى ملالا يوسفزاي الفتاة الباكستانية التي كاد يقتلها هجوم من عناصر الحركة في تشرين الأول (أكتوبر) 2012 .
وأذكى الحادث الذي نفّذه مسلّحون أطلقوا النار على رأس ملالا موجة انتقادات عالمية ضد طالبان.
وقال براون: "لن يصدق أحد كلمة مما تقوله طالبان عن حق فتيات مثل ملالا في التعليم حتى يتوقفوا عن حرق المدارس وقتل التلاميذ".
وتعيش ملالا الآن في بريطانيا، حيث نقلت بعد اصابتها، ودعت الشابة التي تثير الاعجاب في الخارج، الجمعة الماضي في خطاب مثير من على منبر الامم المتحدة إلى حماية الحق في التعليم وإلى التسامح.
لكنّ كثيرين في بلادها يتهمونها بأنها تحولت أداة في يد الغرب، وبرزت عالميًا رغم انجازاتها المتواضعة.
وقالت ملالا خلال كلمتها، إن الكتاب والقلم وسائل تسبب ذعرًا لدى المتطرفين. وحثت أيضًا على تعليم الجميع، بما في ذلك "أبناء وبنات طالبان وجميع الإرهابيين".
وكان الزعيم الطالباني عدنان رشيد أعرب الأربعاء، عن "صدمته" إزاء شن جماعته هجومًا كاد يفضي إلى مقتل الطالبة ملالا يوسفزاي في تشرين الأول (أكتوبر).
ولم يصل رشيد بعد إلى حد الإعتذار في خطاب أرسله إلى ملالا، لكنه قال إنه كان يأمل "ألا يحدث الهجوم". ويزعم رشيد أن إطلاق النار لم يكن ردًا على حملة ملالا لتعليم الفتيات، لكنه كان بسبب إدارتها "حملة تشويه" استهدفت طالبان.
ورأى مراقبون في خطاب رشيد محاولة واضحة لاجتذاب وسائل الإعلام للتصدي لتأثير الكلمة التي ألقتها ملالا في الأمم المتحدة.

مشاعر أخوة
وحصلت القناة الرابعة البريطانية ومؤسسات إخبارية أخرى على نسخة من الخطاب. وقال رشيد، الذي كتب الخطاب بنفسه، إن مشاعر "أخوة" خالجته تجاه ملالا لكونهما ينتميان إلى نفس قبيلة يوسفزاي.
وجاءت "نصيحة" رشيد لملالا يوسفزاي بعد أيام من اعتلائها منصة الأمم المتحدة يوم الجمعة. وسواء كتب الخطاب بنفسه أم لا، فإن جماعة طالبان الباكستانية اعترفت بمحاولة اغتيال الطفلة الناشطة عام 2012.
يذكر أن رشيد كان ضابط صف سابقاً في صفوف القوات الجوية الباكستانية، وحكم عليه بالإعدام لضلوعه بدور في محاولة اغتيال الحاكم العسكري السابق برويز مشرف.
وفي عام 2012 شنت جماعة طالبان الباكستانية هجومًا على سجن في شمال غرب البلاد وأطلقوا سراحه مع المئات من السجناء الآخرين. ومنذ ذلك الوقت لم يظهر رشيد إلا في بعض أشرطة فيديو تبثها الجماعة.

جذب الانتباه
ويبدو أن الخطاب محاولة لجذب انتباه وسائل الإعلام للتصدي لتأثير الكلمة التي ألقتها ملالا في الأمم المتحدة، ومن أجل إحداث مزيد من الانقسام، حيث أن الطبقة المتوسطة المتعلمة منقسمة بالفعل بشأن ما إذا كانت الفتاة بطلة أم عميلة للغرب.
بيد أن رشيد يرفض التصريح بأن الهجوم خطأ، وقال إن الله وحده هو الذي يحكم بصحة أو خطأ هذا العمل.
وقال رشيد إنه سمع بأعمال ملالا للمرة الأولى عندما كان في السجن، إذ كانت خدمة بي بي سي باللغة الاردية تبث يوميات تكتبها الفتاة.
وأضاف أنه كان يأمل لو كان قادرًا على إسداء "نصيحة" لها قبل شن الهجوم الذي وصفه بأنه "حادث".
واختتم رشيد قائلاً لملالا "عودي إلى منزلك، واعتنقي ثقافتك الإسلامية والباشتونية والتحقي بأي مدرسة إسلامية للفتيات واستخدمي قلمك واكشفي عن مؤامرة النخبة القليلة التي ترغب في استعباد الإنسانية جمعاء".
وقالت أسرة ملالا في بيان إنهم علموا بشأن الخطاب، غير أنهم لم يتسلموه مباشرة ولا يرغبون بالتعليق عليه.

إن كنت صادقة
وقال مسؤول طالبان مخاطبًا ملالا "دعيني اطرح عليك السؤال التالي، ولتكن اجابتك عليه صادقة، لو أنك كنت هدفًا لهجوم طيارة أميركية بدون طيار، هل كان العالم سيهتم بك؟ هل كانوا سيسمونك ابنة الامة؟ هل كانت ستثار هذه الضجة الإعلامية حولك؟"
وكتب في ختام رسالته "انصحك بالعودة إلى ديارك والالتزام بالثقافة الاسلامية والباشتونية، والالتحاق بمدرسة لتعليم القرآن للفتيات في مدينتك، وبأن تدرسي وتتأملي كتاب الله".
ويشار إلى أن ملالا باتت شخصية عامة بعد هجوم مسلحين من طالبان عليها وهي في طريقها إلى المدرسة في 9 تشرين الأول (أكتوبر) 2012، وذلك رداً على حملتها لمنح الفتيات حق التعليم.
ونقلت ملالا بعد ذلك إلى مستشفى في بريطانيا، وكانت في حالة حرجة إلاّ أنها تعافت بعد فترة وعادت إلى باكستان، ثم عادت إلى بريطانيا حيث تعيش مع أسرتها حاليًا بمدينة برمنغهام.
وكان خطابها التي أدلت به بمناسبة عيد ميلادها السادس عشر في مقر الأمم المتحدة في نيويورك أول خطاب عام لها منذ الهجوم. وقالت ملالا إنها تكافح من أجل حقوق النساء لكونهنّ "الأكثر معاناة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف