مرسي لم يكن يمانع بتحويل مصر الى سوريا وليبيا أخرى وصولًا إلى مطالب جماعته
قيادات السلفيين يهاجمون الإخوان: العودة إلى الحكم لا تكون بإراقة الدماء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نقل شيخ سلفي قولًا سابقًا لمرسي مفاده "لا مانع من الدفع بالبلاد في المسار السوري والليبي إذا لم يستجب العسكر لمطالبنا!"،، مؤكدًا أن مسار الإخوان في إعادة مرسي عبر إراقة الدماء غير سليم. وكانت علاقات الإخوان والسلفيين توترت بعد انضمام الأخيرين إلى ساحات المعارضة.
تعاني جماعة الإخوان المسلمين ما يشبه العزلة السياسية، لاسيما بعد تخلي أكبر حليف لها في مصر عنها، وهو التيار السلفي، الذي لم يكتفِ رموز التيار بعدم مؤازرة الجماعة بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، بل هاجموا مكتب إرشاد جماعة الإخوان بضراوة، وحملوا قادته مسؤولية إراقة دماء المصريين من أجل السلطة. ووصلت الخلافات بين الطرفين إلى حد وقوع إشتباكات بينهما في مدينة الإسكندرية.
لا مرشح إسلامي لمدة 12 سنة
شنّ الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية، هجوماً شديداً ضد جماعة الإخوان، وطالب قيادات مكتب الإرشاد بالاستقالة، بل ودعا قيادة الدعوة السلفية للإستقالة أيضاً.
وسرد برهامي الخلافات التي وقعت بين السلفيين والإخوان منذ نجاح ثورة 25 يناير في اسقاط نظام حكم حسني مبارك، وقال: "دعونا نسترجع معًا بعض المواقف التي كنا نتخذها من عهد قريب -أو بعضنا على الأقل- ولم تكن وقتها مقتضية عند المخالفين اليوم لكفر أو نفاق أو خيانة". وأضاف في رسالة له بعنوان: "عتاب هادئ للإخوة المخالفين في الداخل والخارج ".
وكشف برهامي أن الدعوة السلفية والإخوان اتفقا على عدم تقديم مرشح للرئاسة، إلا بعد 12 عاماً على الأقل، وقال: "أول هذه المواقف التي أذكِّر نفسي وإخواني بها: ما كنا اتفقنا فيه مع الإخوان في أول الثورة أن المرحلة لا تحتمل أن يتقدم الإسلاميون بمرشح لهم من الرئاسة؛ لأن احتمالات السقوط أكبر للانهيار الذي تركت فيه البلاد والتجريف للكفاءات الذي تم في العهد البائد".
وتابع: "وأتذكر أن أحد الأساتذة الأفاضل من جماعة الإخوان هو أ."محمد حسين" قال لي: "لن نرشح رئيسًا لمدة دورتين على الأقل -وقت أن كانت الدورة 6 سنوات أي 12 سنة- ولن نرشح رئيسًا للحكومة لمدة دورة على الأقل -5 سنوات-" ومعلوم أن مقتضى ذلك أن يكون الرئيس الذي نختاره إما ليبراليًّا أو من المدرسة القومية، فهل كان هذا الرأي خيانة للأمة؟! ألم تظل جماعة الإخوان على موقفها حتى قررت بأغلبية ضئيلة "56 : 53" تقديم مرشح للرئاسة مع أننا أرسلنا لهم عدة رسائل بالنصيحة بعدم تقديم مرشح وهو الموقف الذي التزمت به الدعوة طيلة هذه المرحلة -وما زالت-؟!
لا يصلح لقيادة عزبة
كما ألمح برهامي إلى أن مرسي كان يهدف إلى الدفع بالبلاد إلى المسار السوري أو الليبي في حالة رفض المجلس العسكري ترشيح إسلامي للرئاسة، وقال: "أتذكر موقف أحد شيوخ السلفية الفضلاء وهو الشيخ "عبد الرحمن عبد الخالق" -حفظه الله- وقد زرته في بيته ببنها أول نزوله مصر، وقال لي: "إن الوضع لا يحتمل رئيسًا إسلاميًّا وإنما نحتاج رجلاً مصليًا متدينًا في الجملة لا يحارب الإسلام"، وعندما كلمته عن أحد المرشحين الإسلاميين وبعض عباراته -التي سمعتها بنفسي- نحو: "لا مانع من الدفع بالبلاد في المسار السوري والليبي إذا لم يستجب العسكر لمطالبنا!"، و"إن حل مشكلة إسرائيل بكل بساطة أن نرسل 4000 شاب يصيفون على خليج العقبة ويغلقون مضيق تيران، وبذلك تكون إسرائيل قد انتهتْ!"، "وإن مشكلة الغذاء عندنا أو حتى احتمالات الحصار الاقتصادي تُحل بتحقيق الاكتفاء الذاتي بزرع 100 ألف فدان قمح في سيناء على ماء المطر!" -وهل سيناء فيها مطر وأرض تكفي ذلك فعلاً؟!-، وقال الشيخ دون أن يعرف اسم الرجل: "إن هذا الرجل لا يصلح أن يقود عزبة فضلاً عن أن يقود مصر!".
فشل مرسي
وعدد برهامي أسباب فشل الرئيس "المعزول"، وقال: "يا قومنا... أليس عندكم جميعًا -في ما أعلم- أن الإمامة لا تثبت إلا بشوكة تفرض الطاعة؟! هل كان أهل الشوكة الحقيقية في البلاد مطيعين للدكتور "مرسي" لا يقدرون على مخالفته؟! وهل كان الجيش والشرطة والمخابرات، ثم أجهزة الإعلام، وأهل المال والاقتصاد، والقضاء والدولة العميقة وأتباع النظام السابق في يد الرئيس؟!
هل استطاع د."مرسي" أن يقيم الدين أو أن يسوس الدنيا بالدين أم أحسن أحواله أن يكون عاجزًا، بل ما استطاع أن يسوس دنيا الناس ويوفر حاجياتهم؛ ولو بغير الدين، ولو بالربا ومنح التصاريح للخمارات؟! وأما الموقف الدولي فمعلوم حقيقة ما يريده الغرب وأنه مع من يقدم التنازلات أكثر؛ وحبذا لو كان بغطاء إسلامي، وهم يركزون جدًّا على الجانب الثقافي والفكري ممثلاً في الدستور وهو أول ما بذله الإخوان ومستعدون لبذله من تنازلات، فكيف يمكن لرئيس "ممكَّن" -كما يزعم مَن يزعم!- أن يقود بلده وسط كل هذا؟!".
سقوط مؤكد
وأشار إلى أن سقوط مرسي، كان يقيناً، وقال: "السقوط مقطوع به تقدم أو تأخر؛ لأن فلسفة القيادة لم تكن في محاولة استيعاب المخالفين فضلاً عن الموافقين، وإنما في الصدام مع الجميع وفي نفس الوقت هل يقبل أن يكون "الإمام الممكَّن" يتلقى إنذارًا من قائد جيشه ثم لا يقوم بعزله وإنما يطالبه بسحب إنذاره ومهلته! الذي لا شك فيه إنه كان غير قادر على عزله".
مشيرا إلى أن " مع أن الذين خرجوا في "30 /6" لم يكونوا كلهم من العلمانيين والنصارى والفلول وأطفال الشوارع، بل كانت ملايين حقيقية تطالب بلقمة عيشها التي حرمت منها بمؤامرات أو غير مؤامرات، فـ"المطلوب من القيادة أن تقود رغم المؤامرات وإلا فإذا عجزت فلترحل".
لا لعودة مرسي بالدماء
ولفت برهامي إلى أن مسلك الإخوان في إعادة مرسي للحكم عبر إراقة الدماء وإثارة الإنشقاق داخل الجيش غير سليم، وقال: "لم نشأ أن نطيع غيرنا في أن نصطدم بالحائط أو نلقي أنفسنا في هاوية مهلكة تؤدي إلى خسارة الدين والدنيا؛ خسارة الدعوة والمنزلة في قلوب الناس وخسارة المنصب الذي لا يسمن ولا يغني من جوع في نفس الوقت، خسارة الدماء التي تراق، والأموال التي تُدمر، والبلد الذي ينهار، والجيش الذي يُراد انقسامه ويُراهَن على انشقاقه لإعادة الرئيس بعد كم مِن الأرواح تزهق! وعلى أي أشلاء وطن يعود الرئيس؟! وإذا لم يعد في المنطقة غير جيش واحد "هو جيش إسرائيل"؛ فمن الذي سيأمر فيطاع: د."مرسي" أم الأيدي والأصابع من الخارج؟! إلى الله المشتكى".
استقالة مكتب الإرشاد والسلفية
ودعا أعضاء مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان للإستقالة، وقال: "أنا أنصح "مكتب الإرشاد": أن يستخيروا الله في الاستقالة لمجلس الشورى التابع لهم استنقاذًا للجماعة التي نريد أن تظل عاملة وبقوة في الشارع المصري مقبولة من الجماهير"، كما دعا قيادات الدعوة السلفية للإستقالة أيضاً، وقال: وأنصح كذلك إخواني في مجلس إدارة الدعوة السلفية: بعد أن قدموا كشف حساب عن المرحلة السابقة لمجلس الشورى العام للدعوة أن يضعوا استقالاتهم بين يدي إخوانهم ليقرروا ما شاؤوا".
الله يؤدب الإخوان
لم يكن برهامي وحده الذي هاجم الإخوان، بل انضم إليه قيادي سلفي آخر، هو الشيخ أبو إسحاق الحويني، الذي غاب عن المشهد في مصر منذ فترة، ما آثار العديد من التساؤلات حول غيابه، إلا أنه خرج أخيراً عبر شريط فيديو، إنتقد فيه الإخوان بشدة، وقال: "إن السبب وراء الأزمة الحالية هي أن الله عز وجل أراد أن يقول للمتشوقين والذين يحلمون بإقامة الإسلام "ادنهالكم سنة مانفعتوش، نسلبها منكم لتتربوا، وترجعوا وتعرفوا أن التمكين لا يكون إلا بالعبودية، لو صرتم عباد لله لمكنكم من الكون حتي بلا أسباب أو يعطيكم الأسباب ويهيئكم لها".
ووصف الحكم بأنه أمر كبير، ودعا الإخوان إلى مراجعة أنفسهم، وقال: "ارجعوا إلى أنفسكم مرة أخرى، وقيموا أنفسكم، هل أنا عبد لربي فيما بيني وبينه، هل أنا عبد لربي في نفسي وبيتي وأولادي وعملي، إذا أراد الإنسان لنفسه خيرًا لا يكذب". وأشار إلى أنه قد يتعرض للإنتقادات بسبب هذا الموقف، وقال إن كلامه لن يعجب المتحمسين وسيقول بعض الناس أنه متخاذل، مشيراً إلى أنه "عندما تنكشف الفتن سيعرف الناس من كان على بصيرة ومن كان أعمى".
تقسيم المنطقة بأيدي الإخوان
كما هاجم الشيخ محمد سعيد رسلان، القيادي السلفي الإخوان، وقال: "لابد من بيان حرمة الدماء، وبيان حكم الخوارج والصائل، فلا بد من ضم هذا إلى ذاك، فالتكفيريون فى سيناء والمحروسة يؤمنون بأن الجيش المصرى مرتد وأشد كفراً من اليهود أهل الكتاب، وإذا وقع قتال بين الجيش المصري واليهود فهم في صف اليهود ضد الجيش المصري ويقولون إننا مع أهل الكتاب ضد المرتدين الكافرين، فهذه عقيدتهم، لذلك يتوجب على الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ودار الإفتاء وكل حكيم ألا يشلوا يد الجيش عن التكفيريين الذين يسعون فى الأرض فساداً ويشعلون الفوضى، ويسلمون الأرض والعرض لكل كافر عميل".
وأضاف إن "التحالف والتآلف بدا واضحاً بين الجماعات التكفيرية والأميركيين من أجل تقسيم المنطقة إلى دويلات حتى يكون لهم منها نصيب، مضيفاً: "لم أكن أتصور أن مشروع الشرق الأوسط الكبير وتقسيم المنطقة يمكن أن يشارك فيه الإخوان، ولا لمن ينتمى للإسلام، لكنه وقع وصار، فالله حسبنا ونعم الوكيل".
مولاة للانقلابيين
ومن جانبه، قال الدكتور جمال قرني، القيادي في حزب الحرية والعدالة، أن موقف السلفيين معروف لا جديد فيه، مشيراً إلى أنهم منذ البداية انضموا إلى مواقف جبهة الإنقاذ في سعيها لإسقاط الرئيس محمد مرسي.
وقال لـ"إيلاف"، إن الإخوان لم يكونوا يتصورون أن الخلاف السياسي مع السلفيين سوف يصل بهم إلى حد الشقاق والخصام إلى هذه الدرجة، منوهاً بأن من يقفون إلى جوار الإنقلاب العسكري على الشرعية سوف يخسرون الشعب، ونبّه إلى أن السلفيين سبق أن تعاونوا مع القوى الليبرالية ضد الإخوان والمشروع الإسلامي، وبالتالي لم يكن موقفهم من الإنقلاب مفاجئاً للإخوان، ولفت إلى أن الشعب المصري هو من يدعم الشرعية، وليس الإسلاميين فقط، منوهاً بأن الملايين المعتصمين في ميدان رابعة العدوية وسائر ميادين مصر ليسوا من الإسلاميين فقط، بل من شتى فئات المصريين.
اشتباكات بين الأخوة الأعداء
وتعميقاً للخلافات بين الطرفين، وقعت إِشتباكات بين الإخوان والسلفيين بالإسكندرية، أثناء قيام حملة "أمة واحدة"، التابعة للدعوة السلفية بجمع تبرعات للسوريين، وتعدى أعضاء بجماعة الإخوان على السلفيين في ميدان القائد إبراهيم، وهو ميدان الثورة بالإسكندرية، متهمين إياهم بالخيانة ومولاة الإنقلابيين، ورد الآخرون بإتهم الإخوان بتدمير المشروع الإسلامي، ووقعت إشتباكات بين الطرفين استخدمت فيها الحجارة والعصي.
وقال أحمد علي، أحد شباب السلفيين: "فوجئنا ونحن نشرح للمارة معاناة الشعب السوري وما تقدمه الحملة من خدمات إغاثية لإخواننا في سوريا، بأعضاء جماعة الإخوان يقتربون ويوجهون السباب لنا ويحتكون بنا إلا أن المارة منعوهم من ذلك وانسحبنا من المنطقة تمامًا لعدم تزايد العنف منهم".