المؤيدون والمعارضون يتقاطرون إلى ميادين استعدادا لجمعة حاسمة
مرشد الإخوان: ما فعله السيسي يفوق جرم هدم الكعبة حجراً حجراً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تزداد الأوضاع في مصر سخونة مع محاولة كل طرف الحشد للتظاهر غداً الجمعة: السيسي يريد من المصريين دعماً للجيش ضد الإرهاب المحتمل، والاخوان يريدون تأييدا للشرعية وعودة الرئيس مرسي.
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: بدأ المصريون في التوافد إلى أماكن التظاهرات قبل إفطار الخميس، استعدادا للتظاهرات الحاشدة غداً الجمعة، واستقبل ميدان التحرير المئات الذين فضلوا الإفطار عنده، والمبيت به للغد.
فيما توافد على ميدان رابعة العدوية وميدان نهضة مصر العشرات من مؤيدي الرئيس "المعزول" محمد مرسي، منذ ظهر اليوم الخميس، وقدم بعضهم من المحافظات.
وسيطرت حالة من الفزع على عموم المصريين، خشية وقوع أعمال عنف أو مواجهات بين الطرفين، لاسيما أن ميادين التظاهرات بين المتناحرين سياسياً قريبة من بعضها.
الجيش يطوق المنشآت الحيوية
قال مصدر أمني، إن قوات من الشرطة والجيش مدعومة بالمدرعات والآليات العسكرية سوف تفصل بين المتظاهرين، ولن تسمح لأي من الطرفين بالتحرك بإتجاه الآخر.
وأضاف لـ"إيلاف"، أن القوات سوف تتطوق الطرق الرئيسية المؤدية إلى الطرفين بالأسلاك الشائكة والمتاريس، وسو تمنع أنصار مرسي من التحرك في مسيرات بإتجاه الطرق والشوارع والجسور الرئيسية، حتى لا تقع بينهم وبين الأهالي أو المتظاهرين من معارضي مرسي مواجهات عنيفة.
ولفت إلى أن لجنة أمنية على مستوى رفيع، عقدت اجتماعات أمس الأربعاء واليوم الخميس، ووضعت خططاً لتأمين المنشآت الحيوية والمباني الحكومية والسفارات الأجنبية، والقصور الرئاسية والسجون وأقسام الشرطة، مشيراً إلى أن قوات الجيش تقف مرابطة في محيط تلك المنشآت منذ يوم 29 يونيو/ حزيران الماضي، منوهاً بأنها مستمرة في حماية تلك المنشآت، ومنها: البنك المركزي، قصر الاتحادية وباقي قصور الرئاسة، مقر الحكومة ومقر مجلسي الشعب والشورى ومقر وزارة الداخلية أيضاً.
هدم الكعبة أقل جرماً من الانقلاب
في تلك الأثناء، اعتبر محمد بديع المرشد العام للجماعة الإخوان، أن إطاحة عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، بالرئيس "المعزول" محمد مرسي، أهون مما لو هدم الكعبة بيديه.
وأقسم قائلاً: "أقسم بالله غير حانث أن ما فعله السيسي في مصر يفوق جرما ما لو كان قد حمل معولا وهدم به الكعبة المشرفة حجرا حجراً".
مصير الحجاج الثقفي
توعد المرشد السيسي بمصير "الحجاج بن يوسف الثقفي"، الذي كان بمثابة وزير الدفاع للخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وقال المرشد في رسالته الإسبوعية، التي تلقت "إيلاف" نسخة منه: "أما من قتلونا - أما من خانونا - أما من غدروا بنا وبمصر كلها فأقول لهم ما قاله الله عز وجل لحبيبنا وزعيمنا محمد صلى الله عليه وسلم وأطمئن به رئيسنا الشرعي محمد مرسي في وحشته (وإن يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ) (الأنفال:71) هل سمعت يا سيادة الفريق السيسي هذه الكلمة ووعيتها؟ هل تعرف معناها فأمكن منهم؟ اسأل عنها من أفتوك بأخف الضررين ففتحوا بل وكسروا باب الفتنه على مصراعيه، ولا تنس أن تسألهم أيضاً عن اليمين الغموس ما معناه وما عقابه؟ واسألهم أيضاً عن حقوق الحاكم المسلم الذي يقيم فينا الصلاة ما هو حقه الشرعي فرضا من الله ورسوله؟ وما جزاء من تعدى حدود الله؟.
وأضاف المرشد: "أما من التاريخ القريب فأذكرك بمن جلسوا قبلك وسكنوا نفس المساكن وتبوؤوا نفس المناصب وفعلوا نفس الجرائم ماذا فعلوا؟ وماذا كانت نهايتهم؟ وكيف كان أخذ الله لهم أخذ عزيز مقتدر؟ هل سمعت قول الله عز وجل (ومَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وسَعَى فِي خَرَابِهَا) (البقرة:114) ماذا قال الله بعدها (أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إلا خَائِفِينَ) ( البقرة:114) كيف تدخل بيوت الله الآن التي يدخلها كل المسلمين مطمئنين آمنين إلا أمثالك؟ أتدري ماذا قال الله بعدها (لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ولَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (البقرة:114) هذا واقع بإذن الله لا محالة فانتظره ونحن معك من المنتظرين إلا أن تتوب وترجع، والله لا مفر لك غير هذا، وإلا فإن روحا وأخوة قتلها الحجاج الثقفي ظلماً ظلت تطارده في نومه كوابيس مزعجة (مالى ولسعيد بن جبير، مالي ولسعيد بن جبير).
سعيد بن جبير
وكان سعيد بن جبير تقيا وعالما بالدين درس العلم عن عبد الله بن عباس حبر الأمة وعن عبد الله بن عمر وعن السيدة عائشة أم المؤمنين في المدينة المنورة، سكن الكوفة ونشر العلم فيها وكان من علماء التابعين، فأصبح إماما ومعلما لأهلها، قتله الحجاج بن يوسف الثقفي بسبب خروجه مع عبد الرحمن بن الأشعث في ثورته على بني أمية.
دعا سعيد بن جبير على الحجاج قبل مقتله "اللهم لا تسلطه على قتل أحد من بعدي". وفعلا مات الحجاج دون أن يقتل أحد من بعد سعيد بن جبير. وبعد مقتل سعيد بن جبير اغتم الحجاج غما كبيراً، وقيل أنه أصيب بمرض يشبه سرطان المعدة، مات به. وكان يقول: "ما لي ولسعيد بن جبير كلما أردت النوم أخذ برجلي".
السيسي الحاكم الفعلي
وأشار المرشد إلى أن خطاب السيسي الأخير ظهر من خلاله أنه الحاكم الفعلي للبلاد، وقال: "الحديث الأخير لقائد الانقلاب الذي جعل الصورة أمامه وخلفه تكذب بالفوتوشوب فقد رسم صورة حقيقية له أنه الحاكم الفعلي للبلاد وأن الجميع حوله كومبارس، لذا يتحمل هو الوزر ولا يعفيهم هذا من نصيبهم أبدا (لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإثْمِ والَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (النور:11).
وحسب وجهة نظر المرشد، فإن السيسي لا يعرف الشعب المصري، وقال "أما الشعب المصري فواضح أنك لم تعرفه ولم تفهمه فهو لا تخيفه تهديداتك هذه، كما حدث من قبل لأنك غرك حلم الله الذي يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، والذي يقسم بإجابة دعوة المظلومين "وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين" وسيرد عليك الشعب المصري كما رد على من ظلموه من قبل (وسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) (الشعراء:227).
تحذير من "الشورى المنحل"
عقد مجلس الشورى المنحل، جلسة في قاعة بمسجد رابعة العدوية، ودعا المصريين إلى التظاهر لدعم ما يعتبره "الشرعية"، وحذر مما وصفه ب"محاولة لتغيير عقيدة الجيش المصري من مواجهة الأعداء في الخارج إلى مواجهة المصريين في الداخل تحت زعم مكافحة الإرهاب والعنف، كما حدث في باكستان والعراق".
وأضاف في تقرير له عن إجتماع، تلقت إيلاف نسخة منه: "ونحن على يقين أن قيادات وأفراد القوات المسلحة أوعى من أن تنحاز لفريق وطني ضد آخر".
ودعا المجلس المنحل الذي تسيطر عليه جماعة الإخوان المسلمين برلمانات العالم إلى مساندته، وقال: "نؤكد على تقدير مجلس الشورى المصري للإتحاد الأفريقي ودول القارة الأفريقية كلها والبرلمانات الحرة ودول العالم التي رفضت ولم تعترف حتى الآن بالإنقلاب العسكري، بل ونطالبها بالوقوف بقوة ومساندة مجلس الشورى المصري في دوره لإعادة الشرعية الدستورية".
مبادرتان من العوا وقنديل للخروج من الأزمة
خرج الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء المصري السابق، عن صمته، مكذباً بعضاً مما ورد على لسان الفريق أول عبد الفتاح السيسي، في خطابه أمس 25 يوليو/ تموز الذي دعا خلاله المصريين للتظاهر، "لمنح الجيش تفويضاً بمواجهة الإرهاب المحتمل".
وقال قنديل في كلمة مصورة بالفيديو، من منزله بحي الدقي بالقاهرة، نشرها عبر موقع "يوتيوب"، إن الرئيس محمد مرسي، لم يكن يعلم بالبيانات التي ألقاها الجيش أثناء وجوده في الحكم، وذلك خلافاً لما قاله السيسي، من أنه عرض جميع البيانات على مرسي.
وإستهل قنديل كلمته بالقول: "أردت أن أرد غيبة الدكتور محمد مرسي حتى يعود ويحكي القصة كاملة، حتى لا يظلم وحتى لا يكتب في التاريخ أننا لم نرد غيبته، ولم نقل الحقيقة في هذه الأوقات الحاسمة، والجزء الثاني، الذي أعتقد أنه هو الأهم وهو كيفية وآلية المضي والخروج من هذه الأزمة".
وقال قنديل: "حسب علمي وحسب مشاهدتي وحسب ما رأيته بنفسي، الدكتور محمد مرسي لم يكن يعلم بإنذارات وبيانات الجيش قبل صدورها، بل اعتبرها تحيزا لطرف دون آخر وإفسادا للمشهد السياسي، وأنها لا تساهم في الهدوء بأي حال من الأحوال".
وكشف أن مرسي كان ينوي إجراء إستفتاء على بقائه في منصبه من عدمه بعد الإنتخابات البرلمانية في سبتمبر/ أيلول المقبل، في حين أصر السيسي على إجراء الإستفتاء خلال ثلاثة أسابيع من 30 ينويو/ حزيران الماضي.
وقال قنديل: فيما يخص الإستفتاء، الدكتور مرسي أبدى مرونة في هذا الشأن، لكنه رأى أن يتم ذلك بعد إجراء الانتخابات البرلمانية، التي كان من المتوقع أن تجرى خلال شهر سبتمبر، والتي يتبعها تشكيل الحكومة حتى لا يحدث فراغ دستوري أو انحراف عن المسار الديمقراطي، الذي ساهم فيه الشعب، ولكن كان الإصرار أن يتم هذا الاستفتاء خلال أسبوعين من 30 يونيو أو 3 يوليو، و هذا ما رفضه الرئيس، لأن الأجواء كانت ملتهبة، ويستحيل معها إجراء استفتاء نزيه مما سيعطي شرعية للانقلاب على الرئيس المنتخب"، على حد قوله.
وأضاف أن مرسي "طرح مساء 2 يوليو في كلمته للأمة مبادرة متكاملة، التي اشتملت على نفس البنود التي طرحها الفريق السيسي في اليوم التالي في بيانه يوم 3 يوليو، والتي أضيفت عليها نقطتان أساسيتان وهما عزل الرئيس وتعطيل الدستور".
وأشار إلى أن مرسي "أوصى الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، في آخر لقاء بينهما بالحرس الجمهوري في منشية البكري، 2 يوليو الجاري، بـالحفاظ على الجيش المصري من أجل مصر والعرب والإسلام".
أستهل قنديل كلمته بالقول إنه عاهد نفسه ألا يتحدث إلى الإعلام بعد تقديم استقالته، ووصف ما حصل في 3 يوليو/ تموز الجاري، بأنه "انقلاب واضح ومكتمل المعالم"، مشيراً إلى أن "الأحداث الحالية والعنف والدماء التي تسيل والطريق المظلم الذي تتجه إليه مصر بكل قوة ومع الأسف بيد أبنائها يتطلب من كل واحد منا أن يقول كلمة الحق من باب إبراء الذمة وإخماد الفتنة وحقن الدماء وحتى ننقذ بلدنا العزيز مصر".
وطرح قنديل في الشق الثاني من كلمته، مبادرة للخروج من الأزمة، مكونة من ثلاثة مراحل، تتمثل في التالي: "تكون هناك فترة تهيئة أجواء وتهدئة من الطرفين"، و"الإفراج عن جميع المعتقلين الذين تم القبض عليهم بعد 30 يونيو 2013، وتجميد جميع القضايا ووقف تجميد الأموال، وتفعيل أعمال لجنة تقصي حقائق مستقلة حول مذابح الحرس الجمهوري والنهضة وغيرهما، وقيام وفد بزيارة مرسي للاطمئنان على صحته، وتهدئة حملة الهجوم الإعلامية من الطرفين وتصعيد لغة لم الشمل للمصلحة الوطنية، وعدم الخروج في مسيرات والالتزام بأماكن محددة للتظاهر".
ودعا إلى تطبيق هذه العناصر، "وتهدئة الأجواء وتهيئة الأطراف، للمضي قدمًا في التفاوض للخروج من الأزمة الحالية"، مشدداً على ضرورة "الاتفاق على المبادئ العامة، التي يمكن التفاوض على تفاصيلها بعد ذلك، والمقترح أن تكون إعلاء مصلحة مصر العليا والالتزام بالشرعية، ولا بد للشعب أن يقول كلمته فيما حدث من انقسام، والحفاظ على مؤسسات الدولة من الانهيار والمضي قدما في المسار الديمقراطي".
وأضاف أن المرحلة الثالثة من المبادرة تتمثل في: "بعد تهدئة الأجواء والاطمئنان على رئيس الجمهورية، والاتفاق على المبادئ العامة، يمكن المضي قدما في المرحلة الثالثة من هذه المبادرة، وهي تفاصيل خارطة الطريق، التي تحقق في الأصل الالتزام بالشرعية الاستماع لصوت الشعب في كل إجراءاتها، فقد نزل الشعب بأعداد كبيرة وهائلة في 30 يونيو ليقول رأيه، ونزل الشعب أيضا بأعداد كبيرة وهائلة لمدة 25 يوما وما زال مستمرا ليقول كلمته، وعلينا أن نستمع إلى كل الآراء".
وحذر من أم مصر تواجه مخاطر إقتصادية كبيرة، وقال: "يجب ألا ننسى أن هذه أمة عظيمة بإمكانات كبيرة، ولكنها تواجه تحديات كثيرة ليست فقط سياسية، ولكن أيضا مخاطر اقتصادية هائلة تهدد السلام والأمن الاجتماعي، ولا تقل خطورة عن التحديات السياسية إن لم تكن أكثر".
وأطلق سليم العوا مبادرة أخرى، دعا فيها الفريق عبد الفتاح السيسي، والمجلس العسكري إلى الرجوع في قرارهما "الإنقلاب على الرئيس محمد مرسي"، وشدد على ضرورة الرجوع للدستور المعطل، الذي ينص على إسناد مهام رئيس الجمهورية، إلى رئيس الوزراء يتم إنتخابه بشكل توافقي، على أن تجرى إنتخابات رئاسية خلال تسعين يوماً.
ودعا العوا، االسيسي إلى عدم إراقة دماء المصريين، باسم الحرب على الإرهاب، وشدد على ضرورة أن الرجوع للحق فضيلة.