أخبار

أشتون في زيارة مفاجئة للقاهرة والبرادعي يؤكد التمسك بحل سلمي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة: اعلن نائب الرئيس المصري محمد البرادعي ان وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي ستصل مساء الاحد الى القاهرة لبحث الاوضاع على الساحة السياسية المصرية، مؤكدا ان القاهرة حريصة على حل سلمي للازمة الراهنة غداة مقتل 72 من انصار الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي في اشتباكات مع الشرطة.

وفي الوقت نفسه اكد مصطفى حجازي المستشار السياسي للرئيس الموقت عدلي منصور ان الحكومة المصرية "لا تترك اي قناة في الداخل او الخارج للحفاظ على الدم وعلى ماء الوجه (للمتظاهرين) الا وتتعامل معها"، محذرا في الوقت عينه من ان هناك "موجة ارهاب وسنكسرها".

ولكن السلطات المصرية الجديدة اكدت مجددا انه لا رجوع عن خارطة الطريق التي اعلنت في الثالث من تموز/يوليو الجاري بعد عزل مرسي. وقال البيان الصادر من مكتب البرادعي ان المسؤولين المصريين "سوف يقومون بتوضيح الموقف بالنسبة إلى ما يجري الإعداد له في المرحلة المقبلة من خطوات لاستعادة الاستقرار والامن في المجتمع المصري وحرصاً على إعادة البلاد إلى طريق الديموقراطية التي حادت مصر عنها على مدى الشهور الماضية، وذلك في إطار خارطة المستقبل التي تم إعلانها في 3 يوليو (تموز) الجاري" عند الاطاحة بمرسي.

ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية عن مصادر دبلوماسية ان آشتون ستلتقي المسؤولين المصريين وممثلين لجماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة المنبثق منها. ونفى حجازي ان تكون آشتون في مهمة وساطة بين السلطات والاسلاميين.

وقال ردا على سؤال في مؤتمر صحافي عما اذا كانت زيارة اشتون للقاهرة تستهدف التوسط بين السلطات وجماعة الاخوان المسلمين "إنها ليست في مهمة وساطة أو طرح مبادرة، وإنما ستتواصل مع بعض الأطراف.. ونحن نرحّب بالجهود التي تزيل الاحتقان المجتمعي، ونرى أنها تتفهم خطورة الموقف في مصر، ولا تقبل قتل المصريين بسبب الخلاف السياسي.. وأنه آن الآوان لازالة هذا الاحتقان بدون إراقة دماء".

وقال بيان مكتب البرادعي انه اجرى اتصالين هاتفيين بوزير الخارجية الاميركي جون كيري وباشتون، و"على ضوء هذه الاتصالات تبدأ اشتون مساء اليوم زيارة إلى القاهرة، تلتقي خلالها بالسيد المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية وبالدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية والمسؤولين المصريين. كما ستلتقي بعدد من القوى السياسية لبحث الاوضاع والتطورات على الساحة السياسية المصرية".

واوضح البيان ان البرادعي بحث مع كيري واشتون خلال الاتصالين "الأوضاع في مصر"، واكد "حرص مصر وتمسكها بنبذ العنف والتوصل إلىحل سلمي للخروج من الأزمة الراهنة". واضاف البيان انه "سيتم التأكيد كذلك على تمسك مصر بمراعاة حقوق المصريين جميعاً بصرف النظر عن انتماءاتهم، ومنها حق التظاهر السلمي لكل المواطنين في إطار سيادة القانون".

وفي اول رد فعل على رسمي على اشتباكات مدينة نصر الدامية السبت، قال حجازي "اننا نشعر بالحزن لاراقة الدماء، وسيتم اتخاذ موقف بعد انتهاء التحقيقات ايا كان من تثبت مسؤوليته" عن سقوط الضحايا.

وكان وزير الداخلية محمد ابراهيم اكد مجددا عزمه التعامل بحزم مع الاسلاميين. وقال في حفل تخرج دفعة جديدة من اكاديمية الشرطة بعد ظهر الاحد "أؤكد لشعب مصر الوفي أن رجال الشرطة عازمون عزمًا أكيدًا على تحقيق الأمن والاستقرار للبلاد وهم قادرون على ذلك بمؤازرة المخلصين من أبناء هذا الوطن".

وحذر الوزير، الذي كان يتحدث امام الرئيس الموقت عدلي منصور والرجل القوي في مصر وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي "لن نسمح لأي مأجور أو حاقد أن يحاول تعكير صفو تلك الأجواء من التلاحم والإخاء وسنتصدى بكل قوة وحسم لأية محاولة للاخلال باللأمن".

واعلن ابراهيم السبت عن فض اعتصامي الاخوان المسلمين في شرق وجنوب القاهرة "في القريب العاجل" بالتنسيق مع الجيش و"بأقل قدر ممكن من الخسائر". ولم يبد انصار الرئيس المعزول اي اشارة تدل على تليين في موقفهم. وقال المتحدث باسم الاخوان المسلمين، جهاد الحداد لفرانس برس ان "هناك مشاعر حزن وغضب، ولكن كذلك تصميم كبير".

واضاف "نقبل بأي مبادرة طالما انها مؤسسة على اعادة الشرعية والغاء الانقلاب، ولن نتفاوض مع الجيش"، مستبعدا بذلك اي حل وسط من شأنه ان يكرس عزل مرسي. وفي محيط مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر امضى الاف عدة من انصار مرسي، المعتصمين هناك منذ شهر تقريبا، ليلة جديدة في الخيام المغطاة بصور ولافتات تاييد للرئيس السابق. وفي تجاهل لتهديد السلطات بفضّ الاعتصام قريبا، كان بعضهم يهتف "ارحل يا سيسي".

وقال علي شفيق، وهو من اعضاء جماعة الاخوان المشاركين في الاعتصام، لفرانس برس "انها ليست مسألة شخص، ولكن الامر يتعلق بالشرعية والديموقراطية". واضاف "اننا نواجه الرصاص والدبابات والمدرعات بطريقة سلمية"، ودان "مذبحة" السبت.

وكان 72 شخصا قتلوا فجر السبت في اشتباكات بين الشرطة وبين مجموعة من المعتصمين، وهو اكبر عدد من القتلى يسقط منذ عزل مرسي في الثالث من تموز/يوليو الجاري. ووقعت الصدامات، التي تبادل الطرفان، الاتهامات بالمسؤولية عنها، بعد ساعات من تظاهرات حاشدة تلبية لدعوة من السيسي، الذي طلب من المصريين النزول الى الشوارع لتفويضه في مواجهة الارهاب.

وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري انه "قلق للغاية" ازاء "هذا الانفجار للعنف" الذي ادى الى ارتفاع حصيلة الاضطرابات السياسية الى 300 قتيل خلال قرابة شهر. ودانت منظمة هيومن رايتس ووتش ما وصفته "باستخفاف اجرامي بحياة البشر" من قبل السلطات. وقالت المنظمة ان سقوط هذا العدد من القتلى يظهر "رغبة صادمة لدى الشرطة ولدى بعض السياسيين في تصعيد العنف ضد المتظاهرين الموالين لمرسي".

وندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الشيخ يوسف القرضاوي الاحد بـ"المجازر البشعة التي حدثت في ميادين مصر" في اشارة خصوصا الى ما حدث السبت وحمل "قادة الانقلاب" مسؤوليتهم.

وجاء في بيان صادر من هذا الاتحاد، الذي يتخذ من الدوحة مقرا، انه "يندد بهذه المجازر البشعة"، ويدعو قادة الدول الاسلامية والعربية الى "التدخل الايجابي السريع لوقف هذه المجازر، وتحقيق مصالحة شاملة مشرفة لا يهضم فيها حق أحد، ويحافظ على أمن مصر الذي هو من أمن أمتنا الاسلامية والعربية".

من جهة اخرى دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان "المواطنين السوريين المقيمين في مصر الشقيقة إلى ضرورة الالتزام الكامل بالقوانين، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية"، خاصًا بالذكر "كل ما يتعلق بالتجاذبات والنشاطات السياسية، والتصعيد الذي تشهده الساحة المصرية".

واتهمت وسائل اعلام مصرية السوريين بالمشاركة في "مئات" من التظاهرات المؤيدة لمرسي المنتمي الى جماعة الاخوان المسلمين، والذي عزله الجيش المصري في الثالث من تموز/يوليو اثر تظاهرات حاشدة غير مسبوقة طالبت برحيله.

ووصل وفد من الاتحاد الافريقي، الذي علق عضوية مصر عقب عزل مرسي، الى القاهرة في زيارة تستمر حتى الخامس من اب/اغسطس المقبل للاطلاع على الوضع في البلاد.

ميدانيا، قتل ثلاثة اشخاص، واصيب اخرون في اشتباكات الاحد بين انصار مرسي ومعارضيه في مدينتي بورسعيد (شرق) وكفر الزيات (شمال) بحسب مصادر امنية. ففي بورسعيد قتل شخص في اشتباكات فجرًا، كما لقي اخر مصرعه بعد ساعات عدة اثر قيام مجموعة من الاهالي بتحطيم واشعال النيران في سبعة محال مملوكة للاخوان، بينها محلات للمواد الغذائية والأقمشة والعطور ومعصرة ومحال الوجبات السريعة"، بحسب ما افادت وكالة انباء الشرق الاوسط.

وفي المنوفية في الدلتا (شمال) تم احراق مقر الاخوان في مدينة السادات اثر خروج الاهالي في مسيرة ردا على مسيرة لانصار مرسي خرجت من مسجد النور مرددة هتافات مناهضة للجيش المصري والفريق عبد الفتاح السيسي، بحسب ما قالت الوكالة.

وفي العريش قالت مصادر كنسية إن مسلحين مجهولين اختطفوا الاحد مواطنا مسيحيًا، واقتادوه إلى جهة غير معلومة تحت تهديد السلاح. وأضافت المصادر أن المواطن المسيحي يدعى مينا المعلم، ويعمل تاجرا للأدوات المنزلية، وأن مسلحين مجهولين يستقلون سيارة دفع رباعي اختطفوه من أمام محله في شارع أسيوط في العريش.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف