تقودها كاترين أشتون ومحمد علي بشر وقيادات عسكرية
جولة جديدة من المفاوضات السرّية بين الإخوان والجيش
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اشارت تسريبات إلى وجود مفاوضات سرية بين الجيش المصري والإخوان المسلمين عبر الاتحاد الأوروبي تقودها كاترين أشتون، التي وصلت مساء أمس في زيارة مفاجئة للقاهرة، وقيادي في الجيش المصري يرتبط بصلة مصاهرة مع قيادي إخواني.
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: رغم ما يبدو بأن الخلافات بين جماعة الإخوان المسلمين، وقيادات الجيش، الرئاسة الموقتة، وصلت إلى طريق مسدود، لاسيما بعد مجزرة المنصة، التي راح ضحيتها 80 قتيلًا، ومئات المصابين، حسب الرواية الرسمية لوزارة الصحة، و120 قتيلًا وأربعة آلاف مصاب، حسب رواية جماعة الإخوان، إلا أن التسريبات تشير إلى وجود مفاوضات سرية بين الطرفين، عبر الاتحاد الأوروبي، وتقودها كاترين أشتون، الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، وقيادي في الجيش المصري يرتبط بصلة مصاهرة مع قيادي إخواني، بينما يقودها من الجانب الإخواني، الدكتور محمد علي بشر، عضو مكتب الإرشاد، ووزير التنمية المحلية السابق. وتقود أشتون جولة جديدة من المفاوضات بين طرفي الخلاف في مصر، تزامنًا مع زيارتها الحالية للقاهرة.
5 إسلاميين و5 من قيادات الدولة
وتعقد كاثرين آشتون ممثلة الاتحاد الأوروبي اجتماعًا مع وفد من التحالف الوطني للدفاع عن الشرعية، الذي ضم مجموعة من الأحزاب الإسلامية، اليوم الإثنين، 29 يوليو/ تموز، في الخامسة والنصف مساء، في فندق كونراد في الجيزة، ويضم الوفدخمس شخصيات، هم: الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء السابق، والدكتور محمد محسوب، نائب رئيس حزب الوسط، والدكتور محمود طه، عضو مكتب الإرشاد، والدكتور محمد علي بشر، القيادي الإخواني، والدكتور عمرو دراج، القيادي الإخواني، ووزير التخطيط والتعاون الدولي السابق.
تلتقي أشتون أيضًا بالرئيس الموقت عدلي منصور، ونائب الرئيس الدكتور محمد البرادعي، ورئيس الوزراء حازم الببلاوي، ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية نبيل فهمي.
مفاوضات سرية
وقال مصدر في جماعة الإخوان المسلمين، إن أشتون تقود المفاوضات مع الجيش، بشكل نزيه، مشيرًا إلى أن المفاوضات تتم بطريق غير مباشر. وأضاف لـ"إيلاف"، أن المفاوضات يقودها الدكتور محمد علي بشر، وزير التنمية المحلية السابق، وأحد المقربين جدًا من الرئيس المعزول محمد مرسي.
ولفت إلى أن المفاوضات تدخل فيها في المرحلة الأولى الدكتور كمال الهلباوي، المتحدث السابق باسم التنظيم الدولي للإخوان، إضافة إلى قيادي في المجلس العسكري، يرتبط بصلة مصاهرة مع قيادي إخواني.
عودة مرسي إلى الحكم
وأشار إلى أن جماعة الإخوان تطالب بأن تكون قاعدة الدستورية الشرعية والعودة إلى ما كان الوضع عليه قبل 30 يوليو، وأن يتم الإفراج عن الرئيس محمد مرسي، وعودته إلى القصر الجمهوري، على أن يعلن خلال أسبوع من عودته عن إجراء إنتخابات رئاسية مبكرة، في غضون ثلاثة أشهر، مع الحفاظ على مؤسسات الدولة، التي كانت قائمة قبل 3 يوليو، ومنها مجلس الشورى، واستمرار لجنة تعديل الدستور في عملها.
ونبّه إلى أن الرئاسة وقيادة الجيش ترفض تلك المقترحات، وتطالب جماعة الإخوان بفضّ الإعتصام من ميدان رابعة العدوية، وميدان جامعة القاهرة، والكفّ عن أعمال العنف في القاهرة، وسيناء أولًا، ثم الجلوس إلى التفاوض، وتحقيق المصالحة الوطنية مع التيار الإسلامي كله.
المجزرة نتيجة لتعثر المفاوضات
أضاف المصدر عينه، أن المفاوضات بين الطرفين تعثرت، على خلفية تمسك كل طرف بموقفه، وعدم تقديم أية تنازلات، مشيرة إلى أنالجماعة هددت بالتصعيد، داخليًا وخارجيًا، وأنها قد لا تستطيع السيطرة على حلفائها من الجماعات الإسلامية، إذا لم يتم الإفراج عن مرسي، مشيرة إلى أن دول العالم تتعاطف مع أنصارها، وتعتقد أن ما حصل هو إنقلاب عسكري.
ولفت المصدر إلى أن التعثر أدى إلى استدعاء الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، الجماهير لكي يبعث برسالة للعالم الخارجي، تؤكد أن ما حدث ثورة شعبية، وليس انقلابًا، إضافة إلى ممارسة ضغوط على الجماعة، وإيصال رسالة مفادها بأن أنصارها أقلية في الشارع المصري، ويمكن التعامل معهم بسهولة، وبتفويض شعبي.
وأشار إلى أن ما وصفه بـ"مجزرة المنصة" لم تكن إلا محاولة من السيسي لزيادة الضغوط على الإخوان، ولفت إلى أن النتائج جاءت بشكل عكسي، منوهًا بأن "المجزرة"، تركت تعاطفًا دوليًا مع الإخوان، وزادت أنصارها إصرارًا على مواصلة الاعتصام حتى عودة ما وصفه بـ"الشرعية"، على حد قوله.
توصيل وجهات النظر
من جانبه، قال الدكتور محمد علي بشر، وزير التنمية المحلية السابق، وعضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين، إنه "من المقرر أن يتم الترتيب لعقد لقاء بين أشتون وبين مسؤولين في التحالف الوطني للدفاع عن الشرعية، لشرح وجهة نظرهم في المستجدات على الساحة، ورأيهم في المبادرات المطروحة، وعرض ما تعرّضوا له من مذابح خلال الفترة الماضية".
وأضاف في تصريحات له، نشرها حزب الحرية والعدالة، أن "اللقاء يأتي في إطار توصيل وجهة نظر التحالف إلى الجميع من دون طلب المساعدة أو الاستقواء بالخارج، خاصة أنها من طلبت اللقاء"، مشيرًا إلى أن "اللقاء سيتضمن إبلاغها بصحة موقفنا ودفاعنا عن الشرعية المستمدة من الشعب المصري، وإخفاء الرئيس المنتخب منذ قرابة 25 يومًا من دون أي زيارة لأسرته أو محاميه أو طبيبه الخاص".
وأكد أن "الوفد من المقرر أن يخبر أشتون باحتجاج الشعب المصري بكامله على سكوت العالم عن الانقلاب العسكري الدموي الغاشم، والذي بدأ بغلق القنوات الفضائية، وامتد إلى اعتقال القيادات المعارضة للانقلاب، ومن ثم إحداث مجازر دموية لمؤيدي الشرعية".
إيقاف المجازر
وأفاد بأن الجماعة ستطلب تدخل الرأي العام الدولي لإيقاف المجازر بحقهم، وقال: "سنطالب بدعم الرأي العام العالمي، ضد المجازر، التي حدثت وتحدث يوميًا لمؤيدي الشرعية، والتي راح ضحيتها 111 في الحرس الجمهوري، و120 في المنصة، وغيرها في سيناء والإسكندرية والدقهلية، فضلًا عن آلاف الجرحى". منوهاً بأن الإخوان "سيكشفون لها مدى السلمية التي يتمتعون بها على مدار 30 يومًا، ومدى تفاعلهم مع المبادرات المطروحة لحل الأزمة، في مقابل تعنت الانقلابيين ورفضهم الحديث عن أي حل سياسي للأزمة التي تسببوا فيها".
عودة الشرعية
وأعلن بشر تمسك الإخوان بعودة مرسي، وقال: "سنبلغها (أشتون) طلبات الشعب المصري كله، الذي يريد العودة إلى الشرعية، وموقف التحالف الرافض أي محاولة للقفز على الشرعية والانقلاب على الديمقراطية، ومصادرة حق الشعب المصري في اختيار رئيسه وبرلمانه ودستوره".
ولفت إلى أنهم "سيكشفون لأشتون الاعتداءات على حقوق الشعب وتوجيه حملة الكراهية ضد أبناء التيار الإسلامي في الإعلام، الذي يخضع للانقلابيين، وتلفيق القضايا للسياسيين".
لا للديكتاتورية العسكرية
وذكر أنهم "سيؤكدون استحالة المساومة على حرية الشعب المصري، وأن القبول بالأوضاع التي يحاول الانقلابيون فرضها كأمر واقع، لن يحقق أي نجاح للمسار الديمقراطي في مصر، حيث ستظل إرادة بعض القيادات العسكرية الديكتاتورية هي الحكم بين القوى السياسية، وستنقلب في أي وقت على أي رئيس منتخب، إذا ما تعارضت مصالحهم الشخصية مع الرؤية التي انتخب الشعب الرئيس على أساسها".
في المقابل، نفى مصدر عسكري، لـ"إيلاف"، أن تكون هناك أية مفاوضات مع جماعة الإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أن زيارة أشتون للقاهرة، تهدف إلى التعرف إلى الأوضاع في مصر، لاسيما أن هناك من يحاول تشويه ثورة 30 يونيو. ولفت إلى أن أشتون تحضر إلى القاهرة، وتسمح لها السلطات بالتعرف إلى جميع وجهات نظر مختلف الأطراف. وأضاف أن الجيش لا يعرف المساومات مع الخارجين عن القانون والمحرّضين على العنف.