الائتلاف وهيئة الأركان يدعوان الكتائب السورية المسلحة لعدم الانجرار لمعارك جانبية

استنكر الائتلاف الوطني وهيئة الأركان العامة في بيان مشترك المعارك الجانبية في شرق سوريا، بين الأكراد وجبهة النصرة وتنظيم دولة العراق والشام الاسلامية، وطالبتهم عدم الانجرار في هذه المعارك.

في أول بيان مشترك من الائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية، برئاسة أحمد الجربا، وهيئة الاركان العامة للجيش السوري الحر، بقيادة اللواء سليم ادريس، استنكر الطرفان الاقتتال بين جبهة النصرة ومقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام من جهة، وقوات الأشايس، الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي من جهة أخرى، وطلبا منهما عدم الانجرار إلى معارك جانبية. وقال البيان: "في الوقت الذي ما زال نظام القتل والإجرام فيه يمعن في قتل الشعب السوري ويدخله في أكثر لحظاته التاريخية صعوبة من خلال تدمير وطنه، واضعًا كل طاقته في محاولاته الخبيثة لتمزيق نسيج وطني المجتمعي، ندرك ومعنا كل السوريين دوافع النظام المجرم الخفية والمعلنة لهذه التصرفات".
وأهاب الائتلاف والأركان بالسوريين جميعًا عدم الانجرار إلى تلك المواقع التي ما عرفوها يومًا عبر تاريخهم الطويل، وذكّرا بوحدة تراب سوريا وحرمة الدم السوري، مطلقين النداء في شهر رمضان الفضيل، شهر الخير والمحبة. وأشار البيان إلى أن الأنباء الواردة من المنطقة الشرقية حول الاقتتال بين الإخوة تدعو للاستغراب والاستنكار.

لا للتناحر
رأى الائتلاف الوطني السوري وهيئة الأركان العامة أن "التمايزات القومية والدينية والمذهبية تشكل مصدر فخر وغنىً تاريخي لهويتنا السورية، التي طالما احتفت بجميع مكوناتها القومية العربية والكردية والتوركمانية والآشورية وغيرها، وبكافة تنوعاتها الدينية والمذهبية من مسلمين ومسيحيين بكل طوائفهم"، محذّرا كافة الإخوة من الوقوع في فخ التناحر على هذه الأسس التي يغذيها النظام المجرم بشكل أساسي. وأعرب البيان المشترك عن أسفه لانجرار البعض إلى التناحر، مرتكزًا على حسابات سياسية أو مصلحية آنيةٍ وضيقة، من خلال تصرفات بعض الأفراد والمجموعات أو الحركات التي تحمل أفكارًا وأجندات تلبي مطامعها ومصالحها فقط، أو من خلال تصرفات بعض المجموعات غير المنضبطة، التي تحمل أجندات وأفكار غريبة عن الشعب السوري، الذي ما عرف يومًا إلا التسامح والتعايش والسلام. وأهاب البيان بكافة تشكيلات الجيش السوري الحر المنتشرة في شرق سوريا أن يحرصوا كما كانوا دائمًا على البقاء بخدمة التوجهات الأصيلة للشعب السوري البطل، بمواجهة كل ما يدبّر ضد الثورة السورية العظيمة، ووحدة الشعب والتراب الوطني السوري، والتمسك بالمبادئ الأصيلة لهذه الثورة في الحرية والعدالة والكرامة، وعدم الانجرار إلى أي معارك جانبية، لأنها تساهم حتمًا في إعاقة وصول الشعب السوري إلى أهدافه المشروعة لنيل حريته وبناء سوريا الجديدة لكل السوريين.

الحكومة الانتقالية قريبًا
يعتبر هذا البيان المشترك ردًا ضمنيًا على تصريحات ميشال كيلو، عضو الائتلاف الوطني، الذي قال في مقابلة أجريت معه في باريس ونقلتها وكالات الأنباء: "الائتلاف يرغب في إنتخاب مجلس تنفيذي من عشرة أعضاء، لإعادة تنظيم فصائل المعارضة المختلفة في جيش منظم تحت سيطرة الائتلاف، يتمتع بالتمويل اللائق والأسلحة المناسبة".
وجاءت هذه التصريحات بالرغم من أن قيادة الأركان العامة موجودة وفعالة في ممارسة مهامها، الامر الذي فسره البعض سحبًا للبساط من تحت قدمي اللواء ادريس، ما دعا بعض اعضاء الائتلاف لاعلان استغرابهم من هذه التصريحات، وتأكيدهم أن الهيئة السياسية للائتلاف لم تستشر بها، ولا علم لها بمجلس أو هيئة تنفيذية يجري الاعداد لها، وهي تخالف النظام الداخلي، وأنها ربما مجرد فكرة طرحت ومضت لصالح بقاء موضوع الحكومة الانتقالية الذي ما زال قائمًا ومطروحًا، ويتجه إلى التحقق قريبًا. كما اعتبر مراقبون هذا البيان اعادة بيعة من الائتلاف الوطني للاركان العامة ورئاستها، وتأكيدًا على العمل والتنسيق المشترك.