محافظة القليوبية وميدان التحرير شهدا أعنفها
مواجهات بين أنصار مرسي ومعارضيه تُخلّف 4 قتلى ومصابين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إشتبك مؤيدون ومعارضون للرئيس المصري المعزول محمد مرسي في ميدان التحرير ومناطق أخرى الاثنين، وتبادلوا القاء الحجارة في حين اطلقت قوات الامن الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، ما أدى إلى مقتل البعض وجرح العشرات.
القاهرة: تصدر الوضع الامني المتوتر واجهة الاحداث في مصر الاثنين حيث قتل اربعة اشخاص واصيب 28 آخرون بجروح في مواجهات عنيفة بين انصار الرئيس الاسلامي المخلوع محمد مرسي ومعارضيه في وسط القاهرة وفي مدينة قليوب شمال القاهرة، في حين اعلنت اسرة مرسي عزمها على مقاضاة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي.
في الاثناء دعا الرئيس المصري الموقت عدلي منصور في كلمة لمناسبة الذكرى ال 61 لثورة 23 تموز/يوليو 1952 الى المصالحة الوطنية ونبذ الانقسام و"فتح صفحة جديدة في دفتر الوطن" فيما استمر الوضع الامني مضطربا في سيناء حيث قتل مدني واصيب اربعة عسكريين.
فقد قتل شخص بطلق ناري واصيب 26 آخرون بجروح في مواجهات شهدها ميدان التحرير ومحيطه مساء الاثنين بين انصار مرسي ومعارضيه، بحسب ما اعلن محمد سلطان نائب رئيس هيئة الاسعاف بوزارة الصحة المصرية. وقال سلطان "هناك قتيل (اصيب) بطلق ناري وتم نقله الى مستشفى المنيرة (بالسيدة زينب وسط القاهرة) حيث لفظ انفاسه الاخيرة". واكد مصدر طبي في مستشفى المنيرة لاحقا لوكالة فرانس برس ان القتيل يدعى عمر سيد احمد (20 عاما) مشيرا الى انه "ليس من الاخوان".
وكان سلطان ذاته افاد في وقت سابق عن اصابة 26 شخصا في المواجهات التي وقعت قرب ميدان التحرير في قلب العاصمة المصرية بين مئات من انصار مرسي ومتظاهري ميدان التحرير المناهضين له، قبل ان تتدخل قوات الامن لفض المواجهة.
وكان سلطان قال "لدينا 26 مصابا معظمهم بطلق ناري بالخرطوش وبالحجارة". وهرعت سيارات الاسعاف الى المكان لنقل المصابين فيما تناثرت في ميدان التحرير ومحيطه الحجارة وصور مرسي الممزقة.
وقال شهود "ان الاخوان حاولوا اقتحام ميدان التحرير فتصدى لهم المعتصمون فيه من المناهضين لهم وطاردوهم حتى الشوارع الجانبية".
وقال شهود آخرون "عند اقتراب مسيرة للاخوان كانت متجهة نحو دار القضاء العالي من ميدان التحرير واجهها متظاهرون من التحرير بالحجارة والزجاج عند مدخل الميدان من ناحية (مقر) جامعة الدول العربية".
واضافوا ان "المتظاهرين من انصار الاخوان المسلمين تراجعوا قبل ان يجمعوا انفسهم ويهاجموا بالخرطوش متظاهري التحرير امام السفارة البريطانية ما دفع قوات الامن الى التدخل عبر استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الجميع".
وتمكنت قوات الامن من فض الاشتباك بين الطرفين وجرت مناوشات متقطعة في محيط التحرير قبل ان يسود الهدوء الحذر قبل اقل من ساعة من موعد الافطار حوالي الساعة 19,00 (17,00 تغ).
كما اصيب عدد من الأشخاص في اشتباكات وقعت بمنطقة ميدان الجيزة جنوب غرب القاهرة ليل الاثنين الثلاثاء بين انصار الرئيس الاسلامي المخلوع محمد مرسي واهالي المنطقة وسائقي سيارات، بحسب ما افادت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية.
وقالت الوكالة ان "مسيرة قد توجهت من ميدان النهضة إلى ميدان الجيزة وقامت بقطع الطريق مما أدى إلى وقوع اشتباكات بين أنصار ومؤيدي الرئيس المعزول وقائدي السيارات.
وقام شباب الإخوان باعتلاء كوبري الجيزة بعدد كبير من الدراجات البخارية مطلقين أعيرة نارية من أسلحة آلية وخرطوش فتصدى لهم بعض الأهالي، مما أسفر عن وقوع إصابات لم يتحدد عددها حتى الآن".
من جهة اخرى قالت قناة "اون تي في" الخاصة ان مراسلها اصيب اصابة خفيفة اثناء تغطيته هذه الاشتباكات.
وقال مصدر امني لوكالة فرانس برس ان الاجهزة الامنية قامت بالتنسيق مع القوات المسلحة بالدفع بعدد من تشكيلات الأمن المركزي والآليات العسكرية إلى ميدان الجيزة، لمحاولة الفصل بين شباب جماعة الإخوان وأهالي الميدان ووقف الاشتباكات بين الطرفين.
واكد المصدر ان اشتباكات عنيفة جرت بين شباب الإخوان وأهالي الميدان وذلك بعد وصول مسيرة من مؤيدي مرسي إلى ميدان الجيزة قادمة من ميدان النهضة وقيام المشاركين فيها بقطع الميدان أمام حركة مرور السيارات مما اثار حفيظة الباعة المتجولين والاهالي.
وكثفت قوات الامن انتشارها وخصوصا في محيطي السفارتين البريطانية والاميركية القريبتين من ميدان التحرير. وافاد مصدر امني وكالة فرانس برس انه "تم القبض على سبعة أشخاص بالقرب من كوبري قصر النيل وبحوزة اثنين منهم أسلحة خرطوش".
وأقامت قوات الشرطة حاجزا بشريا على كورنيش النيل، وتم وضع حواجز حديد على مداخل الميدان. من جهة اخرى لقي ثلاثة اشخاص مصرعهم في قليوب شمال القاهرة وذلك في مواجهات عنيفة اعقبت قطع انصار مرسي طريق القاهرة الاسكندرية الزراعي.
وافاد مصدر امني "لقي ثلاثة اشخاص مصرعهم وهم محمد يحيى زكريا محمدي (15 عاما) اثر اصابته بطلق ناري بالصدر ومصطفى عبد النبي عبد الفتاح (18 عاما) بطلق ناري بالحوض اضافة الى العثور على جثة شخص سقط تحت عجلات القطار اثناء فراره من الاشتباكات واطلاق الخرطوش".
واضاف المصدر ان "منطقة ميت حلفا بقليوب شهدت إشتباكات عنيفة وحالة من الكر والفر بين المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي والمعارضين له من اهالي المنطقة بعد قيام انصار مرسي بقطع الطريق الزراعي وشل حركة المرور عليه مما دفع قوات الأمن للتدخل لفض الإشتباكات ومحاولة فتح الطريق من جديد حيث تبادلت إطلاق الرصاص مع المحتجين وردت عليهم بإلقاء القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم".
ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية عن اللواء محمود يسري مدير امن القليوبية ان "أجهزة الامن بمحافظة القليوبية نجحت بالتعاون مع القوات المسلحة والاهالي مساء اليوم في اعادة فتح طريق الاسكندرية الزراعى السريع واجبار انصار الاخوان على فض تجمهرهم عند مدينة قليوب وعودة الحركة المرورية الى طبيعتها بعد أن توقفت 7 ساعات متواصلة".
من جهة اخرى اعلنت اسرة مرسي انها بصدد اتخاذ اجراءات قانونية ضد الفريق اول عبد الفتاح السيسي قائد الجيش المصري الذي تحمله المسؤولية عن سلامته و"اختطافه".
وشارك ثلاثة من ابناء مرسي في مؤتمر صحافي في مقر نقابة المهندسين المصرية في القاهرة تحت عنوان "الاختفاء القسري للسيد رئيس الجمهورية".
وقالت شيماء ابنة محمد مرسي "نحن بصدد اتخاذ اجراءات قانونية محلية ودولية ضد عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري الدموي ومجموعته الانقلابية" الذي حملته "المسؤولية الكاملة عن صحة وسلامة الرئيس مرسي".
وفي تحد للنظام الجديد، عقد مجلس الشورى المنحل الذي يراسه احمد فهمي القيادي بجماعة الاخوان المسلمين والذي يسيطر الاسلاميون عل غالبية مقاعده، اجتماعا ظهر الاثنين في قاعة مناسبات ملحقة بمسجد رابعة العدوية حيث يحتشد انصار مرسي منذ اكثر من عشرين يوما.
وقال بيان للتحالف الوطني لدعم شرعية مرسي ان المجلس اصدر توصيات منها "رفض الانقلاب العسكري الدموي والتأكيد على عودة الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي لممارسة مهامه". واضاف "رفض كل ما يترتب على الانقلاب العسكري الدموي من تعطيل الدستور وحل مجلس الشورى".
وبدات الاثنين لجنة الخبراء القانونيين المكلفة بصياغة تعديلات على دستور كانون الاول/ديسمبر 2012 المعطل، الذي صاغته جمعية تاسيسية سيطر الاسلاميون عليها، تلقي مقترحات وآراء المواطنين بمواد الدستور لمدة أسبوع.
وقال المستشار علي عوض مقرر اللجنة أن اللجنة ستعقد اجتماعاتها أربعة أيام في الأسبوع وستنتهي من عملها خلال 30 يوما وفقا لما قرره الإعلان الدستوري، بحسب ما نقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية.
في الملف الامني ايضا، شهدت شبه جزيرة سيناء المضطربة الاثنين مقتل مواطن واصابة اربعة عسكريين بجروح في هجمات بمنطقة العريش تنسب الى مسلحين اسلاميين متطرفين.
وخارجيا دعا وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي من بروكسل في بيان الى "انهاء الاعتقالات السياسية والافراج عن كافة المعتقلين السياسيين وضمنهم محمد مرسي".
وجدد الاتحاد الاوروبي التعبير عن "القلق العميق" ازاء الوضع. واقر بان "الكثير من المصريين عبروا من خلال التظاهر عن هموم مشروعة" في اشارة الى الاحتجاجات الضخمة في 30 حزيران/يونيو التي طالبت برحيل مرسي، لكنه اشار الى ان "القوات المسلحة يجب الا تقوم بدور سياسي في الديموقراطية".
وكانت دول مثل المانيا والولايات المتحدة طالبت بالافراج عن مرسي لكن السلطات المصرية الجديدة رفضت ذلك لكنها اكدت في العاشر من تموز/يوليو انه موجود "في مكان آمن" ويعامل "معاملة لائقة" بدون تسرب اي معلومات عن مكان اعتقاله.
الرئيس يدعو الى المصالحة
دعا الرئيس المصري الموقت عدلي منصور مساء الاثنين لمناسبة احياء بلاده الثلاثاء الذكرى 61 لثورة 23 تموز/يوليو 1952، الى المصالحة الوطنية و"فتح صفحة جديدة في دفتر الوطن" في الوقت الذي تشهد فيه مصر ازمة سياسية حادة بعد الاطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي قبل نحو عشرين يوما.
وقال منصور في كلمة وجهها الى الشعب عبر التلفزيون "الان بعد ثورتي شعبنا العظيم في 25 يناير (2011) و30 يونيو (2013)، نريد فتح صفحة جديدة في دفتر الوطن : لا حقد ولا كراهية ولا انقسام ولا صدام ، لا تشويه لمن اعطى ولا تحطيم لمن اجتهد".
واضاف "حان الوقت لبناء وطن متصالح مع الماضي لاجل المستقبل متصالحا مع الذات لاجل الآخر . حان الوقت لنقيم الصلح في عقولنا ونفوسنا حتى يتحول سلوكا في مناحي حياتنا".
ووجه منصور بالمناسبة "تحية لجمال عبد الناصر والرجال العظام الذين فتحوا باب الحرية والامل في 23 تموز/يوليو 1952" مشيدا ايضا بالزعماء محمد نجيب وانور السادات معتبرا ان ثورة 23 تموز/يوليو "كانت امتدادا لثورات شعبنا ضد الاستعمار والاستبداد" مشيرا بالخصوص الى الثورة العرابية والزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد وثورة 1919 بقيادة سعد زغلول.
وشدد على انه مع تذكر "تلك الحقبة المهمة من تاريخ مصر (..) نتذكر ايضا بعض الاخطاء في تلك المرحلة" الناصرية مؤكدا انها "اخطاء يجب ادانتها وعدم تبريرها لكن الادانة لا يجب ان تكون دافعا لكل حاقد مما مضى (..) بل دافعا لتحاشي تكرار الاخطاء او اعادة انتاج النقائص".
واضاف "سنمضي لاجل الاهداف ذاتها الحرية والكرامة والعدالة والاستقلال والوطنية".
وتحتفل مصر الثلاثاء بالذكرى ال 61 لثورة 23 تموز/يوليو 1952 التي انهت الحكم الملكي في مصر وهو يوم عطلة في البلاد التي تشهد اضطرابات خطيرة وانقساما بعد الاطاحة في الثالث من تموز/يوليو الحالي بالرئيس الاسلامي المخلوع محمد مرسي الذي كان اول رئيس مدني ومنتخب لمصر منذ 1952.
وكانت الحقبة الناصرية في مصر (1952-1970) شهدت صراعا بين السلطة وجماعة الاخوان خصوصا في ستينات القرن الماضي.