لهجته الهادئة أكدت ثقة الجيش بتلاحم الشعب معه للجم الإرهاب
مراقبون: خطاب السيسي... رسائل قوية للخارج والداخل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اعتبر مراقبون أن خطاب وزير الدفاع والإنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة المصرية الفريق أول عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، يحمل رسائل قوية للداخل والخارج والمراهنين على انقسام الجيش وعودة حكم الإخوان المنهار.
نصر المجالي: قال هؤلاء المراقبون إن اللهجة الهادئة لخطاب السيسي تؤكد قوة الجيش المصري وثقته بتلاحم الشعب المصري معه أمام مؤامرات ومخططات الإخوان المسلمين، الذين يتحالفون مع جهات خارجية لتصعيد الفتنة في مصر.
ودعا الفريق أول السيسي، في أول خطاب له منذ تحولات الثالث من يوليو/ تموز وخلع نظام محمد مرسي (العيّاط)، جموع المصريين إلى الاحتشاد يوم الجمعة المقبل من أجل تفويض الجيش لمواجهة الإرهاب والعنف. وقال: "إنزلوا علشان تقولوا لكل العالم إن لكم إرادة ولكم قرار".
أثار الخطاب ردود فعل واسعة بين الأحزاب السياسية والنشطاء على موقعي التواصل الاجتماعي "فايسبوك وتويتر" حول هذه الدعوة.
دعوة سلمية
ونفى السيسي اتهامات بأنه خدع الرئيس المعزول محمد مرسي وتعهد بالالتزام بخارطة الطريق السياسية، التي رسمت سبيلًا لإصلاح الدستور وإجراء انتخابات جديدة في غضون ستة أشهر. وقال إن دعوته إلى النزول إلى الشارع يوم الجمعة ليست دعوة إلى العنف.
وقال محمد أبو حامد، البرلماني السابق، تعليقًا على خطاب السيسي، "لازم ننزل يوم الجمعة، لازم ننزل نساند إرادتنا وجيشنا وشرطتنا، ونؤكد إننا الأغلبية.. خلص الكلام نفوّض السيسي والجيش ضد الإرهاب، وهننزل الجمعة نقول للعالم كله لا للإرهاب كل اللي بيطالب الجيش إنه يواجه الإرهاب، لازم ننزل يوم الجمعة، عاوزين في الشارع 60 مليونا.. مش عاوزين الأسفلت يبان من الشعب المصري".
أنا هنزل
وأضاف الناشط الساخر إبراهيم الجارحي: "أنا هنزل يوم الجمعة أفوّض الجيش بتطهير البلد من المجرمين القتلة ودعاة الانفصال والانشقاق والحرب الأهلية".
فيما قال خالد أبو بكر، المحامي الدولي، "أثق في القوات المسلحة، وعلينا جميعًا النزول الجمعة المقبل في سلمية وتحضر، كي نثبت للجميع أنها إرادة شعب، الشعب لن يخذل السيسي الذي أطاع أوامره". وأضاف آخرون: "القرار الوحيد الصح اللي أخده مرسي هو تعيين السيسي. الجمعه المقبل يوم الحسم، سأنزل إلى الشوارع، حتى لا تتحوّل مصر إلى حرب شوارع، "إحشد، شارك، ثق في الله ونصره لمصر".
من جانبها، أعلنت حركة مؤيدي ضباط 8 إبريل عن تأييدها دعوة السيسي قائلة: "نازلين يوم الجمعة لتفويض الجيش القضاء على الإرهابيين، الذين يحملون السلاح، ويقتلون المصريين، ويفجّرون أقسام الشرطة، ويقتلون جنودنا في سيناء، ونعترض على مهاجمة أي شخص يعبّر عن رأيه بطريقة سلمية".
الشعب والجيش معًا
من جهتهم، أكد عدد من رؤساء وممثلي الأحزاب السياسية في مصر على ضرورة تلبية دعوة وزير الدفاع من أجل التصدي للعنف والإرهاب في مصر.
ودعت حملة "تمرد" على صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" جموع الشعب المصري العظيم إلى الاحتشاد في ميادين مصر الجمعة المقبل، والمطالبة رسميًا بمحاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، ودعم القوات المسلحة المصرية في حربها المقبلة ضد الإرهاب، مع تطهير أرض مصر من عملاء الوطن، معلقة "سنحارب الإرهاب شعبًا وجيشًا" وحماية الثورة.
وناشد الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، المصريين، الذين استطاعوا أن يدهشوا العالم بثورتهم يوم 25 يناير و30 يونيو، أن يستجيبوا لنداء الفريق أول عبد الفتاح السيسي، بالخروج يوم الجمعة المقبل في كل ميادين مصر، لإنقاذ البلاد وتكرار أسطورة 30 يونيو، وذلك لمنح القوات المسلحة تفويضًا شعبيًا للتصدي للعمليات الإرهابية الإجرامية، التي بدأت منذ عزل الرئيس السابق، والتي تتزايد يومًا بعد يوم، ويذهب ضحيتها الأبرياء من أبناء الوطن.
وتابع البدوي في بيان: يجب أن نؤكد للعالم أجمع أن من يظنّ أن الإرهاب والقتل وترويع الآمنين من الممكن أن يهزم مصر أو يكسر إرادة شعبها، فهو إما أحمق واهم أو يجهل طبيعة هذا الشعب، الذي لن يسمح بحمل السلاح وإراقة الدماء لفرض رأي أو تغيير واقع، وموعدنا جميعًا إن شاء الله يوم الجمعة، لنؤكد على الطبيعة السمحة لشعب مصر، وإصراره على التصدي للإرهاب وكل أشكال العنف والتطرف، ولنؤكد للعالم أن الله لن يضيّع مصر وشعبها خير أجناد الأرض بشهادة نبي الرحمة سيدنا رسول الله.
محامو المعزول صورة للإخوان
وأكد سامح عاشور، نقيب المحامين، والقيادي في جبهة الإنقاذ الوطني، أن خطاب الفريق أول عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة، ووزير الدفاع، يؤكد أن الجيش يلتحف بالشعب وبإرادة الأمة، وأن الأمة تلتحف بقواتها المسلحة.
وقال عاشور إننا نؤيد دعوة السيسي للشعب المصري إلى النزول في كل الميادين، وندعو الشعب بطوائفه كافة وجبهة الإنقاذ الوطني وكل القوى السياسية إلى الاحتشاد في الميادين الجمعة المقبل، دعمًا للقوات المسلحة وحفاظًا على الثورة ومكتسباتها وقبول التحدي في مواجهة البلطجة والإرهاب ودحر الظلاميين.
وحول المؤتمر والوقفة الاحتجاجية التي ينظمها محامو جماعة الإخوان المسلمين والمحامون المؤيدون للرئيس المعزول محمد مرسي، في مقر النقابة العامة للمحامين بعد قليل، لدعم الشرعية والمطالبة بإخلاء سبيل مرسي، قال عاشور إن محامي جماعة الإخوان من حقهم أن يعبّروا عن رأيهم، ولكنهم لا يمثلون نقابة المحامين، ولا يتحدثون باسم محامي مصر، ولا يعبّرون إلا عن جماعة الإخوان.
المصري الديموقراطي: دلالة على تخريب محتمل
من جانبه، أكد أحمد فوزي الأمين العام للحزب المصري الديمقراطي أن الجيش المصري لا يحتاج تفويضًا للتعامل مع الإرهاب والعنف، إلا إذا كانت هناك ضغوط خارجية، لافتًا إلى أن الحزب أعلن عن مشاركته من قبل في مليونية يوم الجمعة المقبل، والتي دعت إليها القوى الثورية.
وأكد الأمين العام للحزب المصري الديمقراطي أن خطاب السيسي رسالة طمأنة إلى الشعب المصري، مؤكدًا أن جماعة الإخوان المسلمين أضاعت كل الفرص، ولافتًا إلى أن طلبه لتفويض من الشعب يؤكد أن لديه معلومات مؤكدة عن عمليات خطيرة قد تقوم بها الجماعة خلال الفترة المقبلة.
بدوره أكد مجدي حمدان القيادي في حزب الجبهة وعضو المكتب التنفيذي لجبهة الإنقاذ، أن خطاب السيسي اليوم يؤكد أن ثورة مصر بدأت تؤتي ثمارها بتحويل السيادة تمامًا إلى الشعب، وتفويض الدولة مع الشعب هو جزء أساسي من هذا المفهوم.
وأضاف حمدان، أن المؤسسة العسكرية بقيادة الفريق السيسي نزعت آخر ورقة توت عن الجماعة، التي أرادت في يوم من الأيام صناعة حرب أهلية، عندما حاولت الزجّ باسم البابا تواضروس وزعمت بأنه يحرّض أبناء الكنيسة.
وأشار حمدان إلى أن الخطاب وضع نهاية لاعتصام الجماعة وجبنهم في التعدي على المصريين ومؤسسات الدولة، والتأكيد على أن ساعة الحسم وساعة الصفر قد حانت. مطالبًا البدء فورًا في القبض على المطلوبين من الجماعة ووضع الهاربين تحت المراقبة.
وأعلن حمدان عن تلبية حزب الجبهة لدعوة السيسي بالاحتشاد يوم الجمعة، مؤكدًا مشاركة أسامة الغزالي حرب رئيس الحزب.
التحرير... أولًا
إلى ذلك، فإن معتصمي ميدان التحرير أكدوا بدورهم أن التحرير سيستقبل حشوداً بالملايين من جميع فئات الشعب المصري، تلبية لدعوة الجيش، وطلبًا للتخلص من الإرهاب في كل ربوع البلاد.
وأكد هشام المصري، أحد معتصمي ميدان التحرير، أنها بداية لعلاقة جديدة بين الجيش المصري وشعبه، وأن السيسي قصد من تلك الدعوة تجميع المصريين على قلب رجل واحد، وذلك لبدء مرحلة جديدة من عمليات التطهير الواسعة التي ستشمل مناطق سيناء التي امتلأت بالبؤر الإجرامية.
وأضاف المصري لصحيفة (اليوم السابع) أن "ميدان التحرير هو ميدان الثورة، وقادر على استيعاب حشود المصريين، ونحن كمعتصمين سنبذل قصارى جهدنا، حتى نخرج بهذا اليوم كيوم تاريخي وعظيم". وقال: "أعتقد أنها بداية حقيقية لتطهير البلاد من العناصر الفاسدة"، هكذا علق أحد متظاهري ميدان التحرير على الخطاب الذي ألقاه السيسي في احتفال تخريج دفعتين من الكلية الحربية والجوية.
وأضاف "أتمنى أن يعيد قيادات الإخوان وشبابهم النظر في حساباتهم بعد هذا الخطاب، لأن الجيش لن يترك البلاد تضيع من خلال المظاهرات المتكررة لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، والاشتباكات المتكررة التي تحدث في مناطق مختلفة وتخلف عشرات الجرحى والمصابين".
من جانبه، قال مسؤول اللجان الشعبية في ميدان التحرير، إن أفراد اللجان سيكونون على أتم الاستعداد لتأمين الميدان والمتظاهرين يوم الجمعة المقبل، وسنبدأ في الانتشار على مداخل التحرير بدءًا من مساء الخميس بشكل مكثف. وأضاف "ستطالب المنصة الرئيسة مساء اليوم المتظاهرين والمتوافدين على الميدان، بضرورة التطوع في اللجان الشعبية حتى يتم تأمين المتظاهرين بشكل جيد".