جاءت استجابة لضغوط أميركية
محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين "محكومة بالفشل"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قال محللون فلسطينيون الاربعاء إن مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين التي أعلن عنها في واشنطن والتي تقضي بالتوصل الى اتفاق سلام خلال تسعة اشهر محكومة "بالفشل".
القدس: اعتبر خبراء فلسطينيونان اعلان اسرائيل الاحد عزمها على اطلاق سراح 104 اسرى فلسطينيين بالتزامن مع اعادة اطلاق محادثات السلام لن يثير اهتمام الشعب الفلسطيني او يقنعه بضرورة المفاوضات.
وقال المحلل السياسي عبد المجيد سويلم لوكالة فرانس برس "الجمهور الفلسطيني غير مقتنع بهذه المفاوضات ولن يرضى بمفاوضات لا يعلم مرجعيتها"، مؤكدا ان الشعب الفلسطيني "لن يقايض قضية الاسرى مهما كانت حساسة بمثل هذه المفاوضات".
وبحسب سويلم فان "المفاوضات لارضاء الولايات المتحدة لانها على ما يبدو ترى القضية الفلسطينية مفتاح حل المشاكل في المنطقة". واوضح انه بعد "فشل استراتيجيتها في الشرق الاوسط مع التغييرات فانها تريد اجبار الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي على الذهاب الى المفاوضات ليس لانها ستنجح بل لان الولايات المتحدة بحاجة اليها" لتكون لاعبا مهما في الشرق الاوسط.
واكد ان "المفاوضات محكومة بالفشل ولا يوجد اي فرصة لها بالنجاح". ويتفق المحلل هاني حبيب مع ذلك مشيرا الى ان "الشارع الفلسطيني غير متابع وغير متأثر بما يجري".
ويشرح "الشارع الفلسطيني والمواطن الفلسطيني بدأ يتاقلم نتيجة الفترة الزمنية الطويلة دون مفاوضات واصبح اكثر اهتماما بوضعه الشخصي والجري وراء لقمة العيش ولم تعد هذه المسائل تنعكس على اهتمامات الرأي العام ما عدا النخب السياسية والاعلامية التي تتابع هذا الامر".
واكد حبيب انه في ما يتعلق بالافراج عن الاسرى فان "المواطن الفلسطيني يعلم انه كان ينبغي الافراج عنهم بعد اتفاق اوسلو ومقايضتهم الان هو من اجل العملية التفاوضية دون تحقيق الاستحقاقات الفلسطينية المتعلقة (بتجميد)الاستيطان".
اما سمير عوض استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت فقال ان "اطلاق سراح الاسرى بادرة حسن نية من الجانب الاسرائيلي بعد ضعط شديد من الجانب الاميركي وطلب ملح من جانب الفلسطينيين واعتقد انه لا يكفي ولا يعني ان المفاوضات ستنجح".
وذكر عوض ان "اطلاق سراح الاسرى استحقاق واسرائيل لا تمن عليهم بذلك لانهم معتقلون قبل اوسلو وكان يجب خروجهم من وقتها". واشار عوض الى ان "الشعب الفلسطيني غير موجود ولا فكرة لديه عن المفاوضات وعرف عنها من الاعلام وليس من المسؤولين".
واكد سويلم عدم وجود اي خطر سياسي لدفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتحقيق السلام من خلال المفاوضات مع اسرائيل. واوضح "لا علاقة بين شعبية الرئيس والمفاوضات ولن يفقد ثقة الشعب بسبب (فشل) المفاوضات".
اما حبيب فاكد بان عباس "يمكن ان يقنع الشارع الفلسطيني بالاحتفال لفترة بعودة الاسرى ولكن بعد مضي ساعات او ربما ايام قليلة، فان الرأي العام سيعود الى ما كان عليه ويرى ان المفاوضات جاءت استجابة لضغوط (اميركية) وليست استجابة للمصالح الفلسطينية".
وقال المحللون انه قد يتم إلقاء اللوم على اسرائيل في حال فشل المحادثات بسبب المعارضة الشديدة والانقسام داخل الحكومة الاسرائيلية من المفاوضات. وشرح سويلم "اسرائيل ليست مؤهلة لذلك، فالحكومة منقسمة حول ذلك" في اشارة الى الاصوات المعارضة لحل الدولتين في الحكومة الاسرائيلية.
وكرر وزراء مؤيدون للاستيطان معارضتهم لاي انسحاب من المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين وهو مطلب فلسطيني رئيس سبب تعثر المفاوضات التي جرت في ايلول/سبتمبر عام 2010.
وقال عوض ان "اسرائيل لا تستطيع مواجهة اللوبي الاستيطاني، هنالك نصف مليون مستوطن كيف سيقومون باخراجهم واعتقد ان الامر محكوم بالفشل". واضاف "لكن من المهم الوصول الى النقطة التي تتصادم فيها اسرائيل مع المستوطنين وحينها ستتحمل اسرائيل المسؤولية" عن فشل المفاوضات.
بيريز يؤكد ان "لا بديل" من السلام مع الفلسطينيين
قال الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الاربعاء انه "متفائل" بان تؤدي محادثات السلام مع الفلسطينيين الى حل الدولتين وتجلب الاستقرار الى الشرق الاوسط.
وقال بيريز للصحافيين في زيارة لليتوانيا التي تترأس الاتحاد الاوروبي حاليا "كاسرائيلي، انا متفائل كثيرا الان باستئناف عملية السلام بين الفلسطينيين وبيننا".
وتأتي تصريحات بيريز، الذي سيبلغ التسعين الجمعة بعد انطلاق المحادثات في واشنطن الاثنين والثلاثاء بعد تعثرها لثلاث سنوات.
واكد بيريز ان المحادثات لديها "هدف واضح" هو وجود "دولة يهودية باسم اسرائيل ودولة عربية باسم فلسطين لا تتقاتلان بل تعيشان معا في صداقة وتعاون".
واضاف "ليس هناك بديل من السلام، ليس هناك اي معنى للحرب" موضحا ان "الارهاب ليس لديه سياسة ولا يستطيع صنع الخبز او اعطاء الهواء النقي للتنفس. انه مكلف وغير مجد ولا ينتج منه اي شيء".
وبرعاية وزير الخارجية الاميركي جون كيري، حدد المفاوضون الفلسطينيون والاسرائيليون الثلاثاء لانفسهم هدفا طموحا يقضي بالتوصل الى اتفاق سلام خلال تسعة اشهر.
واوضح بيريز ان الاتفاق سيكون مهما لتطوير مستوى المعيشة في الشرق الاوسط مشيرا الى ان "الشرق الاوسط قد يتغير في حال قام الارهاب والازمة والجوع والبطالة والقمع بافساح المجال لعهد جديد من الاقتصاد والعلاقات الاجتماعية".
وتابع "نريد صنع السلام ليس مع الفلسطينيين فحسب بل مع كل الدول العربية".
من جهتها، اكدت الرئيسة الليتوانية داليا غريبوسكايت ان الاتحاد الاوروبي يرحب باستئناف محادثات السلام وهو مستعد للمساعدة.
وقالت في مؤتمر صحافي مشترك مع بيريز "نأمل في ان يكون لهذه المفاوضات اثر ايجابي وان تتوصل الى حل الدولتين".
واضافت "الاتحاد الاوروبي جاهز لدعم عملية ما بعد النزاع وتطبيق اتفاقات السلام في حال تم التوصل الى اجماع".
النقاط الرئيسة في مفاوضات السلام في الشرق الاوسط
وحدد المفاوضون الاسرائيليون والفلسطينيون الثلاثاء لانفسهم هدفا طموحا يقضي بالتوصل الى اتفاق سلام خلال تسعة اشهر. فيما يلي ابرز النقاط في اخر الجهود الاميركية للتوصل الى السلام في الشرق الاوسط بهدف تحقيق حل الدولتين.
-- المفاوضون.
اسرائيل: وزيرة العدل تسيبي ليفني، المستشار القانوني اسحق مولخو
الفلسطينيون: كبير المفاوضين صائب عريقات وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية.
الولايات المتحدة :السفير الاميركي السابق في اسرائيل مارتين انديك المعروف باسم "المسهل" الذي قد يحظى بالدعم في لحظات مهمة من وزير الخارجية الاميركي جون كيري او حتى الرئيس باراك اوباما.
-- الجدول الزمني:
الجولة القادمة ستعقد في الاسبوعين المقبلين دون موعد محدد سواء في اسرائيل او في الاراضي الفلسطينية. وبعدها من المتوقع تسارع الوتيرة.
اتفق الطرفان على مواصلة اجراء محادثات لتسعة اشهر على الاقل بمعزل عن اي "استفزاز".
تعقد المحادثات في المنطقة او في واشنطن.
-- القضايا:
كل قضايا "الوضع النهائي"-- حق العودة لنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني وحدود الدولة الفلسطينية المستقبلية ومصير القدس ووجود المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية المحتلتين مطروحة على طاولة المفاوضات.
لا يوجد اتفاق اسرائيلي على تجميد البناء الاستيطاني خلال المحادثات وهذا كان احد المطالب الرئيسة للفلسطينيين.
لم يتغير الموقف الاميركي القائم على اقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 مع تبادل للاراضي على الجهتين. لكن من غير المؤكد ان كان ذلك مرجعية للمفاوضات الجديدة.
وافقت اسرائيل على مطلب فلسطيني رئيس يقضي بالافراج عن 104 اسرى فلسطينيين معتقلين منذ عقود في السجون الاسرائيلية. الجدول الزمني لإطلاق سراحهم تحدده حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
اتفق الجانبان على ابقاء تفاصيل المحادثات سرا لإعطاء المفاوضات افضل فرص للنجاح.
-- الخطوات المقبلة:
تعمل الولايات المتحدة مع اللجنة الرباعية الدولية لجذب 4 مليارات دولار كاستثمارات خاصة لانعاش الاقتصاد الفلسطيني الذي تؤكد وزارة الخارجية الاميركية انه سيخرج للعلن في الاسابيع المقبلة.
وقال كيري ان اسرائيل "ستقوم في الايام والاسابيع المقبلة باتخاذ خطوات لتحسين الظروف في الضفة الغربية وغزة" ما يعني انه قد يتم ازالة بعض الحواجز والعوائق البيروقراطية لمساعدة انعاش الاقتصاد.
يقوم الجنرال جون الن وهو قائد سابق في الناتو حاليا بالعمل على تقييم احتياجات اسرائيل الامنية.
اكدت اسرائيل والفلسطينيون بان اي اتفاق يتم التوصل اليه سيتم طرحه للاستفتاء.
-- الامور غير المعروفة:
الامور الاخرى تبدو غير معروفة واهمها ما شكل الاتفاق المستقبلي.لا يوجد اي اشارات تدل على نتائج المحادثات وهنالك فقط وعي بان "الوقت يمر".
لم يقرر الطرفان الطريقة التي سيتم بها التعامل مع القضايا الجوهرية والتفاوض عليها ولا يوجد اي معلومات حول تفاهمات مشتركة او اتفاقات او التزامات كمرجعية واسس للمحادثات.
وتبقى الطريقة التي ينوي بها الطرفان حل قضايا قلب الصراع مثل القدس التي يريدها الجانبان كعاصمة لهما وامال ملايين الفلسطينيين اللاجئين بالعودة الى وطنهم الام.