تملك محفظة استثمارية بقيمة 5.7 ملايين إسترليني
حكومة كاميرون تدعو كنيسة انكلترا إلى إنهاء استثمارها في غوغل بسبب إباحية الأطفال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دعت الحكومة البريطانية كنيسة انكلترا إلى سحب استثماراتها في شركة الانترنت العملاقة غوغل، لأنها لا تحجب الصور والمواد الإباحية التي تستخدم الأطفال.
دعت الحكومة البريطانية كنيسة انكلترا إلى إبداء قيادة أخلاقية، وسحب أموالها المستثمرة في غوغل، للضغط على شركة الانترنت العملاقة، كي تحجب الصور والمواد الإباحية التي تستخدم الأطفال.
وتبين الأرقام، التي نُشرت هذا العام، أن كنيسة انكلترا تملك أسهمًا قيمتها 5.7 ملايين جنيه إسترليني في غوغل، إلى جانب استثمارات كبيرة في عدد من شركات الانترنت الأخرى.
لموقف مسؤول
جاءت دعوة الحكومة البريطانية بعدما اعترف كبير أساقفة كانتربري بأنه شعر بالحرج حين اكتشف أن كنيسة انكلترا ساعدت على تمويل شركة وونغا لإقراض الأموال، التي تفرض على المستلفين منها فوائد باهظة من خلال الاستثمار فيها.
وأعلن كبير الأساقفة جاستن ويلبي أنه يريد محاربة هذه الشركة ودفعها إلى الإفلاس. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اتهم غوغل بتوفير مواد إباحية تستخدم الأطفال لأفراد سقيمين ودنيئين. وأشار إلى أن شركة الانترنت العملاقة تتربح من نشر صور وأشرطة فيديو لأطفال يتعرّضون للاستغلال الجنسي.
ومضت مستشارة كاميرون لشؤون الطفولة كلير بيري خطوة أبعد من رئيس الوزراء، بدعوة الكنيسة وغيرها من المساهمين في غوغل إلى سحب استثماراتهم في الشركة. ونقلت صحيفة ديلي تلغراف عن المستشارة قولها: "إن العديد من الشركات، لا سيما شركات توفير خدمة الانترنت البريطانية، بدأت تتخذ موقفًا مسؤولًا من هذه المسألة، وهي ترى أننا نريد مستوى عاليًا من المسؤولية الاجتماعية".
وأضافت بيري: "هناك آخرون لا يتخذون هذا الموقف، ورئيس الوزراء قال إن المسؤولية تقع على عاتق شركة غوغل، التي تساعد أفرادًا على ممارسة لا يمكن الدفاع عنها".
وأكدت مستشارة رئيس الوزراء البريطاني أن لكنيسة انكلترا وغيرها من المستثمرين في غوغل دورًا يقومون به، وأسئلة يتعيّن أن يطرحوها على أنفسهم، فهم قادة أخلاقيون، وإذا كان لديهم موقف أخلاقي في الأقوال، فإن دعم هذا الموقف بالأفعال أداة قوية للغاية.
استثمارات الكنيسة
تنمّ تصريحات بيري عن قلق الحكومة البريطانية بسبب تقاعس غوغل عن أداء واجبها الأخلاقي، ومساعدتها المنحرفين والشواذ على استخدام التكنولوجيا لإيجاد صور أطفال يتعرّضون للاستغلال الجنسي.
ويشير مقترح بيري، بأن تستخدم كنيسة انكلترا وشركاتها ما تتمتع به من سطوة مالية لمواجهة غوغل بشأن "إباحية الأطفال"، إلى تصميم بريطانيا على مواصلة الضغط على شركة الانترنت العملاقة. كما سيزيد هذا الموقف شدة الضغط على كنيسة انكلترا نفسها التي لديها محفظة استثمارية قيمتها 5.2 مليارات جنيه إسترليني.
وقال كبير الأساقفة ويلبي إنه شعر بالغضب والحرج حين اكتشف استثمار كنيسة انكلترا في شركة وونغا بعد يوم على تعهده بدفعها إلى الإفلاس من خلال التشجيع على إقامة اتحادات مالية غير ربحية. لكن صحيفة ديلي تلغراف كشفت السبت أن الكنيسة رغم موقف ويلبي وحملته على وونغا قد تحتفظ باستثمارها في هذه الشركة المثيرة للجدل، لأن ذلك لا يشكل مخالفة للأنظمة المعمول بها.
وكانت الكنيسة أعلنت عن استثمار 32 مليون جنيه إسترليني في صندوق أميركي لتوظيف الأموال، استثمر بدوره في شركة مماثلة، استثمرت هي الأخرى 75 ألف جنيه إسترليني في وونغا. وبموجب قواعد الاستثمار الأخلاقية، التي تعتمدها الكنيسة، لا يجوز لها الاستثمار في شركة تحقق أكثر من 25 في المئة من عائداتها من الإقراض بأسعار فائدة مرتفعة.
قضية معقدة
اعترف كبير أساقفة كانتربري بأن كنيسة انكلترا تستطيع الاستثمار في شركات ضالعة في الإباحية والمقامرة، فإن قواعد الكنيسة تجيز الاستثمار في شركات لا تحقق أكثر من 3 في المئة من عائداتها عن طريق الإباحية، و10 في المئة من بيع السلاح، و25 في المئة من تجارة التبغ والمقامرة والكحول والمشروبات وعمليات الإقراض قصيرة الأجل بفوائد مرتفعة، ومن استنساخ الأجنة.
وقال ويلبي إن الكنيسة ستراجع هذه النسب والمستويات. أضاف: "إذا استثمر المرء في سلسلة فنادق، العديد من هذه الفنادق تبيع الإباحية في غرفها"، مؤكدًا أن القضية بالغة التعقيد.
وأعلن متحدث باسم غوغل أن الشركة لا تتسامح مع صور استغلال الأطفال جنسيًا، وأنها تستخدم منظوماتها وعملها مع خبراء الحفاظ على سلامة الأطفال للعثور على مثل هذه المواد وإزالتها والإبلاغ عنها. ونوّه المتحدث بتبرّع غوغل أخيرًا بخمسة ملايين دولار لمنظمات تعمل على مكافحة هذه المشكلة.
وقالت متحدثة باسم كنيسة انكلترا إن الكنيسة تشاطر الحكومة البريطانية مخاوفها بشأن إباحية الأطفال، ويسرّها مواجهة غوغل حول هذه القضية. وأضافت أن كنيسة انكلترا تتواصل مع شركات الانترنت بشأن الإباحية، وتأخذ هذه القضية على محمل الجد.