قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يواجه لاجئون سوريون في مصر ولبنان موجة من العداء ويتم اتهامهم بالتدخل في الشؤون السياسية للبلدان التي استضافتهم، وفي مصر اتهمتهم وسائل إعلام بالمشاركة في التظاهرات الداعمة لمحمد مرسي.وفي عدد من القرى والبلدات اللبنانية، علقت البلديات لافتات تدعو السوريين الى عدم التجول بعد الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي.بيروت: تنتشر موجة معاداة للاجئين السوريين في دول عربية مثل مصر ولبنان والتي تستقبل اعدادًا متزايدة منهم، وتوجه اليهم اتهامات بالتدخل في الحياة السياسية لبلد اللجوء، وبإثارة المشاكل، وبالمنافسة غير المشروعة مع ابناء البلد على الصعيد الاقتصادي.كما أن الانظار واصابع الاتهام تتجه اليهم قبل سواهم لدى حصول جرائم أو حوادث سلب أو مخالفات حيث يتواجدون. في مصر، اتهمتهم وسائل اعلام بأنهم شاركوا "بالمئات" في التظاهرات الداعمة للرئيس المصري محمد مرسي الذي عزله الجيش في الثالث من تموز/يوليو بعد تظاهرات شعبية حاشدة دعت الى اسقاطه.وينتمي مرسي الى جماعة الاخوان المسلمين التي تشكل المكون الاساسي للمعارضة السورية.ونشر بيان على مواقع التواصل الاجتماعي يدعو الى مقاطعة المحال السورية في مصر. وجاء في المنشور "ايها المصريون... لا بد أن نقاطع المحلات السورية بأنواعها، وأن نمتنع عن الشراء منهم لأنهم يستخدمون اموالنا في ارهابنا وترويعنا بالاشتراك مع الاخوان المسلمين".واضاف "أن العاطلين عن العمل منهم في مصر قبضوا مبلغ 300 جنيه في اليوم من مكتب الارشاد (عند الاخوان) مقابل التعاون مع الاخوان في التظاهرات"، واصفاً اياهم بـ"المرتزقة".كما يتهم البيان اللاجئين السوريين باحضار اسلحة من سوريا واستخدامها "لقتل واصابة" الشرطة والجيش والمعارضين لمرسي.وعلى شاشات التلفزيون المصري، اللهجة ايضًا محتدمة ضد اللاجئين. ومما قاله مقدم البرامج توفيق عكاشة على تلفزيون "الفراعين"، "باسم شعب مصر، اقول لكل السوريين في مصر رسالة تحذير... الشعب المصري معه كل العناوين التي انتم فيها... اذا جلستم مع الاخوان (بعد التحذير)، الشعب سيدمر بيوتكم، وعناوينكم كلها موجودة"، مضيفًا "الشعب ليس مستعداً أن يقفز أي عميل فوق انتصاره".على تلفزيون "اون تي في"، قال يوسف الحسيني بلهجة عدائية واضحة "اذا كان بعض من الجالية السورية في مصر يرى أنه يأتي الى هنا حتى ينصر الاخوان ومحمد مرسي.... عليه أن يرجع الى بلده ويحل مشكلته هناك. لا علاقة له بنا".واضاف: "اذا حاولت التدخل في أي أمر يتعلق بالداخل المصري، (...) ستحصل على 30 جزمة في وسط الشارع"، مضيفًا كما جاء باللهجة المصرية "وحتاكل قفا ورا قفا حتى تورم قفاك". ودان مقدم البرنامج التلفزيوني الساخر باسم يوسف هذا العداء. واعتبر في مقال في صحيفة "الشروق" المستقلة نشر اخيرًا أن الاعلاميين "الليبراليين الكارهين للاخوان اصبح بعضهم نسخة منقحة من فاشيتهم ومن عنصريتهم".وفي هذه الاجواء، فرضت السلطات المصرية على السوريين الراغبين بدخول اراضيها، الحصول على تأشيرة، ولو أنها اكدت أن هذا الاجراء "موقت". ويقول استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاميركية في بيروت ساري حنفي لوكالة فرانس برس: "في مثل هذه الحالات، هناك دائماً بحث عن كبش محرقة".ويضيف: "في مصر، هناك خلط وشوفينية بدائية. من اجل شرح التعبئة (بين انصار الرئيس المعزول محمد مرسي)، يتم اتهام الاجانب". في لبنان الذي يستضيف حوالي 600 الف لاجىء سوري، ينبع العداء خصوصًا من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها اللبنانيون والتي تزداد مع العبء الذي يشكله وجود اللاجئين، علمًا أن غالبية هؤلاء يعيشون في ظروف مزرية. وذكر احصاء أُجري قبل فترة قصيرة أن 82 في المئة من اللبنانيين يتهمون السوريين بأخذ فرص العمل منهم. ويقول 70 في المئة منهم أنهم لا يرتاحون بتناول الغداء الى الطاولة نفسها مع اللاجئين السوريين، بينما يرى 54 في المئة أن على لبنان أن يقفل حدوده امام اللاجئين.واتخذت السلطات اللبنانية الثلاثاء سلسلة اجراءات شددت بموجبها التدقيق في "معايير تدفق النازحين" من سوريا على الحدود، ووقف "المنافسة غير القانونية" في سوق العمل التي يقوم بها هؤلاء، ووضع حد لظاهرة التسول في الشوارع التي ازدادت مع ارتفاع عدد اللاجئين السوريين.وسيتم اقفال المحال الصغيرة التي افتتحها سوريون لأنها غير حائزة رخصاً قانونية، كما ستتم ازالة تجمعات لهم في غرب بيروت. وتؤكد مصادر امنية أن هناك شكاوى عديدة في حق سوريين من مواطنين يتحدثون عن "تحرش بالفتيات" يقوم به هؤلاء، وعمليات "سرقة ونشل".وفي عدد من القرى والبلدات اللبنانية، علقت البلديات لافتات تدعو السوريين الى عدم التجول بعد الساعة السادسة مساء (15,00 ت غ)، ما اثار استياء العديد من الناشطين والمؤسسات المدافعة عن حقوق الانسان.واطلق "المرصد اللبناني لحقوق العمال والموظفين" حملة على "فيسبوك" للدفاع عن اللاجئين والعمال السوريين. وارتفعت في بيروت لافتة كتب عليها "أهلاً باللاجئين والعمال السوريين في لبنان. عذرًا على ما يفعله العنصريون منّا".كما عمد ناشطون وناشطات الى توزيع منشورات صغيرة على المارة جاء فيها: "لأننا كلبنانيين عايشنا الحرب بأنواعها.. ولأننا تهجرنا ونعرف جيداً ما معنى كلمة لاجئ، ولأنّ الشعب السوري احتضننا يوم اشتدت الحرب علينا... نرحب باللاجئين السوريين".