مرشد الإخوان سيحال على القضاء بتهمة التحريض على القتل
مجلس الوزراء المصري يحسم: لفضّ اعتصامي الإسلاميين... وواشنطن ترد: لاحترام حرية التجمع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سيحال مرشد الإخوان المسلمين في مصر على القضاء بتهمة التحريض على قتل المصريين، في وقت كلّف مجلس الوزراء وزير الداخلية فض اعتصامي الإسلاميين في العاصمة، ما نحا بواشنطن إلى دعوة السلطات المصرية إلى احترام حرية التجمع.
القاهرة: قال مصدر قضائي الاربعاء ان مرشد جماعة الاخوان المسلمين محمد بديع المطلوب من اجهزة الامن والقضاء، سيحال على القضاء مع بعض اعوانه بتهمة "التحريض على القتل" في نهاية حزيران/يونيو.
واوضح المصدر ان نيابة جنوب القاهرة الكلية قررت احالة المرشد محمد بديع وبعض من اعوانه، بينهم خصوصًا خيرت الشاطر نائبه ورشاد بيومي عضو مكتب ارشاد الاخوان، إلى محكمة الجنايات "بتهمة التحريض والشروع في قتل متظاهري المقطم" جنوب القاهرة في 30 حزيران/يونيو.
ونسبت النيابة إلى المتهمين تهم "التحريض على قتل المتظاهرين السلميين، والشروع في القتل وحيازة أسلحة ومفرقعات داخل مكتب الإرشاد، بغرض الإرهاب ضد المتظاهرين خلال أحداث المقطم"، التي واكبت التظاهرات الهائلة التي شهدتها مصر في ذلك اليوم للمطالبة برحيل الرئيس الاسلامي محمد مرسي وتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة.
مجلس الوزراء المصري: لفضّ الاعتصامين
هذا وكلف مجلس الوزراء المصري الاربعاء وزير الداخلية بـ"اتخاذ كل الاجراءات اللازمة" لفض اعتصامي الاسلاميين من انصار الرئيس المعزول محمد مرسي في القاهرة المستمرين منذ نحو شهر، معتبرًا ان استمرارهما "لم يعد مقبولا".
ويثير هذا التكليف احتمال اندلاع مواجهة خطرة بعد ايام من مقتل 82 شخصًا في تظاهرة لانصار الرئيس المعزول في القاهرة.
وياتي ذلك فيما تتزايد الجهود لحل الازمة في مصر، حيث ارسل الاتحاد الاوروبي والمانيا دبلوماسيين للدعوة الى حل سلمي للازمة.
وجاء تكليف وزارة الداخلية لفض اعتصامات انصار مرسي في بيان للمجلس الذي عقد الاربعاء اجتماعه الثاني منذ تأليف الحكومة الموقتة. وقال البيان ان "استمرار الاوضاع الخطيرة في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، وما تبعها من اعمال ارهابية وقطع طرق لم يعد مقبولا نظرًا إلى ما تمثله هذه الاعمال من تهديد للامن القومي المصري ومن ترويع غير مقبول للمواطنين".
واضاف المجلس انه يستند "الى التفويض الشعبي الهائل من الشعب للدولة في التعامل مع الارهاب والعنف، اللذين يهددان بتحلل الدولة وانهيار الوطن"، في اشارة الى تظاهرات ضخمة الجمعة الماضي في شوارع وميادين مصر تلبية لنداء رجل مصر القوي وزير الدفاع وقائد الجيش الفريق اول عبد الفتاح السيسي.
واضاف المجلس انه بناء على ذلك فقد تقرر "البدء في اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لمواجهة هذه المخاطر، ووضع نهاية لها مع تكليف وزير الداخلية باتخاذ كل ما يلزم في هذا الشأن في اطار احكام الدستور والقانون".
في المقابل قال جهاد الحداد القيادي الاخواني واحد المتحدثين باسم تحالف اسسه الاخوان بعد الاطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في الثالث من تموز/يوليو، ردا على سؤال عن موقفه من ذلك، "لا شيء سيتغير". واضاف ان امر مجلس الوزراء هو "محاولة لترويع المصريين".
وساد الهدوء ميدان رابعة العدوية بعد صدور الامر، حيث انشغل المعتصمون بالإعداد لوجبة الافطار بعد يوم من الصيام. ولم تظهر اي مؤشرات الى تزايد انتشار قوات الامن. وكانت وزارة الداخلية حذرت من انه سيتم تفريق الاحتجاجات "قريبا"، الا انها لم تكشف عن موعد او كيفية حصول ذلك.
وتحولت المواجهة بين انصار مرسي وقوات الامن الى اعمال عنف مرتين، حيث ادت صدامات بين الطرفين صباح السبت الى مقتل 82 شخصًا. وقتل 51 شخصا على الاقل في اعمال عنف جرت سابقا بين المحتجين وقوات الامن امام مقر الحرس الجمهوري في القاهرة.
ويتوجه وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الاربعاء الى القاهرة، حيث يجري الخميس مباحثات مع الحكومة والمعارضة يطلب فيها "عودة سريعة" الى الديمقراطية، وفق ما اعلن ناطق باسمه. كما ذكر المتحدث باسم الاتحاد الاوروبي مايكل مان الاربعاء ان مبعوث الاتحاد الى الشرق الاوسط بيرناردينو ليون سيزور القاهرة في وقت لاحق "لمواصلة الاتصالات وجهود الوساطة".
وفي واشنطن قال السناتور ليندسي غراهام انه سيتوجه الى القاهرة بصحبة السناتور الجمهوري جون ماكين في الاسبوع المقبل بناء على طلب من البيت الابيض.
واشنطن تدعو السلطات المصرية إلى احترام حرية التجمع
من جهتها، دعت الولايات المتحدة السلطات المصرية الأربعاء إلى احترام حرية التجمع بعدما اصدر مجلس الوزراء المصري امرًا الى وزارة الداخلية بفضّ اعتصامات انصار الرئيس المعزول محمد مرسي. وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف للصحافيين "واصلنا حثّ مسؤولي الحكومة الموقتة وقوات الامن على احترام حرية التجمع السلمي. ويشمل ذلك بالتأكيد الاعتصامات". واضافت "وقد اكدنا ذلك بشكل علني وخاص، وسنواصل القيام بذلك".
ورفضت الافصاح عما اذا كانت الولايات المتحدة قد تحدثت عن مخاوفها في شكل خاص بشأن الاوامر التي اصدرها المجلس الوزاري المصري الاربعاء. ودعت الولايات المتحدة السلطات المصرية مرارا الى ممارسة ضبط النفس بعدما قام الجيش المصري بعزل الرئيس مرسي في 3 تموز/يوليو. الا ان ادارة الرئيس باراك اوباما امتنعت عن وصف عزل مرسي بالانقلاب، وهو التوصيف الذي يحتم على الادارة الاميركية وقف مساعداتها السنوية لمصر، والبالغة 1.5 مليار دولار.
وقالت هارف "نعتقد ان استمرار تزويد مصر بالمساعدات، وهو ما ينسجم مع التزاماتنا القانونية، هو امر مهم لمصالحنا الوطنية ولهدفنا في دفع مصر إلى العودة الى عملية الديمقراطية الشاملة".
منصور يتلقى رسالتين من هولاند وكيري
هذا وتلقى الرئيس المصري عدلي منصور رسالتين من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ووزير الخارجية الاميركي جون كيري، بحسب ما اعلنت الرئاسة المصرية. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية عن المستشار الاعلامي للرئيس المصري ان منصور "تلقى رسالتين مساء اليوم، الاولى من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، والثانية من وزير الخارجية الاميركي جون كيري". وقال المسلماني "ان الرسالتين تتعلقان بخارطة الطريق، ومعالم المرحلة الانتقالية فى مصر"، من دون مزيد من التفاصيل.
تأتي هاتان الرسالتان وسط حركية دبلوماسية كثيفة في العاصمة المصرية للتوصل الى حل الازمة السياسية القائمة منذ الاطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في الثالث من تموز/يوليو. ويتشبث كل طرف في الازمة بموقفه بحيث يصر الاخوان وحلفاؤهم الاسلاميون على عودة "الشرعية" و"الرئيس المنتخب" ويضغطون من خلال حشد انصارهم خصوصًا عبر اعتصامين في القاهرة، كلفت الحكومة المصرية اليوم وزارة الداخلية فضهما.
وتعتبر السلطات المصرية الموقتة والقوى المعارضة للاسلاميين ان مرسي "فشل" في ادارة العملية السياسية في البلاد من خلال انحيازه الى حزبه، وان التظاهرات الشعبية ليوم 30 حزيران/يونيو، التي طالبت برحيله كانت "ثورة" على نظامه، ادت الى عزله من الجيش، وانه ليس امام الاخوان الآن الا الانضمام الى العملية الانتقالية الجديدة.