موسكو والرياض تتفقان حول مصر وتختلفان بشأن سوريا
بوتين يحادث بندر بن سلطان انتظارًا للحسم في حلب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تحادث رئيس مجلس الأمن الوطني السعودي الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز، الأربعاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المقر الرئاسي في سوتشي، وكانت تداعيات الأزمة السورية والتحولات في مصر والعلاقات الثنائية وقضايا دولية وإقليمية على أجندة اللقاء.
نصر المجالي: موسكو هي المحطة الجديدة في جولة لرئيس مجلس الأمن الوطني السعودي الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز شملت عواصم غربية من بينها واشنطن ولندن وبرلين وباريس.
يذكر أن هناك صداقة قديمة تمتد لسنوات تربط بين الرئيس الروسي والأمير بندر الذي صار الملف السوري بيده منذ أكثر من عام. وقالت مصادر إن دور الأمير صار أكبر في هذه المرحلة بعد انحسار الدور القطري في الشأن السوري.
كما أن اللقاء يأتي متزامنًا مع تصعيد قوات الرئيس السوري بشار الأسد حملتها العسكرية على حمص حيث أعلن النظام السوري السيطرة على حي الخالدية المحوري في حمص، ثالث مدينة في سوريا وأحد رموز الثورة، بعد هجوم ومعارك عنيفة استمرت شهرا
ويعد هذا هو الاختراق العسكري الثاني الذي يسجله النظام في أقل من شهرين، ففي الخامس من حزيران (يونيو)، سيطر الجيش السوري بمساندة حزب الله اللبناني على مدينة القصير (وسط غرب) في محافظة حمص التي سيطر عليها المقاتلون طوال سنة.
ويعتقد مراقبون أن الحسم العسكري النهائي في حلب صار وشيكًا وأن هذا الأمر الاستراتيجي كان مرتكز البحث بين الأمير بندر ومضيفه الروسي بوتين.
ويشار إلى أنّ كل طرف من الأطراف السورية يعلن كل من جانبه عن الانتصارات والهزائم تباعا، فقبل حمص، أحرز المقاتلون تقدما في الأسابيع الأخيرة في محافظة درعا الجنوبية وخصوصا في محافظة حلب (شمال) بسيطرتهم على مدينة خان العسل.
ويشير المحللون إلى أنه بقدر ما هنالك انسجام في الموقفين الروسي والسعودي من التحولات الأخيرة في مصر حيث كل من الطرفين يدعمها بطريقته الخاصة، إلا أن الخلافات بينهما واسعة في ما يتعلق بالشأن السوري.
جنيف 2
كما أن محادثات بندر - بوتين الأربعاء تتزامن مع المشاورات الدولية لعقد مؤتمر جنيف 2 ، وتشكيل قيادة جديدة للائتلاف السوري بزعامة تحظى بدعم سعودي ومصري وغربي.
يذكر أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كان اكد في تصريحات في الأسبوعين الأخيرين أن روسيا ملتزمة بالترتيب لعقد مؤتمر السلام لكن دولا أخرى وجماعات تعقد الأمور بوضع شروط مسبقة.
وكان لافروف أوضح أنه عندما طرحت المبادرة الروسية الأميركية اتفق الطرفان على الا يسمح للمشاركين بوضع اي شروط مسبقة. ولم يحدد حتى الآن موعد للمؤتمر. وتقول روسيا التي تعارض التدخل الخارجي في الأزمة إنها لا تدافع عن الاسد لكن إسقاطه لا يمكن أن يكون شرطا مسبقا لعقد المحادثات.
كما كان لافروف الذي التقى لعدة مرات في الشهرين الأخيرين نظيره الأميركي لبحث المؤتمر المزمع عقده بأن إرسال أسلحة لمقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد "يتعارض مع مفهوم المؤتمر."
حماية الأسد
ووافقت روسيا التي دعمت الاسد بإرسال أسلحة لدمشق وحمايته من صدور قرارات من مجلس الأمن الدولي مع واشنطن في أيار (مايو) على محاولة جمع الأطراف المتناحرة في مؤتمر للسلام. لكن المحادثات التمهيدية التي جرت قبل أسابيع في جنيف بين مسؤولين روس وأميركيين ومسؤولين من الأمم المتحدة لم تحرز تقدما.
وكان الوزير لافروف أعرب عن أمله في تصريحات صحافية على هامش لقاء له مع النظير الأميركي على هامش فعاليات قمة شرق آسيا في 1-2 تموز (يوليو) الحالي مقبل في بروناي أن يوضح كيري أكثر "موقف واشنطن من دعوتنا المشتركة لعقد المؤتمر الدولي "جنيف - 2" حول سوريا".
واعتبر لافروف أن من الصعب في المرحلة الحالية تحديد موعد لعقد مؤتمر "جنيف - 2"، عازيا هذا الأمر في المقام الأول إلى "كون المعارضة السورية غير مستعدة للمشاركة فيه دون شروط مسبقة". إلا أن وزير الخارجية الروسي أعرب عن أمله بأن تتمكن الولايات المتحدة الأميركية من إقناعها.
وجدد لافروف موقف بلاده الداعي لمشاركة كافة اللاعبين الدوليين الكبار المعنيين بالأزمة السورية في هذا المؤتمر، وقال: "لاشك في أنه من بين اللاعبين الدوليين ينبغي أن يدعى جميع جيران سوريا، ويجب كذلك من كل بد دعوة إيران التي وصفها لافروف بأنها، إلى جانب دول الخليج العربية، تعتبر قوة مؤثرة بشكل واقعي مباشر في الوضع الدائر في سوريا.