الإعلاميون يؤكدون تعرضهم للإعتداءات من الاخوان
المصريون يبحثون عن أخبار مرسي في قنوات مغمورة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
انتقد الإخوان المسلمون التعتيم الاعلامي المفروض على تظاهراتهم وآرائهم، وقالوا إنهم يبحثون عن أخبار التيار الإسلامي في قنوات مغمورة، وفي قناة الجزيرة.
القاهرة: بينما يحتشد عشرات الآلاف من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية وميدان جامعة القاهرة وميادين أخرى بالمحافظات، لا يجد المصريون أي صدى إعلامي لهذه الفعاليات الإحتجاجية، ما يضطرهم إلى البحث عن أخبار أنصار مرسي على قناة الجزيرة القطرية أو القنوات الأخرى التي تبث أخبارهم، ومنها القدس واليرموك وقناة أخرى يبثها المعتصمون من ميدان رابعة العدوية أطلقوا عليها اسم قناة "أحرار 25".
ويأتي بحث المصريين عن أخبار مظاهرات أنصار مرسي في ظل حالة التعتيم الإعلامي الشديدة التي تمارسها ضدهم القنوات الفضائية المصرية والتلفزيون الرسمي، الذي أعلن أنه لن يغطي فعالياتهم إعلاميًا إحتجاجًا على ما قال إنه سرقة سيارة للبث من قبل الإخوان.
تعتيم مقصود
يأتي تتبع المصريين لأخبار أنصار مرسي في القنوات الفضائية غير المعروفة، بإستثناء الجزيرة، ردة فعل لحالة التعتيم الإعلامي الشديد التي تفرضها عليهم القنوات الفضائية المصرية، والتحيز ضدهم، حيث تظهرهم القنوات والصحف المصرية في صورة شياطين وإرهابيين، يعيشون على الدماء ولا يعرفون إلا القتل، ما خلق حالة من التعاطف الشعبي معهم، لاسيما في الريف والصعيد، وبعض المناطق الشعبية في القاهرة، التي ينتمي إليها السواد الأعظم من مؤيدي مرسي.
وزاد من حالة التعتيم الإعلامي إغلاق القنوات الفضائية التابعة للإسلاميين، وجريدة الحرية والعدالة لسان حال الإخوان، ولم تعد لهم أية منافذ إعلامية سوى قناة الجزيرة بعد إغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر، إضافة إلى قناة القدس، التابعة لحركة حماس، وقناة اليرموك الأردنية، وقناة محلية أنشأها أنصار مرسي تبث من خيمة بميدان رابعة العدوية، مستخدمين في ذلك سيارات بث تلفزيوني، قالت وزارة الإعلام إنهم سرقوها بمساعدة وزير الإعلام السابق صلاح عبد المقصود، ذي الخلفية الإخوانية.
أعوان مبارك
ويرجع التيار الإسلامي حالة التعتيم الإعلامي ضدهم إلى أن القنوات الفضائية مملوكة لرجال أعمال تابعين لنظام حسني مبارك. وقال الدكتور جمال قرني، القيادي في جماعة الإخوان، إن الإعلام المصري يتعامل بعنصرية شديدة ضد أنصار مرسي، مشيرًا إلى أن الإعلام المصري فاسد لأنه كان وما زال جزءًا من منظومة الفساد في عهد مبارك.
وأضاف لـ"إيلاف": "هذا الإعلام، بالإضافة إلى مؤسسات الدولة مثل الشرطة، شكلوا رأس الحربة في مؤامرة كبرى لإسقاط تجربة الإخوان في الحكم، وساهموا في تأليب المصريين ضد مرسي، ونشروا الشائعات حول الرئيس والجماعة، ما ترك آثارًا سيئة في صدور بعض المصريين الذين يعانون من أزمات معيشية طاحنة".
ولم يبدِ دهشته من حالة التعتيم الإعلامي الذي تمارسه القنوات الفضائية أو الصحف المصرية بحق أنصار مرسي، وقال إن الأغرب من حالة التعتيم هي حالة التشويه المتعمد وإظهار أنصار الرئيس على أنهم مجموعة من الإرهابيين المرتزقة والقتلة يعيشون على الدماء، مشيرًا إلى أن الإعلام يعمل ليل نهار لبث روح الكراهية في نفوس المصريين ضد جماعة الإخوان والتيار الإسلامي، وكل من لديه وجهة نظر مختلفة مع الإنقلابيين.
عداوة إيديولوجية
بحسب وجهة نظر خالد عبد الحميد، الباحث بكلية الإعلام جامعة القاهرة، فإن التعتيم الاعلامي الذي تقوم به القنوات الاعلامية المصرية ليس له أي مبرر ولا يعبر عن الحيادية والمهنية. وأضاف لـ"إيلاف": "هذه الممارسات تخرق مواثيق الشرف الإعلامية المتعارف عليها في العالم، التي تعتبر هذا التعتيم خرقًا للحريات والحقوق الاعلامية". ويستبعد أن تكون السلطات تمارس ضغوطًا على تلك القنوات، وقال إن هذه القنوات والصحف كانت تهاجم المجلس العسكري والجيش المصري أثناء المرحلة الإنتقالية التي أدارها المشير حسين طنطاوي، ولم تمارس ضدها أية جهة ضغوطًا، لا في عهد المجلس العسكري أو مرسي.
وأعرب عن إعتقاده بأن هذا القنوات لديها توجه أيديولوجي ضد جماعة الإخوان أو التيار الإسلامي، "بالإضافة إلى أنها تعتبر في حالة خصومة سياسية مع الإخوان، نظرًا لأنها مملوكة لرجال أعمال تربوا في كنف النظام السابق واستفادوا منه وكونوا ثروات ضخمة من التعامل معه".
خلط وتحريض
يعاني الإعلام المصري من عدم المهنية والخلط الواضح بين الإعلام والسياسة. وقال الدكتور محمود عز الدين، أستاذ الإعلام في جامعة الأزهر، إن الإعلام المصري شهد ظاهرة إعلامية غريبة. وأوضح لـ"إيلاف" أن العديد من السياسيين ورؤساء الأحزاب والنشطاء السياسيين تحولوا إلى إعلاميين، وصاروا يقدمون برامج توك شو، أو برامج إخبارية، مشيرًا إلى أنهم لا يفصلون أنفسهم عن توجهاتهم السياسية، ويمارسون التحريض ضد الخصوم السياسيين عبر القنوات التي يعملون بها.
وأضاف: "الاعلام المصري يفتقر تمامًا للموضوعية والحياد، وخرج عن نطاق الإعلام ليصبح منبرًا لتصفية الحسابات مع التيارات المختلفة في الآراء، وهو مسؤول عن حالة الإنقسام والكراهية التي تسود المجتمع المصري، وعن تسفيه وشيطنة التيار الإسلامي".
وأشار إلى أن التعامل ضد فئة من المجتمع، لأسباب سياسية دفعت بعض المصريين للتعاطف معهم، ونبّه إلى أنه شخصيًا وقطاعاً عريضاً من المصريين صاروا يبحثون عن أخبار أنصار مرسي عبر وسائل الإعلام الأجنبية، أو القنوات غير الشهيرة مثل اليرموك أو القدس، أو حتى قناتهم التي يبثونها من ميدان رابعة العدوية المسماة بـ"أحرار 25".
"ما فرقتوش حاجة"
انتقد الإعلامي الساخر باسم يوسف مسلك القنوات الفضائية الخاصة، متهمًا إياها بتبني خطاب عنصري. وقال في تغريدة له عبر موقع تويتر: "الإعلام الخاص اللطيف الثوري أصبح يتبنى خطابًا عنصريًا بامتياز.. ما فرقتوش حاجة عن قنوات الفتنة اللي اتقفلت".
على الجانب الآخر، ينفي الإعلاميون المتهمون بعدم الحيادية، هذه التهمة عن أنفسهم، ويؤكدون أن أنصار مرسي يتسمون بالعداء للإعلام سواء المصري أو العربي. فقد تعرضت قناة العربية مثلًا للطرد مرات من الميدان، وجرى الإعتداء على طاقمها، كما تم التعدي على أطقم قنوات سي بي سي المصرية.
وقالت الإعلامية لميس الحديدي عبر برنامجها "هنا العاصمة" إن الإخوان يعتبرون أن الإعلام عدو لهم، ويتعاملون معه بالعنف دائمًا، مشيرة إلى أن أنصار مرسي تعدوا على جميع القنوات الفضائية التي حاولت تغطية فعالياتهم، ويحاصرون مدينة الإنتاج الإعلامي، ويصرون على تحميل الإعلام المسؤولية عن فشلهم في إدارة الدولة.