الجيش المصري يستعين بخطط أميركا في أفغانستان لمكافحة الإرهاب بسيناء

تجنبًا لوقوع خسائر فادحة، تخلى الجيش المصري عن الدبابات في حربه على التكفيريين في سيناء، واستعاض عنها بفرق الصاعقة والمظليين المزودين احدث الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: منذ الإطاحة بالرئيس المصري المعزول محمد مرسي، لا تتوقف أعمال العنف في سيناء، وصار رجال الشرطة وجنود القوات المسلحة هدفًا للعمليات الإرهابية من جانب الجماعات الجهادية، في ما وصف بأنه إنتقام لإسقاط نظام حكم الإخوان الإسلامي. ويحاول الجيش المصري السيطرة على الأوضاع المتفاقمة في سيناء بكل السبل، وبدأ حربًا تتسم بطول النفس من أجل تطهير سيناء من الجماعات الإرهابية.

وكشف مصدر عسكري لـ"إيلاف" أن الجيش المصري عدل من إستيراتيجيته في مكافحة الإرهاب في شبه جزيرة سيناء، مشيرًا إلى أنه يستخدم الخطط الأميركية في أفغانستان لمطاردة طالبان.

وأوضح المصدر أن القوات المسلحة لم تعد تستخدم المدرعات والمعدات الثقيلة على نطاق واسع، وبدأت الاعتماد بشكل أساسي على قوات الصاعقة والمظلات لمداهمة أوكار الجماعات الإرهابية في سيناء داخل الجبال.

ولفت إلى أن عمليات المداهمة لا تحتاج لمعداتٍ ثقيلةً بقدر ما تحتاج تفكيرًا ورجالا مدربين على أعلى المستويات.

الخطة "ج"

وأوضح المصدر أن القوات المسلحة والشرطة صارت تستخدم الخطة "ج"، وتعني استخدام الأفراد المدربين على مكافحة الإرهاب وفرق من القوات الخاصة والصاعقة للتغلغل في الجبال واصطياد الإرهابيين، لاسيما في ظل عدم قدرة المعدات الثقيلة على الوصول إليهم، منوهًا بأن الجيش يستخدم شبكة كاميرات مراقبة لمراقبة تحركات الإرهابيين في الجبال والمدقات، بعضها في صورة أحجار أو عبر التصوير بالطائرات لرصد تحركات الجماعات الجهادية فى شمال سيناء، بعمق يصل إلى ستة كيلومترات من الضفة الشرقية في عمق سيناء.

وأشار إلى أن المدخل الجنوبي لشمال سيناء يشهد تواجدًا أمنيًا لقوات التأمين التابعة للجيش الثاني الميداني، حيث تستمر عمليات التامين بالمنطقة، وتنتشر قوات الجيش على المناطق الهامة بمنطقة الشمال، بجانب تواجد قوات لتأمين مباني المحافظة ومديرية الأمن والمستشفى العام بالعريش. ونبه إلى أن عمليات التأمين تتم بواسطة الدوريات شرق وغرب الشمال مع تواجد تأمين على الأبراج والسواتر والدوريات الراكبة.

أسلحة خفيفة متطورة

وفي السياق ذاته، يقول الخبير العسكري اللواء محمود فتحي لـ"إيلاف" إن الجيش تخلى عن الدبابات والمدرعات والطائرات الحربية في حربه ضد الإرهاب في سيناء، "فالأسلحة المستخدمة في المواجهات الآن مع الجماعات الجهادية خفيفة وحديثة مثل البنادق القناصة والجرينوف والصواريخ المحمولة على الكتف والقنابل اليدوية".

وشدد على ضرورة التعامل مع الجماعات التكفيرية في سيناء بمنتهى الحزم و القوة، مؤيدًا ما قاله الفريق عبد الفتاح السيسي عن نية الجيش المصري دك البؤر الإجرامية بشمال سيناء حتى يقضى تمامًا على فكرة تكوين الإمارة الاسلامية في سيناء.

ووفقًا لوجهة نظر الخبير العسكري اللواء سامح عبد الرحمن، فإن عدد المتواجدين فى شمال سيناء من العناصر الجهادية يتراوح مابين 4 و 6 آلاف عنصر، "فسيناء كنز استيراتيجي للجهاديين وتنظيم القاعدة يستخدمونها الآن فى عملية إحداث اضطرابات فى الاوضاع الأمنية فى سيناء حتى تتدخل بعض الدول فى الشأن المصري".

وأضاف ل"إيلاف": "تتنوع هويات التكفيرين في شمال سيناء بين تنظيم القاعدة وعناصر من أفغانستان والشيشان وتونس وحماس، تم تدريبها منذ فترة على جميع العمليات القتالية واستخدام جميع انواع الاسلحة الحديثة".

ولفت عبد الرحمن إلى أن مرسي أفرج عن بعض هذه العناصر لاستخدامهم خلايا نائمة فى زعزعة نظام حكمه، مشيرًا إلى أن هذا ما حدث بالفعل حيث تم استخدامهم كورقة ضغط على النظام الحالي، من أجل أحلام وهمية بعودة مرسى للحكم.

خسائر فادحة

يرى اللواء محمد عبد السلام، الخبير في الشؤون العسكرية، أن اقتحام البؤر الإرهابية في سيناء سيكلف القوات المصرية من الجيش والشرطة خسائر فادحة في الاسلحة والمعدات والبشر، مشيرًا إلى أن الجبال تضم عناصر خطرة جدًا تنتمي إلى جماعات ارهابية لديها أسلحة متوسطة مثل قاذفات أر بى جى ورشاشات كلاشنكوف وجرينوف وغيرها من الاسلحة التى يتم مهاجمة قوات الجيش والشرطة بها.

وقال لـ"إيلاف": "توجيه ضربة جوية لن يجدي نفعًا، لأن الإرهابيين يختبئون في الجبال داخل كهوف على عمق كبير لن تصل اليها الضربات العسكرية"، منوهًا بأن افضل اسلوب لمواجهة العناصر الخطرة فى جبال الحلال هو اسلوب سد المداخل والمخارج المؤدية للجبل، ومن ثم يتم تضييق الخناق على العناصر المتواجدة فيه، وبعد ذلك يتم تطهير كلي للجبال التي تشبه جبل تورا بورا بافغانستان، وهو الجبل الذى كلفت عملية تطهيره القوات الاميركية الكثير من الجنود والاسلحة، عندما فكرت في محاربة القاعدة المختبئة فيه.

وأوضح أن حركة العناصر الإرهابية قد شلت بصورة كبيرة، "فلم تعد قادرة على القيام بعمليات كبرى او الخروج من سيناء، والنفاذ إلى المحافظات أو القاهرة، وربما تكون الهجمات قد زادت من حيث العدد منذ عزل مرسى، لكنها محدودة النطاق نسبيًا حتى الآن، وربما لا تقلق كثيرًا الجيش المصري"، مشيرًا إلى أن الحرب الدائرة فى سوريا زادت من أعداد الجهاديين الدوليين في سيناء، وباتت منطلقًا أو قاعدة لتوزيع هؤلاء الجهاديين لمختلف المناطق الساخنة، ولاسيما سوريا.