أخبار

الحكيم بعد علاوي والصدر والنجيفي يحملون رئيس الحكومة مسؤولية نزيف الدم

التدهور الأمني في العراق يوسع انتقادات القادة للمالكي ويهدد بقاء حكومته

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تتصاعد حملة الانتقادات التي يوجهها القادة العراقيون الى حكومة نوري المالكي حول عدم قدرتها على ضبط الامن ووقف نزيف الدم العراقي بشكل اثار دعوات عدة لاستقالة رئيس الوزراء، وهو ما دعا إليه إياد علاوي فيما طالب مقتدى الصدر، الشعب بانتفاضة تسقط المالكي، وشكك عمار الحكيم اليوم بقدرة رئيس الحكومة على ضبط الملف الامني معبرا عن غضبه من تصاعد عمليات العنف دون ردع كاف وسط اتصالات تجري بين القادة السياسيين للطلب من التحالف الشيعي ترشيح بديل له. وجه رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم انتقادات حادة لأداء الأجهزة الامنية مشككا بمسارات قدرة القائد الام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي بالسيطرة على الاوضاع الامنية . واكد الحكيم في كلمة في تجمع رمضاني الحاجة الى إجراءات صارمة وحاسمة لتدارك التدهور الامني الخطير. وعبر عن الغضب والقلق والألم للأوضاع الأمنية المتدهورة في البلاد خصوصا بعد أحداث هجوم مسلحي تنظيم القاعدة على سجني التاجي وابي غريب في بغداد وتهريب حوالى 500 من قادتها وامرائها الاحد الماضي . وحذر بالقول "المرء يكاد يصل الى لحظة يشك فيها بمسارات إدارة الملف الأمني متسائلا عن حقيقة وجود رؤية واضحة واستراتيجية محددة وخطط ناجعة وقيادات كفوءة في إدارة الملف الأمني في البلاد. وقد تبنى تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" الذي يتبع قيادة "القاعدة" اليوم الثلاثاء الهجوم على السجنين وقال بيان موقع من التنظيم ان "كتائب المجاهدين انطلقت بعد التهيئة والتخطيط ، مستهدفة اثنين من اكبر سجون الحكومة وهما سجن بغداد المركزي ابو غريب وسجن الحوت التاجي . واضافان العملية جاءت "استجابة لنداء الشيخ المجاهد ابي بكر البغدادي حفظه الله في ان تختم خطّة "هدم الاسوار" المباركة التي بدأت قبل عام من اليوم بغزوة نوعيّة تقهر الطواغيت المرتدّين وتكسر القيود وتحرّر الاسود الرابضة في غياهب السجون". واكد "تحرير المئات من أسرى المسلمين بينهم ما يزيد على 500 مجاهد من خيرة من ولدتهم الارحام". وتعرض سجنا التاجي وابو غريب الى الشمال والغرب من بغداد مساء الاحد الى هجوم مسلح تخللته اشتباكات تواصلت حتى صباح الاثنين. ووقع الهجوم وهو احدى اكبر العمليات المنظمة ضد السجون في العراق منذ عام 2003 بعد عام تماما من نشر رسالة صوتية لزعيم تنظيم القاعدة في العراق ابو بكر البغدادي دعا فيها الى مهاجمة سجون العراق. وكان النائب حاكم الزاملي العضو في لجنة الامن والدفاع البرلمانية اكد الاثنين ان 500 شخص على الاقل تمكنوا من الفرار.وعبر الحكيم عن دهشته من هروب "مئات المجرمين والإرهابيين من سجني التاجي وأبي غريب في ليلة ظلماء واحدة بعد ان ظلت أنظار الناس وعوائل الضحايا من الشهداء والجرحى شاخصة لمعاقبة هؤلاء المجرمين وأخذ جزائهم العادل الذي طال سنينا عدة ". وتساءل قائلا "ماذا سيكون حال العراق بعد خروج هؤلاء المجرمين من السجون ومن يتحمل مسؤولية هذه الدماء البريئة .. معربا عن استغرابه من" سكوت المسؤولين عن كل هذه الجرائم وعدم شرح الاسباب في تكرارها يوما بعد آخر وطبيعة الخطة الموضوعة للقبض "على هؤلاء المئات من عتاة المجرمين الذين فروا من السجن ". وانتقد الحكيم بقاء الوزارات الامنية شاغرة من دون وزير والمؤسسات الامنية الخطيرة من دون رؤساء معينين وتساءل عن الضمانات "في تغيير الخطط الامنية في المستقبل او تغيير بعض القيادات الامنية بعد كل هذه الخروقات .يذكر ان الحكومة الحالية لم تعين وزيرين اصيلين لوزارتي الدفاع والداخلية حيث يقود وزير الثقافة سعدون الدليمي وزارة الدفاع بالوكالة في حين يقود المالكي وزارة الداخلية وكالة. علاوي والصدر والنجيفي يدعون لرحيل المالكي وبالترافق مع ذلك فقد دعا رئيس ائتلاف العراقية اياد علاوي المالكي الى تقديم استقالته فورا وطالب التحالف الشيعي باختيار بديل عنه مشددا على ان العجز الكامل قد أصاب الحكومة حيث استفحلت الطائفية السياسية والجهوية وتراجعت الخدمات بشكل مذل . وطالب التحالف الوطني الشيعي اختيار بديل لرئاسة مجلس الوزراء يلتزم بالدستور وبالتوافقات السياسية والشراكة الوطنية الناجزة". كما ناشد مجلس النواب العمل على دعم هذا المقترح وان يساهم في الاشراف على انتخابات نزيهة وحرة، تؤدي بالعراق الى شواطئ السلام والامن والاستقرار، من خلال حكومة منتخبة وقادرة وتلتزم بالدستور. وشدد علاوي في تصريح صحافي تسلمته "ايلاف" امس على ان العملية السياسية في العراق قد وصلت الى طريق مسدود بعد ان اجهضت السلطة كل المحاولات الصادقة لاعادتها الى مساراتها الدستورية والتوافقية الوطنية . واوضح انه بسبب كل ذلك اخذ شعب العراق يدفع دماءً زكية غزيرة كل يوم، والامن في تراجع مخيف ومستمر حيث يقدم شعب العراق ما يفوق عن الالف شهيد شهرياً .وبالترافق مع ذلك دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر العراقيين الى انتفاضة تسقط المالكي الذي قال ان حكومته دخلت العد التنازلي لرحيلها واشار الى انه لو ان شعبا حدث له ما يتعرض له العراقيون من تفجيرات وانعدام للامن لانتفض وطالب باستقالة الحكومة وعلى رأسها رئيس الوزراء . وقال الصدر في بيان صحافي حول التفجيرات التي تستهدف العراقيين "ليعلم الجميع أنا لن أطيق الوقوف ازاء هذه التفجيرات ولن نعطي للحكومة فرصة أخرى لا مئة يوم ولا حتى اقل من ذلك ولا اكثر وباتت الحكومة في العد التنازلي الاخير".ومن جهته، فقد اعتبر رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي أن ما يعيشه العراق حاليًا يعتبر انهياراً أمنياً حاداً لا يمكن السكوت عليه وحذر من أن الحكومة باتت تفقد السيطرة بشكل شبه تام داعياً الى اتخاذ التدابير اللازمة لتجاوز مواطن الخلل فيها . وطالب النجيفي في بيان صحافي تلقته "إيلاف" الأجهزة الأمنية بضرورة اعادة النظر في الإجراءات الأمنية التي اثبتت عدم فعاليتها في الحد من الخروقات المتكررة التي كبدت العراق خسائر جسيمة .. ودعاها الى عدم الاستسلام للارهابيين والعمل على اتخاذ اجراءات اكثر فاعلية تبرهن للشعب من خلالها قدرتها على معالجة الأمور وحماية المواطنين الأبرياء.وتأتي دعوات رحيل المالكي وهو القائد العام للقوات المسلحة ويتولى حقيبة وزارة الداخلية في وقت فشلت الاجهزة الامنية في بسط سيطرتها على الارض والحد من تصاعد العنف رغم التغيير الذي أجراه المالكي للعديد من قياداتها خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة في بلاد يبلغ عدد افراد قواتها المسلحة حوالى 800 الف رجل. البحث عن خيارات توقف نزيف الدموابلغ مصدر سياسي عراقي "أيلاف" ان اتصالات تجري بين القادة السياسيين حاليا لبحث الاجراءات الممكن اتخاذها لوقف الانهيار الامني المستمر الذي وصل مديات خطيرة خلال الايام الاخيرة وسط عجز حكومي عن وقفه. واشار الى ان هذه المداولات قد تبلور قريبا موقفا يدعو المالكي الى تغييرات جدية في القيادات الامنية وخطط ناجعة قادرة على التصدي للمسلحين خلال فترة محددة. وقال ان الامر قد يتطور الى بحث جدي داخل التحالف الشيعي الحاكم لترشيح بديل عن المالكي مقرا بصعوبة تحقيق هذا الهدف بسبب معارضة ايران لكنه نوه بان القوى السياسية الشيعية يمكن ان تلعب دورا في اقناعها بالتخلي عن معارضتها هذه بعد شرح المخاطر الحقيقية التي يتعرض لها العراق والعراقيون جراء هذا التدهور غير المسبوق في الاوضاع الامنية.ويشهد العراق حاليا موجة عنف جديدة تستهدف المقاهي التي يرتادها الشباب خصوصا بعيد موعد الافطار في رمضان، وملاعب كرة القدم، في هجمات دامية قتل واصيب فيها المئات على مدى اسابيع.وجاءت هذه الهجمات في اطار موجة العنف المتصاعدة في العراق والتي قتل فيها 2500 شخص خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة بحسب ارقام الامم المتحدة، التي حذرت من ان العراق يقف عند حافة حرب اهلية جديدة. وقتل في العراق منذ بداية الشهر الحالي اكثر من 600 شخص استنادا الى مصادر امنية وعسكرية وطبية، ما يعني ان معدل ضحايا العنف اليومي في البلاد بلغ نحو 30 شخصا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف