على وقع الاشتباكات المستمرة بين الأكراد والنصرة
رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في تركيا.. وأنقرة تحذر من قيام كيان كردي على حدودها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد وساطات سياسية، زار صالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي تركيا، والتقى مسؤولين أتراكاً حذروه من إعلان كيان كردي مستقل على حدودها مع سوريا.
بهية مارديني: أنهى صالح مسلم، رئيس الاتحاد الديمقراطي الكردي، زيارة له إلى إسطنبول، التقى فيها مسؤولين في المخابرات التركية.
وقالت مصادر تركية لـ"إيلاف" إن زيارة مسلم، القادم على متن طائرة من أربيل، جاءت بعد وساطات من أطراف عدة لتقريب وجهات النظر بين أنقرة وحزب الاتحاد، على خلفية ملفين، أحدهما الدولة الكردية، التي تخشى أنقرة إعلانها على حدودها مع سوريا، والملف الثاني المعارك التي تشهدها المناطق الشرقية والدعم التركي للكتائب المسلحة وتصاعد وتيرة القتال قرب الحدود التركية، واتهام الأكراد تركيا بأنها بدأت تقصف حزب الاتحاد من أراضيها أيضًا.
وأكدت المصادر أن الأتراك اشترطوا موقفًا صريحًا ومعلنًا من حزب الاتحاد الديمقراطي تجاه النظام السوري. كما أشارت إلى رفض الأتراك اتفاقيات فردية لوقف الاقتتال بين حزب الاتحاد والكتائب المسلحة، بل يجب أن يكون الاتفاق عامًّا توقع عليه كل الأحزاب الكردية.
تحذير تركي
أكد رجب طيب إردوغان رئيس الوزراء التركي أن مسلم موجود في تركيا، مشيرًا إلى أن مسؤولين من وكالة الاستخبارات الوطنية سيحذرونه من أي خطوة أحادية لإنشاء كيان كردي مستقل في شمال سوريا قرب الحدود التركية.
وكان مسلم أعلن أن حزب الاتحاد الديمقراطي يسعى إلى إقامة مجلس مستقل لإدارة المناطق الكردية في سوريا، إلى حين انتهاء الحرب الأهلية في البلاد، في خطوة أثارت قلق أنقرة، التي تخشى من ظهور منطقة كردية تتمتع بالحكم الذاتي على حدودها. وحذر وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي من اعتماد أي اتجاه انفصالي.
وتحرص تركيا على الحصول على ضمانات من حزب الاتحاد الديمقراطي بأنه لن يحاول تنفيذ عمليات على الأراضي التركية، ولن يقيم منطقة ذات حكم ذاتي على الحدود، وسيتشبث بموقفه، وهو المعارضة الثابتة لبشار الأسد. وقال مسؤولون في الحكومة التركية إن لا خطط لعقد اجتماعات رفيعة المستوى. وقالت تقارير صحافية المحلية إن مسلم سيجتمع مع رئيس المخابرات خاقان فيدان، ومسؤولين في وزارة الخارجية.
مسودة دستور
وسيطر حزب الاتحاد على بلدة رأس العين، بعد اشتباكات على مدى أيام مع الكتائب السورية المسلحة، كما أطلقت قوات تركية النار على مقاتلي الاتحاد الديمقراطي في سوريا خلال الأسبوع الماضي، بعدما سقطت قذيفتان صاروخيتان من سوريا على موقع حدودي على الجانب التركي.
وتفجّرت الاشتباكات بين حزب الاتحاد وكتائب مسلحة محسوبة على الجيش الحر منذ أن بدأ الأكراد يفرضون سيطرتهم على أجزاء من الشمال الشرقي في أواخر العام الماضي. وطرح خبراء أكراد سوريون أخيرًا مسودة دستور إدارة موقتة لغرب كردستان، نصت على إجراء انتخابات برلمانية، وتشكيل حكومة في هذه المناطق، بعدما أعلنت قيادة وحدات الحماية الشعبية الكردية سيطرتها على كل أرجاء رأس العين، بما فيها المعبر الحدودي الذي يربطها بتركيا، بعد اشتباكات مع مقاتلي جبهة النصرة وكتائب إسلامية أخرى.
هذا وقامت جبهة النصرة ودولة العراق والشام الإسلامية، إضافة إلى بعض الكتائب الموالية لها، بقصف عشوائي أمس الجمعة بالتزامن مع زيارة صالح مسلم إلى تركيا. ويعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا مقرّبًا من حزب العمال الكردستاني في تركيا، الذي حاربته تركيا في أراضيها لسنوات، فيما توقف القتال أخيرًا بعدما دعا زعيمه المسجون في تركيا، عبد الله أوجلان، عناصر حزبه المحظور، إلى إلقاء السلاح ومغادرة البلاد.