غضب وإصرار بين الاسلاميين بعد أكثر من مئة قتيل في صفوفهم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: جاء الرجال السبعة والثلاثون الى القاهرة من محافظات مختلفة ليعبروا عن تأييدهم للرئيس المعزول محمد مرسي. ولكن السبت، كانت جثثهم مسجاة على الارض المغطاة بالدماء في مسجد وكانت اسماؤهم واسماء بلداتهم مكتوبة بقلم اسود على اكياس بيضاء تغطي جثامينهم.
وفي حين اتهم الاخوان المسلمون الشرطة بارتكاب "مجزرة"، اتهم وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم قيادات الاسلاميين "بافتعال واقعة لاستثمارها سياسيا". وقال الاطباء ان محمد الباهي الذي قتل وابتسامة ترتسم على وجهه اصيب برصاصة في صدره. ووضع جثمانه الى جوار جثامين اخرى للذين قلتوا في مواجهة دامية مع الشرطة فجر السبت.
وكان الشاب يبلغ من العمر 19 عاما ويدرس في كلية التجارة وانضم الى اعتصام رابعة العدوية منذ الثلاثين من حزيران/يونيو لتأييد مرسي الذي عزله الجيش بعد ذلك بثلاثة ايام. وقال شقيقه عبد الرحمن غير مصدقة "كيف مات؟ انظر الى الابتسامة على وجهه".
واضاف عبد الرحمن الذي كان لايزال تحت وقع الصدمة "كانت لديه قضية يدافع عنها، لم يكن يؤيد العنف". وقال شهود عيان ان الشرطة و"البلطجية" اطلقوا الرصاص الحي والخرطوش على المتظاهرين المؤيدين لمرسي الذين خرجوا من اعتصامهم في رابعة العدوية.
ونفت الشرطة استخدام الرصاص الحي ولكن في المشرحة الميدانية في المسجد كانت الجثامين تحمل اثار اصابات بطلقات النار. وقالت الطبيبة امل احمد ابراهيم في المستشفى الميداني "لقد اطلق عليهم جميعا رصاص حي".
وفيما كانت سيارات الاسعاف تصل امام المسجد لنقل الجثامين، كان المعتصمون الغاضبون يتجمعون ويصطفون جانبا لافساح طريق للاطباء والممرضين الذين يحملون الجثث. ووسط زغاريد النساء، كان البعض ينهار باكيا. وتجري امراة في اتجاه جثمان زوجها وترفع الملاءة لتقبل جبينه اثناء قيام الممرضين بنقله الى سيارة الاسعاف.
وخارج المسجد يشتعل الغضب في اعتصام مؤيدي مرسي. ويقوم شبان متوترون بعضهم يضعون خوذات على رؤوسهم ويحملون عصيا بحراسة مدخل الاعتصام حول جدار صغير من الطوب شيدوه على الطريق الذي يقود الى المنطقة التي سقط فيها القتلى فجرا.
وعندما شاهد المعتصمون الصحفيين لوحوا بعلامة النصر وهتفوا "السيسي سفاح" في اشارة الى الرجل القوى في مصر الان وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي. وكانت حشود صخمة من المصريين نزلت الى الشوارع الجمعة تلبية لدعوة السيسي الذي طالبهم بالتظاهر لتفويضه بمواجهة الارهاب.
وحذر وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم في مؤتمر صحفي بعد ظهر السبت عقب مقتل 100 متظاهر اسلامي على الاقل، وفق المعتصمين، من ان الشرطة بالتنسيق مع الجيش سيقومان بفض اعتصامي الاسلاميين في القاهرة "في القريب العاجل".
ويتوقع المتظاهرون في رابعة العدوية مزيدا من اراقة الدماء اذا ما قررت الشرطة فض الاعتصام. ويقول عبد الرحمن الباهي متحدثا عن شقيقه محمد "لقد مات اليوم والان اصبحت انتظر دوري".