القوات الثورية المسلحة المتمردة في كولومبيا بين الاسلحة وصناديق الاقتراع
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بوغوتا: تغتنم القوات الثورية المسلحة الكولومبية (فارك) المتمردة فرصة مفاوضات السلام الجارية حاليا لابداء رغبتها في دخول ميدان العمل السياسي، لكن فكرة تحول اقدم حركة تمرد في اميركا اللاتينية الى حزب ما زالت غير اكيدة.
وتتطرق المفاوضات بين القوات الثورية المسلحة وحكومة خوان مانويل سانتوس من وسط اليمين، التي ستستأنف الاسبوع المقبل في هافانا بعدما انتقلت منذ ستة اشهر، تحديدا الى مسألة اندماج الحركة الماركسية في الساحة السياسية. وقبل سنة من الانتخابات الرئاسية تثير هذه المسالة القلق لدى العديد من الكولومبيين. فهل سيتقدم مرشح للفارك ليتنافس مع سانتوس الذي لم يستبعد هو نفسه الترشح لولاية جديدة؟. وقال لويس ادواردو سيليس المستشار لمؤسسة السلام والمصالحة والمتخصص في النزاع الكولومبي لوكالة فرانس برس "لا اظن. اولا لانه ليس من المؤكد ان تنتهي المفاوضات قبل ذلك الحين. وحتى لو كان الامر كذلك فان الفارك لا يريدون الظهور في المقدمة لانهم يعلمون ان انصارهم اقلية". وقد دعا الرئيس مع افتتاح مفاوضات السلام الحركة المترمدة الى "استبدال الرصاص ببطاقات الاقتراع". لكن بالنسبة لحركة تمرد انبثقت عن انتفاضة فلاحين وما زالت تعد في صفوفها ثمانية الاف مقاتل حسب السلطات، ليس من السهل الانتقال بعد خمسين سنة من السرية والادغال الى حملة انتخابية في بلد يسكن سبعون في المئة من سكانه في المدن. غير ان الحركة نجحت قبل ثلاثين سنة في تحقيق نجاح انتخابي مع حزب "الوحدة القومية" الذي كان واجهتها السياسية وتاسس في 1985 بمناسبة محاولة حوار سابقة. وبعد سنة على تاسيس الوحدة القومية احتل مرشحها الى الانتخابات الرئاسية خايمي باردو المرتبة الثالثة وحصل الحزب على عشرين مقعدا في مجلسي النواب والشيوخ والعدد نفسه من رؤساء البلديات واكثر من 300 نائب بلدي. لكن تلك التجربة انتهت بحمام دم قتل فيه ثلاثة الاف نائب وناشط من الوحدة القومية بمن فيهم باردو في سلسلة من الاغتيالات ارتكبتها مليشيات شبه عسكرية من اليمين المتطرف، قيل رسميا انها كانت منزوعة السلاح منذ 2006. واقر القضاء الاسبوع الماضي احياء ذلك الحزب الذي اقصي من اللوائح الانتخابية لانه لم يتجاوز عتبة الحد الادنى من اصوات الناخبين، ويحظى القرار بقوة كبيرة على الصعيد الرمزي لكنه لا يوحي بالضرورة الى اعادة احياء حزب تابع للفارك. وادلى الرجل الثاني في حركة التمرد الذي يقود المفاوضات في كوبا، ايفان ماركيس والذي كان من نواب حزب الوحدة القومية قبل ان يلجأ الى الجبال، بتصريحات هذا الاسبوع الى اكبر وسائل الاعلام الكولومبية لتوضيح الاستراتيجية. وصرح لصحيفة ايل تيانبو ان "هدفنا الوحدة وانسجام القطاعين الاجتماعي والسياسي اللذين يطالبان اليوم بتغييرات هيكلية". من جانبه دعا رئيس الوحدة القومية اومير كالديرون هو ايضا الى تشكيل "ائتلاف كبير" دون تحديد استحقاقات انتخابية موضحا لفرانس برس "اننا نتقاسم مع فارك ومجمل القوى السياسية والاجتماعية فكرة ان كولومبيا بحاجة الى تغييرات"، نافيا اي علاقة خاصة مع حركة التمرد المسلحة. وعرضت عدة حركات على المتمردين مجالا للتعبير على غرار الوحدة القومية وكذلك "المسيرة القومية" وهو تجمع جمعيات واحزاب. وقبل مفاوضات السلام قالت السلطات ان حركة التمرد اخترقت المسيرة القومية، مستندة الى وثائق تدل على ذلك التواطؤ وجدتها في جهاز كمبيوتر زعيم المتمردين راوول رييس الذي قتل في غارة عسكرية في 2008، لكن من ذلك الحين لم تطعن الحكومة في شرعية الحركة. ويمثل هذا التيار "اليوم ما بين سبعة الى ثمانية بالمئة من الراي العام لكنه اقلية تستفيد من انتماء اقليمي وتجربة سياسية وبالتالي قد يتنامى" وفق سيليس الذي قال ان فارك ستحاول "الانتماء الى حركة شاملة تجمع كل المستائين" من السياسة الحالية. وبعد نزع اسلحتها يتوقع ان تركز حركة التمرد اكثر على الانتخابات الاقليمية المقررة في 2015 والتي "قد تمكنها تحالفاتها من ان تفوز فيها بسهولة بمئة بلدية" كما يرى الخبيرالتعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف