أخبار

ثلاثة ملايين شخص يستمعون الى عظة البابا على شاطىء كوباكابانا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ريو دي جانيرو: اقام البابا فرنسيس الاحد القداس الختامي في اطار الايام العالمية للشبيبة في ريو دي جانيرو امام حشد هائل تجمع على شاطىء كوباكابانا البرازيلي ناهز ثلاثة ملايين شخص.

واعلن البابا ان اللقاء المقبل للايام العالمية للشبيبة سيعقد عام 2016 في كراكوفيا في بولندا موطن البابا الراحل يوحنا بولس الثاني الذي سيعلن قديسا في نهاية السنة الحالية. وطلب البابا من الشبان الكاثوليك اعلان ايمانهم "من دون خوف"، مؤكدا لهم ان "الانجيل هو للجميع".

وخاطبهم البابا فرنسيس في عظته قائلًا "كان من الجميل جدا أن نشارك معا في اليوم العالمي للشبيبة، ونعيش الإيمان مع الشبان والشابات الآتين من مختلف أنحاء العالم"، مضيفا "أن الرب يدعونا اليوم إلى تقاسم هذه الخبرة مع الآخرين ونقلها إليهم".

وتابع البابا فرنسيس في عظته "على مدى الأيام القليلة الماضية عشتم الخبرة الجميلة، خبرة اللقاء بيسوع كما شعرتم بفرح الإيمان. لكن خبرة هذا اللقاء يجب ألا تبقى منغلقة في حياتكم الفردية وضمن الجماعات الراعوية الصغيرة أو الحركات أو الجماعات، لأن هذا الأمر يأتي بمثابة حرمان الشعلة المتقدة من الأوكسيجين".

وقال ايضا "لا يعاملنا يسوع كالعبيد والخدام، بل يعاملنا كرجال أحرار، كأصدقاء وأخوة. ولا يرسلنا فحسب، بل يرافقنا ويبقى على الدوام إلى جانبنا في رسالة المحبة هذه".

واكد البابا انه "لا توجد أي حدود أمام دعوة المسيح. إن الرب يدعونا كلنا. الإنجيل هو للكل وليس للبعض. ليس موجّهًا فقط إلى الأشخاص القريبين منا والمستعدين للإصغاء إلى الكلمة وقبولها. إنه موجّه إلى الجميع حتى للأشخاص البعيدين الذين يبدون غير مبالين بالبشارة".

وحمل بعض المشاركين في القداس صورة كبيرة للبابا فرنسيس، الذي اضفى دينامية كبيرة على الحضور رغم سنواته الـ76 وتمكن من جذب الشبان بصراحته وكلامه الودي. وشارك في القداس كل من رئيسة البرازيل ديلما روسيف ورئيسة الارجنتين كريستينا كيرشنر ورئيس بوليفيا ايفو موراليس. وتعقد الايام العالمية للشبيبة الـ28 تحت شعار الجملة الواردة في الانجيل التي تقول "اذهبوا وتلمذوا جميع الامم".

ويلتقي البابا اساقفة اميركا اللاتينية بعد الظهر، قبل ان يغادر الى روما مساء في الساعة 19,00 (22,00 تغ). وتضم اميركا اللاتينية اكبر تجمع للكاثوليك في العالم الا ان الكنيسة الكاثوليكية تواجه في هذه المنطقة منافسة شديدة من الكنائس الانجيلية التي توسعت كثيرا فيها.

وقال المتحدث باسم الفاتيكان ان اكثر من ثلاثة ملايين شخص حضروا القداس على شاطئ كوباكابانا، بينهم مليونان ناموا في العراء، حيث اقاموا الصلوات ليلا بانتظار قداس الاحد. وعبّر البابا على متن سيارته المكشوفة الكيلومترات الثلاثة بين قلعة كوباكابانا والمنصة حيث اقيم القداس. وتوقف مرارا ليقبل اطفالًا او ليبارك الحشد الذي كان يهتف له بقوة.

وقال الفاتيكان ان 60 كاردينالا و1500 اسقف و11000 كاهن حضروا القداس. ومساء السبت دعا البابا فرنسيس الشباب الكاثوليك الى اتباع خطى يسوع المسيح من خلال الانخراط في القضايا الاجتماعية والسياسية من اجل "تغيير العالم". وتحدث البابا امام مليوني شخص حولوا شاطئ كوباكابانا الى مخيم ضخم من اجل تمضية الليلة للصلاة.

وعصر السبت كان رهبان يتجولون على الشاطئ وسط شبان رعيتهم في لباس البحر. بعضهم كان يصلي في جماعات فيما كان البعض الاخر يلعب كرة القدم او يرقص ال"ماكارينا".

وفي وسط الليل كان شاطئ كوباكابانا اشبه بمخيم شاسع للاجئين. فقد غصّ الشاطئ بالحجاج، فاضطر الاف اخرون للنوم على قارعة الطرق والارصفة جنبا الى جنب في صفوف متراصة. وامتلأت حتى شرفة بار يعتبر من اشهر اماكن البغاء في كوباكابانا الحي البوهيمي والسيء السمعة ليلا. ولم تر ماريا الشابة السوداء التي كان فستانها الملاصق لجسمها يبرز قامتها الممشوقة، "اي ضير في ذلك" وقالت "انا ايضا كاثوليكية لكن حياتي ليست سهلة".

وقبل بضع ساعات من ذلك توجه البابا الى حشود الحجاج بقوله "ان الشباب في الشوارع يريدون ان يكونوا صناع التغيير. ارجوكم لا تتركوا الاخرين يصبحون صناع التغيير (...) لا تبقوا على شرفة الحياة، يسوع لم يبق عليها. بل هو انخرط فيها، انخرطوا فيها كما فعل يسوع".

وهذه الدعوة اتخذت صدى مميزا في البرازيل، حيث انتفض الشباب في حزيران/يونيو للمطالبة بتحسين الخدمات العامة (وسائل النقل، التعليم والمرافق الصحية) واعربوا عن سخطهم من الفساد والطبقة السياسية. وسبق ان حض الحبر الاعظم هذا الاسبوع الشباب الكاثوليك على اثارة القليل من "الاضطراب" من اجل اخراج الكنيسة من الخمود.

واظهر استطلاع لصحيفة "فولها" ان حجاج الايام العالمية للشبيبة يعارضون الاجهاض (75%) والزواج بين مثليي الجنس (67 %)، لكنهم يؤيدون وسائل منع الحمل، أكان بوساطة حبوب منع الحمل (53%) او الواقيات الذكورية (65%).

وشهدت الايام العالمية للشبيبة لقاءات مفعمة بالحماسة بين البابا والشبان، كما تميزت ببعض الخلل في التنظيم، مثل محاصرة الحشد لسيارة الحبر الاعظم واكتظاظ وسائل النقل واحداث تعديلات في برنامج الزيارة البابوية في اللحظة الاخيرة.

هذه الاحداث اثارت تساؤلات مقلقة في الوقت الذي تستعد فيه البرازيل لتنظيم اكبر حدثين رياضيين عالميين: كأس العالم لكرة القدم في 2014 والالعاب الاولمبية في 2016.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف