لتورّطه في حرب سوريا وهجمات بلغاريا وقبرص وبضغط إسرائيلي
أوروبا: الجناح العسكري لحزب الله "منظمة إرهابية"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أقرّ وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع في بروكسل اليوم وضع الجناح العسكري لحزب الله في القائمة السوداء، وذلك في تحوّل سياسي كبير أثارته مخاوف من أنشطة حزب الله في أوروبا.
سيبدأ الاتحاد الأوروبي في دراسة الأشخاص والمؤسسات والهيئات التابعة لحزب الله من أجل الإعلان عن وضعهم على القائمة السوداء واتخاذ عقوبات بحقهم. وكانت مصادر أوروبية قالت إن عددًا أكبر من الدول يدعم هذا المشروع داخل الاتحاد الأوروبي، ولكن لا تزال بعض الدول تتحفظ على هذه الخطوة.
واحتاج قرار وضع حزب الله على قائمة المنظمات الإرهابية موافقة جميع الأعضاء، وعددهم 28 دولة، وسيكون أقوى إجراء يتخذه الاتحاد الأوروبي.
وسعت بريطانيا إلى إقناع شركائها في الاتحاد الأوروبي منذ أيار (مايو)بوضع الجناح العسكري لحزب الله على قائمة الإرهاب للاتحاد الأوروبي، وقد استندت بريطانيا في قضية حزب الله إلى تفجيرات بلغاريا، التي نفذت في العام الماضي، واعتقال أحد عناصر حزب الله في قبرص، يعتقد أنه دبّر هذه التفجيرات. كما استندت في ذلك أيضًا إلى مشاركة حزب الله في الحرب الدائرة في سوريا، سواء بتقديم المقاتلين أو الدعم المادي.
وينفي حزب الله أي تورّط في هجوم وقع في تموز (يوليو)الماضي في منتجع بورغاس البلغاري، أدى إلى قتل خمسة إسرائيليين وسائقهم. لكن وزير الداخلية البلغاري قال في الأسبوع الماضي إن صوفيا لا تشك في أن حزب الله يقف وراء هذا الهجوم.
ولدعم جهودها، استشهدت بريطانيا كذلك بحكم سجن لمدة أربع سنوات، أصدرته محكمة قبرصية في آذار (مارس)على عضو في حزب الله، متهم بالتآمر لمهاجمة مصالح إسرائيلية في الجزيرة.
وحزب الله الذي أدرج جناحه العسكري اليوم الاثنين على لائحة المنظمات الارهابية للإتحاد الأوروبي، هو قوة سياسية وعسكرية مقتدرة فرضت نفسها لاعبًا رئيسًا في الحياة السياسية اللبنانية، وأبرز مجموعة مناهضة لاسرائيل في المنطقة، وحليف عسكري اساسي للنظام السوري.
عقوبات وتجميد أصول
سيسمح وضع حزب الله على قائمة الدول بفرض عقوبات، بما فيها تجميد الأصول ومنابع التمويل من السفر على أشخاص، وهو ما يسهل تجفيف منابع تمويل الحزب، وسبق لبريطانيا ودول أخرى أن اعتبرت التنظيم "منظمة إرهابية".
ويقاوم الاتحاد الأوروبي حتى الآن ضغوط واشنطن وإسرائيل لوضع حزب الله على القائمة السوداء، قائلًا إنه قد يثير عدم استقرار في لبنان، حيث يشكل حزب الله جزءًا من الحكومة، ويزيد من التوترات في الشرق الأوسط.
ويقول دبلوماسيون إن هذه المعارضة لمثل هذا الإجراء تتلاشى. وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي "مازالت توجد تحفظات، ولكننا نتحرك نحو ما قد يكون قراراً بشأن احتمال وضعه على القائمة (السوداء)". وأضاف إن "عدد الدول الأعضاء التي تواجه صعوبات في القرار المحتمل يتقلص ببطء".
ووضع الجناح العسكري لحزب الله على القائمة السوداء سيؤدي إلى تجميد أي أصول يملكها في دول الاتحاد، البالغ عددها 28 دولة، رغم أن مسؤولين يقولون إنه لا توجد معلومات تشير إلى حجم وجود حزب الله في أوروبا أو أصوله.
التورّط في سوريا
وقالت بريطانيا مدعومة من فرنسا وهولندا ودول أخرى إن تزايد تدخل حزب الله في الحرب السورية يعني أن لبنان في موقف هشّ بالفعل، وإنه يتعيّن على الاتحاد الأوروبي دراسة احتمال وقوع هجمات في أوروبا في المستقبل.
ومن أجل تهدئة المخاوف من احتمال أن تؤدي العقوبات بحق حزب الله إلى تعقيد علاقات الاتحاد الأوروبي مع الحكومة اللبنانية، من المرجح أيضًا أن تصدر حكومات الاتحاد الأوروبي بيانًا تتعهد فيه مواصلة الحوار مع كل التجمعات السياسية في لبنان.
وقال المسؤول الكبير في الاتحاد الأوروبي إن "بعضًا من الدول الأعضاء يريد الاطمئنان إلى أن أي قرار من هذا القبيل لن يعرّض بأية حال الحوار السياسي للخطر". وفي رد على المخاوف بأن العقوبات قد تزيد من تطرف حزب الله، قال بعض دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي إن استهداف الجناح العسكري قد يقنع على المدى الطويل بعضًا من أعضائه بالكفّ عن العنف والدخول في الحياة السياسية.