أخبار

مظاهر الثراء الفاحش تميّز دعاية عدد من المرشّحين

انتخابات الكويت قد تكون الأضخم من حيث الإنفاق المالي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مظاهر الإنفاق والثراء الفاحش للعديد من المرشحين، هي عوامل من المحتمل أن تدفع الكويت الى صدارة الديمقراطيات العالمية من حيث الإنفاق المالي على كل المستويات في الإنتخابات البرلمانية.

عامر الحنتولي من الكويت: حين ينتصف ليل العاصمة الكويتية غدًا الجمعة، فإنه وفقًا للقانون الإنتخابي المعمول به، سيبدأ "الصمت الإنتخابي"، والذي يُجرّم بعده أي إعلانات أو نشاطات خاصة بالمرشحين للإنتخابات البرلمانية المقررة يوم السبت المقبل، وهي إنتخابات تصاحبها أهمية إستثنائية لأكثر من سبب، فهي أول إنتخابات بعد تحصين قانون الإنتخاب من قبل القضاء الدستوري.

برلمان تسويات

كما أنها لا تزال تحظى برفض المعارضة السياسية في الإمارة الصغيرة والثرية بالنفط، والأهم من ذلك أن اللعب السياسي داخل البرلمان المقبل سوف يكون على المكشوف، وأن أطرافاً عدة في الداخل الكويتي - كما تقول المحامية خلود الأبرش لـ"إيلاف"- تريد أن تُسوّي عبر اللعب السياسي الإحترافي ملفات وصفقات، إذ تكشف الأبرش التي تؤكد أنها ستمارس حقها السياسي لأهمية المرحلة المقبلة، أنها تعتقد أن العديد من أزمات الكويت المقبلة يمكن أن تطل برأسها داخل البرلمان المقبل.

حكمة الأمير

تقول الأبرش التي تُصنف نفسها دومًا بأنها مُراقبة للحال السياسي في بلادها، أنها تثق ثقة عمياء بحكمة أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، وأن لديها ملء اليقين أن الأمير هو حلّال عُقد في دول عدة، وبالتالي لن تستعصي عليه عُقد صغيرة تخص أهله وربعه، لذلك فإن الأمل كبير بالأمير وبالبرلمان المقبل.

سطوة المال الإنتخابي

يأتي ذلك في وقت لا تزال فيه الأنظار شاخصة نحو حجم الإنفاق المالي الضخم جداً في تحضيرات المرشحين للإنتخابات البرلمانية المقررة السبت المقبل.

يكشف أنور العرادة لـ"إيلاف" - وهو مسؤول في إحدى حملات المرشحين- أن المرشح الذي يُسانده يعتبر فقيرًا نسبيًا، ومع ذلك فإن إنفاقه اليومي على جميع أوجه حملته الإنتخابية لا يقل كل يوم عن ستة آلاف دينار كويتي (20 ألف دولار أميركي)، وأنه يقوم بالإنفاق على الملصقات الدعائية والإعلانات في الصحف، وهناك أيضًا الإنفاق على المقابلات الصحفية.

180 ألف دولار يوميًا

يلفت العرادة الإنتباه الى أن بعض الحملات الإنتخابية لبعض المرشحين تتجاوز يوميًا 50 ألف دينار كويتي ( 180 ألف دولار)، إذ يكشف العرادة أن بعض المرشحين ليست لديهم أية عوائق في إنفاق كل ثروتهم من أجل الحصول على مقعد في البرلمان.

لا سقوف للإنفاق

ولا يُحدّد قانون الإنتخاب الكويتي سقوفاً عليا للإنفاق المالي خلال الحملات الدعائية، لكنّ ناشطين كويتيين يريدون من البرلمان المقبل أن ُيجري تعديلاً على القانون، حتى يكون الإنفاق الإنتخابي من قبل أي مرشح محددًا بسقف أعلى.

يقول عبدالله العتيبي لـ"إيلاف" أنه شخصيًا تُبهرِه قدرة بعض المرشحين على الدفع والإنفاق، علمًا أنه لا يملك أي مقومات أو مؤهلات، وهو ما قد يخطف أبصار الناخبين تجاهه، وهو ما قد يُضِيّع أحقية وصول مرشحين جديرين بالثقة، لكنهم لا يملكون القدرة على الإنفاق المالي.

المقابلة بـ 25 ألفاً

ويقول مُراقب سياسي كويتي طلب من "إيلاف" عدم الكشف عن إسمه إن إنتخابات 2013 تشهد إنفاقًا ماليًا غير مبرر، ربما لأن العديد من المرشحين يريدون الوصول الى البرلمان بأي ثمن، كاشفاً أنّ ثمن المقابلة في بعض الصحف المغمورة وغير الشهيرة وصل الى خمسة آلاف دينار كويتي، علمًا أن بعض المرشحين قد دفعوا ثمنًا لمقابلات من هذا النوع مع صحف شهيرة نحو 25 ألف دينار كويتي.

وهي أرقام يقول المراقب الكويتي أنها ملفتة للنظر، وتستدعي تدقيقًا على المستوى الرسمي، لكنه يلفت إنتباه "إيلاف" الى حقيقة هامة، وهي أن الإنتخابات المقبلة قد تكون أكثر إنتخابات برلمانية في تاريخ الكويت، أُنفق عليها ماليًا، خصوصًا وأن أطرافًا عدة في الداخل يتزعمها حلف رجال الأعمال يقومون بضخ سيولة مالية مرعبة في الدوائر الإنتخابية، لمنع وصول أسماء معينة، وتليين صعوبات تواجه مرشحين مقربين منهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف