قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
خطفت كاثرين آشتون، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي، الاضواء عندما نجحت في لقاء الرئيس المصري المعزول محمد مرسي. واهتمت أقلام الكتّاب والمحللين في بريطانيا بالحديث عن تحول نقاط الضعف لدى آشتون إلى نقاط قوة.
أصبحت البارونة كاثرين آشتون، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي، أول شخصية أجنبية تقابل الرئيس المصري السابق محمد مرسي منذ أن عزله الجيش يوم الثالث من يوليو/ تموز، بعد احتجاجات حاشدة على سياساته، واحتجز مرسي منذ ذلك الحين.
وأشادت تقارير صحافية لندنية بـ"دبلوماسية اشتون الهادئة"، هنا يشار الى أن المسؤولة الاوروبية الكبيرة، وهي قليلة التجربة السياسية، تنتمي إلى حزب العمال البريطاني المعارض. وامضت المسؤولة الأوروبية يوم الاثنين الماضي في جولات مكوكية خاطفة بين حكام مصر الجدد وزعماء الاخوان المسلمين لعقد اجتماعات في محاولة لتجنب اراقة مزيد من الدماء في البلاد. ويبدو أن مقابلة اشتون للرئيس المعزول فتحت الباب للقاءات أخرى معه ، حيث سمحت السلطات المصرية لوفد من الاتحاد الأفريقي بلقائه، كما ينتظر أن يُسمح لوفد الكونغرس الأميركي بقيادة السيناتور جون ماكين بمقابلته أيضاً. ويرأس الوفد الأفريقي الذي التقى الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، رئيس مالي السابق ألفا عمر كوناري، واستمر اللقاء حوالي الساعة ولم تصدر اية معلومات عمّا دار خلاله.وتأتي زيارة الوفد الأفريقي بعد أن قرر مجلس السلم والامن الأفريقي تعليق مشاركة مصر في أنشطة الاتحاد الأفريقي بعد أن اطاح الجيش بالرئيس المنتخب وعطل الدستور. وكانت القيادة المصرية الجديدة سمحت لأكبر دبلوماسية في الاتحاد الاوروبي بمقابلة الرئيس الاسلامي المعزول يوم الاثنين ونقلتها جواً بعد حلول الظلام الى منشأة سرية يحتجز فيها مرسي لكن استبعدت أي دور له في انهاء الاضطراب الذي يعصف بالبلاد.
وسيط الصراع وقالت اشتون التي برزت كواحدة من الشخصيات القليلة التي يقبلها الجانبان كوسيط في صراع نُبذت فيه الولايات المتحدة باعتبارها قوة تدخل، "إنها حاولت التأكد من وصول معلومات مطمئنة عنه لعائلته". وقالت اشتون التي نقلتها هليكوبتر عسكرية الى مكان اللقاء إن مرسي يشاهد التلفزيون ويطالع الصحف، وأنه على علم بالوضع في البلاد. ونفت معرفتها بمكان وجوده وقالت: "لا اعرف أين يوجد لكنني رأيت التسهيلات لديه." وفي اشارة محتملة على حدوث تقدم، قال متحدث باسم اشتون إن المبعوث الاوروبي برنادينو ليون سيصل الى القاهرة يوم الاربعاء "لمواصلة العمل".وكانت مقابلة مرسي شرطاً لعرض اشتون زيارة مصر، حيث التقت ايضًا بقائد الجيش الفريق اول عبد الفتاح السيسي وغيره من الزعماء في رحلتها الثانية للبلاد خلال 12 يومًا. وقالت اشتون: "قلت له (مرسي) أيضًا خلال حوارنا الذي دام ساعتين إنني لن أمثل وجهة نظره لأن الظروف تحول دون أن تصحح ما أقوله إذا عرضته بشكل خاطىء." وإلى ذلك، قال تقرير لصحيفة (اندبندانت) اللندنية إن "نهج البارونة اشتون الهادئ أوصلها في النهاية إلى مكان مرسي السري". وجاء التقرير ضمن سلسلة مقالات يومية للكاتب روبرت فيسك عن الأزمة في مصر في إطار تغطية خاصة للصحيفة. ويستهل فيسك المقال بتساؤلات عمّا دار بين اشتون ومحمد مرسي المحتجز في مكان سري منذ عزله، ويقول إن اشتون لم تفصح عمّا دار بينها وبين مرسي، وكيف خاطبته عند لقائه هل استخدمت لقب الرئيس مرسي أم السيد مرسي أو ربما سيدي فقط..؟
سر نجاح اشتون ويقول فيسك إن السر وراء نجاح اشتون في لقاء مرسي ربما يكمن في أسلوبها الهادئ وحضورها غير القوي. أو ربما أن الجنرال السيسي وزير الدفاع من المعجبين بشخصية اشتون كما أن الشعب المصري الذي يرفض تلقي محاضرات من الولايات المتحدة قد مهد لها الطريق في مهمتها. وحسب الكاتب البريطاني، فإن الرئيس مرسي أو مرسي أو " الرئيس" يرفض حتى هذه اللحظة الاستغناء عن منصبه كرئيس، ومن الواضح أيضاً أن الاخوان المسلمين لن يعودوا مجددًا إلى السلطة. إذا ما الحل؟ هل يمكن أن يكون هذا هو السؤال الذي طرحته اشتون على مرسي عند لقائه؟. وأضاف أن الجيش المصري لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة لدى الشعب المصري الذي يرفض العودة إلى حالة الفوضى والعنف والانهيار الاقتصادي، وهي الأشياء التي ميّزت حكم مرسي. ويصف فيسك البارونة اشتون بأنها كانت أنشط من أي مسؤول أميركي ونجحت في لقاء مرسي على الرغم من أن الرئيس باراك أوباما تخلى عن مرسي أو في طريقه لذلك، وهو الأمر الذي ليست له علاقة بالحكمة ولكنه نظرًا لفشل سياسة الولايات المتحدة في المنطقة. ويختم فيسك مقاله: بالعودة إلى ثورة 25 يناير سنجد أن المصريين نضجوا بالفعل على الرغم من سنوات من الحكم الديكتاتوري، ولكن جماعة الاخوان المسلمين لم تنضج بالشكل الكافي، فلا أحد يستطيع إنكار أن الجماعة تفاوضت مع نظام مبارك بينما الجميع كانوا في ميدان التحرير. ولكن ما حدث أن الجماعة اكتسبت كلمة " الشرعية". الكلمة التي يرددها الجيش أيضاً. هل استخدمت اشتون الكلمة ذاتها؟ أراهن أن مرسي فعل.
دبلوماسية ناعمة أما صحيفة (التايمز) اللندنية، فقد نشرت تقريرًا تحليليًا للكاتب ديفيد تشارتر تحت عنوان " الهدوء طريق المحادثات"، يقول فيه إنه بعد 4 سنوات من الاختيار المثير للجدل للنائبة العمالية البارونة اشتون، التي لا تتمتع بخبرة، لشغل منصب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بدأت نقطة ضعفها في التحول إلى مصدر قوة. ويضيف الصحافي البريطاني أن نهج اشتون الهادئ جعل منها أول دبلوماسية دولية تمنح الثقة للتواصل بين كافة الأطراف في مصر.ويرى تشارتر أنه على الرغم من الغموض الذي يحيط بزيارتها للرئيس المعزول مرسي إلا أنها بمثابة علامة طمأنة لأنصاره بأنه في حالة صحية جيدة ويعامل معاملة حسنة. وختم تشارتر يقول: أن اشتون رفضت الحديث مع المسؤولين في مصر دون لقاء مرسي، ولجأت إلى " نفوذ الاتحاد الأوروبي" الذي يتمثل في صنبور مساعدات مالية ضخمة يمكن غلقه في بروكسل.