كبار قيادات التنظيم باتوا خارج قبضة السلطات العراقية
بعد هروب سجناء القاعدة... أيام سوداء تنتظر العراق
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فرار نحو 500 سجين في العراق، ونسبة كبيرة منهم من عناصر تنظيم القاعدة، يجعل البلاد تنتظر أيامًا سوداء، وربما تكون أكثر صعوبة من التي تعيشها اليوم.
بغداد:يضع هروب "قادة كبار" لتنظيم "القاعدة" في العراق من سجنين قرب بغداد، البلاد على اعتاب "أيام سوداء" تنذر بمرحلة أمنية اكثر خطورة من تلك التي تشهدها حاليًا، بحسب ما يرى محللون ومسؤولون. ويقول استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد حميد فاضل لوكالة فرانس برس: "ستكون لهذه العملية تداعيات كبيرة وتداعيات خطيرة". ويضيف أن "موضوع هروب سجناء بهذه الطريقة المنظمة من اكبر السجون في العراق علامة أخرى على التدهور الذي يصيب البلاد، ونسأل هنا الى متى يستمر الحديث عن خطط امنية واستراتيجيات عسكرية اثبتت فشلها؟". وتعرض سجنا التاجي وابو غريب الى الشمال والغرب من بغداد مساء الاحد الى هجوم مسلح تخللته اشتباكات تواصلت حتى صباح الاثنين. وقال المتحدث باسم وزارة العدل وسام الفريجي لفرانس برس إن 21 سجينًا قتلوا خلال العملية، فيما افادت مصادر امنية وطبية أن 20 على الاقل من رجال الامن قضوا ايضًا اثناء الاشتباكات. وذكرت مصادر نيابية أن اكثر من 500 سجين تمكنوا من الفرار. ووقع الهجوم وهو احد اكبر العمليات المنظمة ضد السجون في العراق منذ 2003، بعد عام تمامًا من نشر رسالة صوتية لزعيم تنظيم القاعدة في العراق ابو بكر البغدادي دعا فيها الى مهاجمة سجون العراق. وقد تبنى تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، الذي يتبع قيادة "القاعدة"، اليوم الثلاثاء الهجوم على السجنين. وذكر بيان نشر على موقع "حنين" الذي يعنى بأخبار الجماعات الجهادية أن "كتائب المجاهدين انطلقت بعد التهيئة والتخطيط، مستهدفة اثنين من اكبر سجون الحكومة (...) وهما سجن بغداد المركزي ابي غريب وسجن الحوت التاجي". وتابع البيان أن العملية جاءت "استجابة لنداء الشيخ المجاهد ابي بكر البغدادي حفظه الله في أن تختم خطّة هدم الاسوار المباركة التي بدأت قبل عام من اليوم بغزوة نوعيّة تقهر الطواغيت المرتدّين وتكسر القيود وتحرّر الاسود الرابضة في غياهب السجون". واعلن التنظيم عن "تحرير المئات من أسرى المسلمين بينهم ما يزيد على 500 مجاهد من خيرة من ولدتهم الارحام".ويؤكد مصدر امني رفيع المستوى لفرانس برس أن "ايامًا سوداء تنتظر العراق، فالذين فروا من كبار قيادات القاعدة وكل العملية نفذت من اجل مجموعة معينة منهم". ويوضح "الكبار تمكنوا من الفرار"، مشيراً الى أن "الفارين سيعملون على تنفيذ اعمال انتقامية قد تكون معظمها انتحارية". بدوره يقول النائب حاكم الزاملي عضو لجنة الامن والدفاع النيابية لفرانس برس إن "اغلب السجناء الذين فروا من سجن ابو غريب هم من القياديين الكبار في تنظيم القاعدة، ومحكومون بالاعدام". ويرجح الزاملي بأن "يتوجه الارهابيون الى سوريا لاعادة التنظيم والعودة من جديد الى العراق لتنفيذ هجمات ارهابية ضد الشعب العراقي". وجاء الهجوم ضد السجنين في اطار موجة عنف متصاعدة قتل فيها 2500 شخص خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة، بحسب ارقام الامم المتحدة، التي حذرت من أن البلاد باتت تقف عند حافة حرب اهلية جديدة. وقتل في العراق منذ بداية تموز/يوليو اكثر من 615 شخصًا، بحسب حصيلة تعدها فرانس برس استناداً الى مصادر امنية وعسكرية وطبية، ما يجعله الشهر الاكثر دموية في البلاد منذ بداية العام. وتعتمد الحكومة العراقية مبدأ "النأي عن النفس" في ما يتعلق بأعمال العنف المتصاعدة، حيث يتجاهل مسؤولوها الكبار هذه الهجمات، التي تتجاهلها ايضًا وسائل الاعلام الرسمية، أو تحاول التقليل من اهميتها. وبعيد الهجوم على السجن، لم يصدر عن السلطات سوى بيان واحد نشرته وزارة الداخلية واكدت فيه أنها تلاحق الفارين. ويذكر أنه رغم مرور نحو ثلاث سنوات على تشكيل الحكومة الحالية، وهي حكومة "شراكة وطنية" تجمع الموالين والمعارضين، يبقى منصبا وزيري الدفاع والداخلية في حالة شغور بسبب الخلافات التي تعصف بالحكومة. ويقول حميد فاضل "يبدو أن الملف الامني ضحية الصراع السياسي الذي يجري في العراق اليوم، اذ إن هذا الصراع يراد له ان يحل عبر السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة". ويضيف "المؤسسة الامنية فيها الكثير ممن ينتسبون الى من هم في دائرة الصراع السياسي، ولذا فإنها تتأثر بالسياسة وما يدور فيها". ويرى الزاملي أن "ما حدث من انهيارات امنية وعدم استقرار واقتحام للسجون يدعو الحكومة لأن تكون اكثر حزماً وقوة، والا فستكون الاستقالة افضل".التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف