عصب المنظومة الدفاعية مشلول والرؤية الأمنية خاطئة
نائب عراقي: الفساد ينخر الأجهزة الأمنية ويعيقها عن مواجهة الإرهاب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يقول النائب العراقي شوان طه إن تكرار عمليات الفرار من السجون يظهر عجز المنظومة الأمنية الدفاعية في البلاد، بسبب الفساد الذي نخرها، داعيًا إلى القضاء على البطالة بجانب الجهد الأمني.
بغداد: رأى عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية العراقية شوان محمد طه أن المنظومة الأمنية عاجزة عن تحقيق الأمن ووقف عمليات هروب السجناء المتكررة، بسبب سوء ادارتها وشللها، إضافة إلى الرؤية الخاطئة للحكومة العراقية في كيفية ضبط الأمن، التي تعتمد على استخدام القوة وحدها في ذلك. ودعا طه، النائب عن التحالف الكردستاني، في مقابلة مع "إيلاف" إلى رسم سياسة أمنية جديدة فاعلة، تقوم على الجهد الأمني وعلى العمل من اجل القضاء على ظاهرة الفقر والبطالة بالدرجة الأولى.
وفي ما يأتي نص الحوار:
بصفتك عضواً في لجنة الأمن والدفاع النيابية، ما هي برأيك أسباب تكرار ظاهرة هروب السجناء؟
الوضع الأمني في العراق شائك ومعقد للغاية، أو مرتبك إلى أبعد الحدود، وهو يسير نحو الأسوأ، فالمنظومة الأمنية الدفاعية غير قادرة على التصدي للعمليات الارهابية، بحيث وصلت مرحلة العجز حتى عن حماية الثكنات العسكرية، فتتعرض هذه للاستهدافات الارهابية. هنالك جبهة موحدة بين المجموعات المسلحة من القاعدة والخارجين عن القانون، وبالتالي فإن عصب المنظومة الدفاعية مشلول بشكل كبير. نحن لا نشك بقدرة وجهود رجال الأمن والقادة الميدانيين، لكن المشكلة تكمن في رسم السياسة الأمنية. فرؤية الحكومة العراقية في ضبط الأمن والدفاع خاطئة، تعتمد على عنصر القوة وحده، بينما هناك حاجة إلى رؤية اقتصادية وتنموية، وهذه هي المشكلة الاساسية. هناك محاولات كثيرة لتغيير القادة الأمنيين، لكن هذا غير مجدٍ، فنحن بحاجة إلى تغيير استراتيجية الدفاع. نحن بحاجة إلى أن يستقر الأمن الداخلي، وهذا يتعذر تحقيقه من دون القضاء على ظاهرة الفقر والبطالة.
هل تعتقد أن جهات خارجية تقف وراء هروب السجناء، خصوصًا في ما يتعلق بالأسلحة المستخدمة في الهجوم على السجون؟
الصحافيون والاعلاميون والمحللون يصفون ما يحدث بأنه خروقات أمنية متكررة، لكن ما يحصل ليس خرقًا فقط، وانما اخفاق في ادارة الملف الأمني. حين تتكرر العملية نفسها وفي المكان نفسه، فهذا يؤكد أن المنظومة غير قادرة على التصدي للارهاب. وفي العراق، أسهل قضية هي الحصول على السلاح ولا يجوز أن نعلق عيوبنا على شماعة الآخرين. هذه العملية تمت بمهارة عالية من خلال استغلال عدم قدرة المؤسسات الأمنية على حفظ أمن السجون وحمايتها.
نحتاج إلى تنمية
هل ترى أن زيادة السيطرات في العاصمة حل مناسب لبسط الأمن؟
اعتقد أن السيطرات الكثيرة تخلق حالة من الارباك المروري والازدحام، وتؤثر بشكل سلبي على طبيعة ونفسية الانسان العراقي، ناهيك عن الترهل والمضايقات. المخططون للأمن غير قادرين على وضع خطط محكمة، فالبلد لا يدار بالازدحامات والاعتقالات والسيطرات. نحن بحاجة إلى التنمية.
لماذا يتم الاستمرار باستخدام جهاز كشف المتفجرات في السيطرات رغم فشله؟
الفساد في المؤسسات الأمنية والدفاعية ظاهرة وليس حالة. فإذا كانت حالة، بإمكان اللجان الرقابية أن تتصدى للعنف. لكن عندما تشكل ظاهرة فإنه لا يمكن معالجتها الا بتغيير هيكلية المنظومة الأمنية. فهناك فساد مالي واداري لذلك نحتاج إلى تغيير هذه الهيكلية.
لماذا لا يتم استخدام الكلاب البوليسية لكشف المتفجرات؟
توصل بعض الخبراء وبعض الميدانيين العراقيين إلى أن افضل حل لكشف المتفجرات هو الكلاب البوليسية. هناك محاولة لأبرام صفقة لاستقدام عدد منها، لكن كما تعرفون أن هذا الامر سوف يمر بإجراءات روتينية قاسية.
ما مدى صحة ما يقال عن بيع المناصب العسكرية العليا؟
الحقيقة انا سمعت، ولكن ليست لدي معلومات عن هذا الموضوع. لكن كل شيء أصبح مباحًا في المؤسسات الأمنية والعسكرية.