بمناسبة العشر الأواخر لشهر رمضان
أمير الكويت يعفو عن كافة المسجونين في قضايا "المساس بالذات الأميرية"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الكويت: اصدر امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح الثلاثاء عفوا عن كل الاشخاص الذين حكم عليهم بالسجن للمساس بالذات الاميرية.
وقال الامير في خطاب متلفز "يسعدني بمناسبة العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك أن اصدر عفوا اميريا على كل من صدرت بحقهم احكام نهائية في القضايا المتعلقة بالمساس بالذات الاميرية ويتم تنفيذها بحقهم حاليا".
وسبق أن انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش الحكم بالسجن 20 شهرا الذي صدر بحق المعارضة الكويتية سارة الدريس بتهمة الادلاء باقوال "تمس بالذات الاميرية" وطالبت بمراجعة الحكم.
واكدت المنظمة الحقوقية ان الحكم "يحد اكثر من الحق في حرية التعبير في الكويت".
واكد مدير المنظمة في الشرق الاوسط بالوكالة جو ستورك في بيان ان "على الحكومة التوقف عن ملاحقة افراد لم يفعلوا الا ممارسة حقهم في حرية التعبير".
وكانت محكمة الاستئناف في الكويت أكدت حكما يقضي بسجن الدريس عشرين شهرا بتهمة الادلاء بتصريحات مسيئة للشيخ صباح الاحمد الصباح، وفقا لحيثيات الحكم.
وقد مثلت سارة الدريس امام المحكمة الابتدائية في 29 ايار/مايو الماضي بسبب تغريدات على تويتر اعتبرت مسيئة للامير لكن الحكم بقي معلقا مقابل دفع كفالة قيمتها 700 دولار.
والدريس هي ثاني كويتية تخضع للمحاكمة بسبب تعليقات تمس بالامير.
وكانت المحكمة قضت الشهر الماضي بسجن هدى العجمي 11 عاما بسبب تغريدات على تويتر تهاجم الشيخ صباح وتتضمن الدعوة الى قلب نظام الحكم.
ويعتبر القانون الكويتي انتقاد الامير جريمة سياسية عقوبتها السجن خمس سنوات حدا اقصى.
وفي ما يلي نصّ كلمة أمير الكويت بمناسبة العشر الاواخر لشهر رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
(الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولو الالباب)
(صدق الله العظيم)
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا والصلاة والسلام على نبينا محمد ابن عبدالله وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. نتضرع اليه سبحانه وتعالى ان يتقبل منا صيامنا وقيامنا وصالح اعمالنا وان يعيد هذا الشهر الفضيل علينا وعلى بلدنا العزيز هو يرفل بأثواب العز والفخر وعلى الامة العربية والاسلامية بالأمن والسلام والرخاء.
اخواني وابنائي...
يطيب لي ان اتحدث اليكم في العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك جريا على عادتنا في كل عام لنجدد التهنئة بحلول هذا الشهر الفضيل ونبارك لكم العشر الاواخر منه داعين المولى القدير ان يحفظ بلدنا من الفتن ما ظهر منا وما بطن اخذين في الاعتبار ما يحدث في الدول المحيطة بنا من دروس وعبر تفرض علينا توخي المزيد من الحيطة والحذر لتلافي تداعياتها وآثارها.
اخواني وابنائي...
لقد خص المولى تعالى شهر رمضان المبارك بفضائل عظيمة وفرض صيامه وانزل فيه كتابه الكريم فقال جل وعلا (شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن) وضاعف فيه الاجر والثواب وهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.
فما احوجنا لاستغلال ايامه ولياليه الفضيلة بالطاعة والاستزادة من الاعمال الصالحة والاقبال على تلاوة كتابه الكريم والالتزام بأحكامه.
اخواني وابنائي...
عاشت الكويت منذ ايام عرسا ديمقراطيا مارس المواطنون حقهم الدستوري في اختيار ممثليهم لعضوية مجلس الامة مجددين بذلك تأكيدهم على اصالة مسيرتنا الديمقراطية وتجذرها في نفوسهم وعلى محبتهم وولائهم لوطنهم الكويت ولنظامه الديمقراطي. اخواني واخواتي...
لقد اكرمنا الله جل وعلا بالإسلام دينا الذي جعل التسامح والعفو والمغفرة من اسمى وانبل راياته ويسعدني بمناسبة العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك ان اصدر عفوا اميريا على كل من صدرت بحقهم احكام نهائية في القضايا المتعلقة بالمساس بالذات الاميرية ويتم تنفيذها بحقهم حاليا وذلك مصداقا لقوله سبحانه وتعالى (باسم الله الرحمن الرحيم) (وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم) (صدق الله العظيم) وانه ليسرني بهذه المناسبة ان اعرب عن خالص التهنئة لمن نال شرف تمثيل المواطنين الكرام راجين بان يكونوا عند حسن الظن بهم لتحمل الامانة والمسؤولية التي القيت على عاتقهم للعمل على تحقيق طموحات المواطنين والاسراع بإنجاز الخدمات العامة المقدمة لهم على احسن وجه وتحريك عجلة التنمية في البلاد بعيدا عن الصراع والاختلاف المؤدي الى قصور الهمة وبطء الانجاز.
واننا ان شاء الله مقبلون على مرحلة جديدة خلال هذا الفصل التشريعي الجديد ستشهد فيها البلاد انطلاقة واعدة نحو آفاق من التقدم والتنمية والعمل الجاد لتنويع مصادر الدخل ومتابعة تنفيذ الخطة التنموية واقامة المشاريع الحيوية الكبرى وذلك من خلال التعاون المثمر والبناء والمأمول بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
اخواني وابناء ديرتي...
بهدي من الله تعالى وتوفيقه عقد في شهر مارس الماضي المؤتمر الوطني الاول للشباب تحت شعار (الكويت تسمع) وقد رفع لي ابنائي المشاركون في هذا المؤتمر وثيقة وطنية هامة تضمنت توصيات عديدة تهم شباب هذا الوطن وتسهم في تحقيق تطلعاتهم ورؤاهم المستقبلية لخدمة بلدهم الكويت.
وقد وجهت الحكومة الى دراسة هذه التوصيات الهامة والاسراع في تنفيذها وها نحن نرى عددا من هذه التوصيات حقيقة على ارض الواقع.
ان الهدف من هذا المشروع الوطني للشباب هو الاهتمام ورعاية هذا الجيل الواعد واشراكهم في صنع القرار وتمكينهم من المساهمة في تحمل المسؤولية الوطنية بالمشاركة في مسيرة التنمية المستدامة لبناء كويت الحاضر المستقبل.
اخواني وابنائي...
يقول المولى عز وجل في محكم تنزيله (لئن شكرتم لأزيدنكم) فقد انعم الله علينا بنعم لا تعد ولا تحصى تستحق منا الحمد والشكر والثناء والتمسك بتعاليم ديننا الاسلامي الحنيف واشاعة المحبة والتواد في ما بيننا وتعميق وحدتنا الوطنية التي كانت ولا تزال لنا السور الحصين والمحافظة على ثوابتنا الوطنية وطرح كافة قضايانا الداخلية ومناقشتها في موضوعية دونما تجريح او اتهام عن طريق تبادل الرأي والحوار الهادئ والهادف للوصول لأفضل الحلول لها بدلا من الاختلاف الدائم الذي لا طائل من ورائه سوى بث روح الفرقة والنزاع والتعصب امتثالا لقوله تعالى (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).
ان ما يشهده العالم من حولنا من تطورات متسارعة ومتغيرات واحداث مؤلمة تستوجب استخلاص العبر وتدعونا الى تكاتف جهودنا لحماية وطننا العزيز والحفاظ على امنه واستقراره وتوجيه كافة الجهود والطاقات والامكانيات للنهوض بوطننا الغالي لتحقيق ما ننشده له من رقي ونماء ورخاء.
اخواني وابنائي...
ونحن اذ نعيش هذه الليالي العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك والتي شرفها الله تعالى بتنزيل القرآن الكريم في ليلة هي خير من الف شهر لنرفع اكف الدعاء للمولى جل وعلا متضرعين اليه ان يغسل قلوبنا من كل غل وهم لنبقى دائما اخوة متحابين متآلفين ولتستمر سواعدنا قوية لبناء وطننا الكويت ورعاية الامانة التي حافظ عليها الاباء والاجداد لتسليمها للأبناء والاحفاد من بعدنا ليظل وطننا الغالي واحة امن وسلام وازدهار باذن الله تعالى.
كما نسأله تبارك وتعالى ان يحقق لامتينا العربية والاسلامية كل العزة والنصر ويديم على اوطانها الامن والاستقرار والازدهار ويوحد صفوف شعوبها ويجمع كلمتهم على الخير والمحبة والتآلف.
مستذكرين في هذه الليالي المباركة اميرنا الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح واميرنا الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح سائلين الباري عز وجل ان يسبغ عليهما رحمته وغفرانه ويسكنهما فسيح جناته مع الشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ويتقبل بواسع رحمته شهداءنا الابرار الذين بذلوا دماءهم الزكية دفاعا عن الوطن وان يسكنهم جنات النعيم وان يرحم جميع موتانا ويتغمدهم بعفوه ومغفرته ورضوانه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".