الصدريون: جيش المهدي أوصل رئيس الحكومة لمنصبه
المالكي يتهم الصدر بالعنف والفساد وسياسيين بالتعاون مع القاعدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
رد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم على اتهامات وجهها له زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بالفشل في إدارة الملف الأمني، باتهام الأخير وتياره جيش المهدي بعرقلة تحقيق الأمن وتقديم الخدمات. ورفض الصدريون هذه الانتقادات مؤكدين أن هذا الجيش هو من أجلس رئيس الوزراء على سدة الحكم.
لندن: اتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال جلسة حوارية مع عدد من الإعلاميين والمحللين السياسيين والاقتصاديين العراقيين وعرضت مجرياتها قناة "العراقية" وتابعت "أيلاف" ما دار فيها، التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بعرقلة تحقيق الامن والمجلس الاعلى الاسلامي بزعامة عمار الحكيم بإعاقة تنفيذ المشاريع الخدمية.
وأكد المالكي تورط مسؤول في وزارة الصحة تابع للتيار الصدري بقضايا فساد إداري ومالي والوقوف وراء تأخر إنجاز عشرة مستشفيات. وأوضح ان الحكومة خصصت منذ فترة طويلة مبالغ مالية لبناء عشرة مستشفيات سعة الواحدة منها من 500 إلى 700 سرير لكنها و حتى الآن ما زالت غير مكتملة عازيا السبب إلى وجود فساد إداري ومالي يديره مدير عام في وزارة الصحة تابع للتيار الصدري.
واتهم المالكي التيار الصدري ببث دعايات تزعم دعمه لجماعة عصائب اهل الحق بزعامة الشيخ قيس الخزعلي والمنشقة عن جيش المهدي للتغطية على تجاوزات التيار. وقال إن القوات الامنية تمكنت من السيطرة على محافظة البصرة خلال عام 2008 بعد طرد ميليشيات التيار الصدري الذين فرضوا سيطرتهم بالقوة والقتل على المحافظة.
وأشار رئيس الوزراء الى عدة حوادث قام بها تيار الصدر لشل عمل الحكومة منها ما قامت به ميليشيات المهدي في البصرة عام 2007 وقال "عندما ذهبت الى البصرة وجدتها ساقطة "ومشتعله نار ". وأضاف
" دخلت الى محافظة البصرة وأعطيت الأوامر بإلقاء القبض على كل خارج عن القانون وقد كان جيش المهدي التابع للصدر في تلك الفترة قد أقام الدنيا ولم يقعدها في محاولة منه لإرباك الوضع السياسي. وأكد أن قسما من تشكيلات جيش المهدي كان على علاقة مع القوات البريطانية التي كانت تتمركز في المحافظة انذاك لتأزيم الوضع هناك.
واتهم المالكي الصدريين بمحاولة إشعال مدينة كربلاء قبل سنوات حين "سعوا الى "احتلالها وحرقها". وأوضح انه عندما توجه الى المدينة ووصل الى مبنى المحافظة والمحافظ لم يكن يعلم بموعد زيارته كان هناك رجل جالس في المحافظة فسأل المحافظ عنه فأجاب ان هذا الشخص عضو مجلس محافظة كربلاء وهو من التيار الصدري وأحد المسببين للشغب "فأمرت بإلقاء القبض عليه ثم أمرت بتطويق المسببين للشغب واحدا تلو الاخر وكانوا من عناصر جيش المهدي التابع للصدر.
واليوم رد التيار الصدري على هذه الاتهامات وخاطب النائب عن الكتلة حسين الشريفي خلال مؤتمر صحافي في بغداد المالكي قائلا "كيف تتهم جيش المهدي وأنت تعلم كل العلم بأنه بريء من كل هذه التهم وهو من أجلسك على سدة الحكم". وأكد ان اقتحام سجني التاجي وأبو غريب شاهد على فشل الحكومة بعد الهروب الجماعي لكبار قادة القاعدة الذين يقدر عددهم بأكثر من 1400 إرهابي.
وكان مقتدى الصدر أكد امس أن الهروب الجماعي من أكبر سجنين في بغداد يشكل الخرق الأمني الأكبر في تاريخ العراق..وقال إن بغداد الحبيبة تعاني انحطاطا أمنيا وباتت أسيرة الإرهاب والميليشيات والدكتاتورية والشهوات والتمسك بالكرسي. وطالب مجلس النواب باستدعاء البرلمان رئيس الحكومة ووزير الدفاع والداخلية والقادة الأمنيين لاستجوابهم حول تصاعد الانهيارات الامنية في البلاد.
سياسيون عراقيون وراء الهجوم على السجنين
واتهم المالكي سياسيين لم يسمهم يدعمون تنظيم القاعدة بالوقوف وراء الهجومين اللذين استهدفا سجني التاجي وابو غريب مؤخرا وبين ان هناك جهات سياسية أعلنت بشكل واضح دعمها لتنظيم القاعدة الذي اخذ على عاتقه العمل على الارض.
وشدد بالقول "سوف لا اعمل بحكومة مستقبلا وفيها محاصصة وعلى من يريد ان يدخل معنا ان لايصعد على ظهري لكي يستفيد مني بل يجب أن يخدم العراق ومن يدخل معنا ليس بالضرورة من حزب الدعوة وانما من التكنوقراط وأصحاب الكفاءات والشهادات العالية وأصحاب الاختصاص الذين يعول عليهم البلد وليس عندي فرق بين هذا المكون وذاك المكون بل الجميع سواسية" بحسب قوله.
نفي دعم الميليشيات
ونفى المالكي تقديمه أي دعم للخارجين عن القانون من جماعتي عصائب اهل الحق او كتائب حزب الله المتهمين بممارسة تصفيات طائفية واعمال عنف ووصف أمين عام حزب الله واثق البطاط بأنه مخبول وليس عاقلا وقال انه يطلق التصريحات والبيانات هنا وهناك ويقول ويدعي. وأكد المالكي أنه لم يقدم أي أموال أو دعم لهاتين الجماعتين أو أي تيارات مسلحة أخرى خارجة عن القانون.
وشدد بالقول "أنا لم أدعم أي ميليشيا او تيارات أخرى خارج الأجهزة الأمنية العراقية.. ولم أعط أي دينار او دعم او مال لعصائب أهل الحق أو الكتائب أو حزب الله او جيش المهدي أو أي تيارات مسلحة أخرى خارجة عن القانون".
وطمأن سكان العاصمة بغداد بأنه سيتصدى للبطاط وممارساته وقال إن قوة امنية خرجت امس لاعتقاله ولم تعثر عليه. وتحدى المالكي كل من يقول إن هناك وجودا لاي علاقة بين الدولة وبين اي ميليشيا وقال "اذا كان البعض قد تبنى ميليشيات فانا اتبنى الدولة العراقية والجيش والشرطة".
وعود إنهاء أزمة الكهرباء جاءت اثر معلومات خاطئة
وارجع المالكي سبب عدم تحقيق وعوده بإنهاء ازمة الطاقة الكهربائية نهاية العام الحالي 2013 إلى وجود أخطاء في الارقام التي رفعت اليه عن كميات الطاقة المنتجة معلنا عن تشكيل لجنة للاشراف على قطاع الكهرباء متعهدا معاقبة المقصرين بغض النظر عن انتمائهم.
وقال إن حديثه خلال الفترة الماضية عن امكانية انتهاء ازمة الطاقة الكهربائية نهاية العام الحالي 2013 استند إلى ارقام غير حقيقية عن انتاج الطاقة الكهربائية وصلته من الجهات المسؤولة عن الطاقة في اشارة الى نائبه لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني مؤكدًا أن المحطات الكهربائية التي تعاقدت عليها وزارة الكهرباء غازية ويصعب على الجهات العراقية تشغيلها من دون توضيح اسباب شرائها اذا كان من الصعوبة تشغيلها.
وأشار إلى أنه شكل لجنة برئاسته للاشراف على قطاع الطاقة الكهربائية متعهدا إعفاء اي مسؤول في وزارة الكهرباء يثبت تقصيره بغض النظر عن انتمائه السياسي.
ويبدو ان هجوم المالكي ضد التيار الصدري قد جاء ردا على دعوة مقتدى الصدر للعراقيين بانتفاضة تسقط رئيس الوزراء. وقال الصدر في بيان الاحد ان حكومة المالكي دخلت العد التنازلي لرحيلها واشار الى انه لو ان شعبا حدث له ما يتعرض له العراقيون من تفجيرات وانعدام للامن لانتفض وطالب باستقالة الحكومة وعلى رأسها رئيس الوزراء.
وأضاف الصدر تعليقا على تصاعد التفجيرات التي تستهدف العراقيين "ليعلم الجميع أنا لن أطيق الوقوف ازاء هذه التفجيرات ولن نعطي للحكومة فرصة أخرى لا مئة يوم ولا حتى اقل من ذلك ولا اكثر وباتت الحكومة في العد التنازلي الاخير".