أخبار

صور للفريق إلى جانب عبدالناصر في إشارة إلى أنه يواصل الرسالة

حشود ضخمة في ميادين مصر تلبية لدعوة السيسي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

احتشد مئات الآلاف من المصريين في القاهرة والعديد من المدن الأخرى تلبية لدعوة وزير الدفاع وقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح السيسي، الذي طلب تفويضًا لمواجهة "الإرهاب" بعد ساعات من قرار قضائي بحبس الرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي احتياطيًا بتهمة التخابر.

القاهرة: نزلت حشود ضخمة الى ميدان التحرير في قلب القاهرة وفي محيط قصر الاتحادية الرئاسي في ضاحية مصر الجديدة (شرق العاصمة) للتعبير عن تأييدها للجيش الذي يخوض مواجهة مع جماعة الاخوان المسلمين بدات منذ تظاهرات شعبية ضخمة في 30 حزيران/يونيو تطالب برحيل مرسي وتوجت بعزله في الثالث من تموز/يوليو الجاري.

وقال مراسلو ومصورو فرانس برس ان ميدان التحرير امتلأ عن اخره بالمتظاهرين، الذين انتشروا كذلك في الشوارع المحيطة به في وسط المدينة، كما احتشد عشرات الالاف في الشوارع المحيطة بقصر الاتحادية.

ورفعت بكثافة في ميدان التحرير وفي محيط قصر الاتحادية وفي محافظات اخرى صور عدة للفريق اول عبد الفتاح السيسي مكتوبا عليها عبارات مختلفة منها "رمز الوطنية المصرية" و"الشعب كله معاك يا قلب الأسد" و"خليفة عبد الناصر". وردد المتظاهرون شعارات "انزل يا سيسي .. طهر يا سيسي".

"عبدالناصر" جديد
وظهرت في بعض التجمعات صورة للسيسي تحمل في الخلفية صورة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر (1954-1970) في ايحاء بان السيسي يواصل ما بداه عبد الناصر الذي دخل في صراع سياسي وامني مرير مع الاخوان خصوصًا في ستينات القرن الماضي.

كما ظهرت بين المتظاهرين بعض صور للرئيس الراحل انور السادات (1970-1981) الذي اغتاله متطرفون اسلاميون. وشهدت مدينة الاسكندرية اشتباكات بين انصار جماعة الاخوان المسلمين والمتظاهرين المعارضين لها اوقعت قتيلين و26 مصابا، بحسب وزارة الصحة المصرية.

ووقعت الاشتباكات في ميدان محطة الرمل في قلب الاسكندرية، حيث تجمع المتظاهرون الاسلاميون منذ الصباح، بينما احتشد عشرات الالاف المعارضين لهم في ميدان سيدي جابر (شرق المدينة). كما حدثت بعد الظهر مناوشات واشتباك بين مجموعتين من انصار الاسلاميين ومعارضيهم في حي شبرا شمال شرق القاهرة، خلف نحو عشرة مصابين بدون تسجيل حالات خطرة، بحسب شهود. وتكرر الامر في دمياط.

المروحيات تشارك المتظاهرين الإفطار
ونظم المؤيديون للجيش افطارًا جماعيًا في ميدان التحرير والاتحادية وسط اجواء احتفالية، فيما كانت مروحيات عسكرية تحلق ملقية باعلام مصر وبزجاجات المياه قبيل الافطار. وشهدت مدن اخرى عدة تظاهرات مؤيدة للجيش، من بينها خصوصا الاسكندرية والمنوفية والمنصورة والسويس وبورسعيد ودمياط والمحلة واسيوط.

في المقابل، وفي ميدان رابعة العدوية في ضاحية مدينة نصر، تجمع عشرات الالاف من انصار جماعة الاخوان والاحزاب الاسلامية المتحالفة معها تلبية لدعوة "تحالف دعم الشرعية واسقاط الانقلاب". وكانت السلطات كثفت الاجراءات الامنية في القاهرة وباقي المحافظات، بعدما اوقعت اعمال العنف الناجمة عن حالة الاضطراب السياسي في البلاد اكثر من 200 قتيل في خلال شهر.

وفي ميدان التحرير، قال محمود ابو هاشم، الذي قدم من الشرقية الى ميدان التحرير مع ابنه الذي كان يرفع علم مصر "أتظاهر لدعم الجيش والشرطة في التصدي للارهاب، الاخوان وحماس ارهابيون"، طالبا من السلطات طرد السفيرين الاميركي والتركي بسبب مواقف اعتبرت داعمة للاسلاميين.

غير بعيد منه في الميدان، قال زين العابدين عبد العظيم "نريد الاستقرار، انا انتخبت مرسي، لكن املي خاب، وجئت اليوم تلبية لدعوة السيسي لدعمه ضد الارهاب".

اما في منطقة رابعة العدوية، فقال الباز ابو المعاطي، وهو من ابناء المنصورة (شمال البلاد) "جئت الى هنا لدعم رئيس مصر الحقيقي. لا نقبل غير مرسي وسنتظاهر سلميًا".

وفي تطور مفاجئ ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية صباح الجمعة ان قاضي التحقيق امر بحبس مرسي 15 يومًا احتياطيًا بتهمة "التخابر مع حماس" و"اقتحام السجون".

وقالت الوكالة ان "المستشار حسن سمير قاضي التحقيق المنتدب من محكمة استئناف القاهرة اصدر قرارًا بحبس الرئيس السابق محمد مرسي لمدة 15 يومًا احتياطيًا على ذمة التحقيقات التي يجريها معه".

تخابر وتخريب
بين هذه الاتهامات ذكرت الوكالة "السعي والتخابر مع حركة حماس للقيام باعمال عدائية في البلاد والهجوم على المنشآت الشرطية والضباط والجنود واقتحام السجون المصرية وتخريب مبانيها واشعال النيران عمدا في سجن وادي النطرون وتمكين السجناء من الهرب وهروبه شخصيا من السجن" في مطلع 2011.

وكان السيسي دعا الاربعاء الشعب المصري الى الاحتشاد في ميادين البلاد وشوارعها الجمعة لمنحه "تفويضًا لمواجهة العنف والارهاب".

واستجابة لنداء السيسي، دعت جبهة 30 يونيو، وهي ائتلاف للاحزاب والحركات التي شاركت في تظاهرات 30 يونيو، من بينها حركة تمرد، "جموع الشعب المصري للخروج الى ميادين مصر وشوارعها الجمعة، حتى نؤكد للعالم تمسكنا باستكمال الثورة وبخيار الحرية ورفضنا لمحاولة إرهابنا وارتهان حريتنا بسلامتنا وحتى نؤكد لكل العالم أن مصر لا تشهد حربا أهلية". كما دعت تمرد الخميس الى طرد السفيرة الاميركية آن باترسون من مصر.

من جانبه دعا شيخ الازهر أحمد الطيب مساء الخميس المصريين الى تلبية دعوة السيسي للاحتشاد الجمعة في ميادين مصر "بصورة سلمية وحضارية". بدورها، ضاعفت وسائل الاعلام الحكومية والخاصة دعواتها الى الشعب لتلبية نداء السيسي. وعنونت صحيفة الاخبار الحكومية "السيسي ينتظر كلمة الشعب".

وقد عمد الجيش منذ الخميس الى اصدار بيانات وتصريحات مهدئة تارة ومهددة تارة اخرى. فقد حذر مجلس الدفاع الوطني، الهيئة العليا المسؤولة عن "تأمين البلاد" وفقا للاعلان الدستوري الصادر عقب اطاحة مرسي في الثالث من تموز/يوليو الجاري، من ان "الدولة بكل أجهزتها ومؤسساتها (...) لن تسمح لأحد بترويع مواطنيها أو حمل السلاح في وجه الدولة والمجتمع أو اشاعة الإرهاب لفظاً أو فعلاً أو محاولة ابتزاز المواطنين أو ارتهان المجتمع أو تبديد السلم والأمن الداخليين".

مبادرة وطنية
كما اكد الجيش في بيان باسم القيادة العامة للقوات المسلحة نشر على موقع المتحدث الرسمي باسمها على فايسبوك ان دعوة السيسي الى التظاهر "لم تحمل تهديدا لأطراف سياسية بعينها، بل جاءت كمبادرة وطنية لمواجهة العنف والإرهاب"، مضيفا ان دعوته "جاءت لإستكمال جهود مؤسسة الرئاسة للمصالحة الوطنية والعدالة الإنتقالية".

الا ان المرشد العام لجماعة الاخوان محمد بديع صعد الخميس لهجته ضد السيسي، معتبرًا ان "ما فعله في مصر يفوق جرمًا ما لو كان قد حمل معولًا وهدم به الكعبة المشرفة حجرًا حجرًا"، داعيا في الوقت نفسه انصاره الى التظاهر "سلميا".

واعتبرت منظمة العفو الدولية، ومقرها لندن، ان "دعوة الفريق اول السيسي تثير مخاوف من ان تكون قوات الامن بصدد الاستعداد لاستخدام القوة لانهاء اعتصامات وتظاهرات انصار مرسي"، ودعت "قوات الامن إلى بذل مزيد من الجهد لحماية المتظاهرين من الاعتداءات وتفادي اللجوء المفرط إلى القوة ضد التجمعات السلمية". واوقف الجيش مرسي في مكان لم يكشف منذ ازاحته عن السلطة في الثالث من تموز/يوليو.

ودانت حركة حماس قرار حبس الرئيس المصري المخلوع، معتبرة ان السلطات المصرية الحالية باتت "تتنصل" من القضايا القومية والقضية الفلسطينية.

حماس مستاءة
وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حركة حماس في غزة ان "حماس تدين هذا الموقف، لانه ينبني على اعتبار ان حماس حركة معادية، وهذا تطور خطير، يؤكد ان السلطة القائمة في مصر باتت تتنصل من القضايا القومية، بل وتتقاطع مع اطراف اخرى للاساءة اليها، وفي مقدمتها قضية فلسطين".

كما اعتبرت جماعة الاخوان ان قرار حبس مرسي في وقائع تعود الى عهد نظام الرئيس حسني مبارك يمثل "عودة قوية" للحكم السابق. وقال المتحدث باسم الجماعة جهاد الحداد ان الاتهامات الموجّهة إلى مرسي "تبدو وكانها انتقام من قبل النظام السابق، وتدل على انه يعود بقوة" الى الساحة السياسية.

وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دعا الخميس الجيش المصري الى الافراج عن الرئيس المعزول وبقية قيادات جماعة الاخوان كما افاد المتحدث باسمه. وقال ادواردو ديل بوي المتحدث باسم بان كي مون ان الامين العام "يأمل أن يتم الافراج (عن مرسي وحلفائه) او ان يتم البحث في ملفاتهم بشفافية وبدون تأخير".

وأضاف ان الامين العام "يتابع بانتباه وبقلق متزايد الاحداث في مصر، ويدعو مجددا كل الاطراف للالتزام باكبر قدر من ضبط النفس، وهو يدعم حق جميع المصريين في التظاهر السلمي".

اميركا على الحياد!
وفي واشنطن اكد مسؤول اميركي كبير الجمعة ان الولايات المتحدة لن تتخذ موقفا بشان الاحداث في مصر وما اذا كان عزل الجيش لمرسي يعد "انقلابا عسكريا"، وذلك تجنبا لوقف مساعدتها العسكرية لهذا البلد.

وقال هذا المسؤول في ادارة بارك اوباما طالبا عدم ذكر اسمه ان "القانون لا يشترط علينا ان نحدد رسميا ما اذا كان ما حدث انقلابا، واتخاذ هذا الموقف ليس في مصلحتنا القومية". وشدد المسؤول الاميركي على ان "مصر تعد دعامة للسلام والاستقرار في المنطقة. ومن مصلحة الامن القومي الاميركي ان تشهد انتقالا ديموقراطيا مستقرا وناجحا".

واكد ان واشنطن ترى ان "استمرار تقديم المساعدة لمصر وفقا لقوانينا ينسجم مع مصلحة امننا القومي". وياتي هذا التغير في الموقف الاميركي، بعد يومين فقط من قرار البنتاغون تعليق تسليم اربع مقاتلات اف-16 لمصر نظرًا إلى عدم استقرار الوضع في هذا البلد. من جهة اخرى اكد المسؤول الاميركي ان "الولايات المتحدة لا تدعم اي شخص او مجموعة او حزب في مصر"، مضيفا "لا نسعى الى فرض اي حلول سياسية في مصر"، ومؤكدا "دعم" واشنطن "لقيادة وشعب" هذا البلد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف