أخبار

بايعوا المرشد على الموت في سبيل حماية المشروع الإسلامي

مصادر لـ"إيلاف": الإسلاميون في مصر يواجهون فض اعتصاماتهم بـ"الإستشهاديين"

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تتصاعد سخونة الأجواء في مصر، بالتزامن مع تفويض مجلس الوزراء لوزارة الداخلية فض إعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، في ميداني رابعة العدوية، ونهضة مصر. حيث تتحضر جماعة الاخوان المسلمين لفض الاعتصامات بواسطة "الاستشهاديين".

صبري عبدالحفيظ من القاهرة: بينما تحرض القوى السياسية والثورية والأجهزة الرسمية على فض اعتصام مناصري الرئيس مرسي، بسبب إضراره بـ"الأمن القومي"، وبينما تخوص وزارة الداخلية حرباً نفسية ضد المعتصمين، تواصل جماعة الإخوان المسلمين تحصيناتها في الميادين، وتضع خططا لمواجهة هجمات محتملة من قوات الشرطة، تتمثل في إنشاء التحصينات بحجارة الأرصفة أو أكياس الرمال، إضافة إلى صنع أقنعة واقية من الرصاص أو الغاز من الخامات المتوفرة لديهم، سواء عبوات المياه الغازية الفارغة "الكانز"، أو أواني الطهي.
فرقة الاستشهاديينغير أن أخطر وأهم إستعدادات جماعة الإخوان التي بدأت فيها منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، تتمثل في إنشاء مجموعات الإستشهاديين، أو ما أطلقت عليه الجماعة "فرقة الإستشهاديين".وكشف مصدر مطلع في مقر اعتصام أنصار الرئيس "المعزول" محمد مرسي، بميدان رابعة العدوية، السر وراء وقوع قتلى من جماعة الإخوان أثناء المسيرات، واستخدام العنف من جانبهم، وقال المصدر إن عشرة آلاف من أعضاء الجماعة بايعوا المرشد العام للجماعة، محمد بديع، على الشهادة، حتى عودة الشرعية.وأضاف المصدر لـ"إيلاف" أن العشرة آلاف "إستشهادي" يقودون التظاهرات والمسيرات، ويقومون بعملية التأمين للإعتصامات في الميادين، مشيراً إلى أن "الإستشهاديين"، مسلحين بأسلحة نارية، وعادة ما يفتعلون المشاكل ويثيرون الشغب في مقدمة المسيرات، التي تنتهي بأعمال عنف وقتل، يسفر عنها قتلى ومصابون.وأوضح المصدر المقيم في ميدان رابعة العدوية باستمرار، أن من بين "الإستشهاديين" نساء وفتيات، منوهاً بأن العدد يتزايد باستمرار، وقد يرتفع إلى مائة ألف إستشهادي، حسبما تقتضي الحاجة.وأوضح المصدر أن المرشد يشرف شخصياً على عملية "البيعة بالإستشهاد"، ويقودهم تنظيمياً وتدريبياً الدكتور محمد البلتاجي، القيادي في حزب الحرية والعدالة، الذي يتطلع إلى تكوين "ميليشيا" حقيقية على غرار "ميليشيات البلطجية التي يقودها صبري نخنوخ" على حد قول المصدر.وأشار إلى أن الإستشهاديين بايعوا على الشهادة بأن يكونوا في مقدمة صفوف المتظاهرين أو المسيرات، للتصدي بصدورهم لرصاص البلطجية أو قوات الأمن، في حالة مهاجمة أية مسيرة أو فعالية مؤيدة لمرسي. ونبّه إلى أن "الإستشهاديين"، هم الذين سيتولون عملية التصدي لقوات الشرطة أثناء محاولتها فض الإعتصام، وسيتلقون الرصاص من القوات، وإذا استلزم الأمر التصدي بالقوة، سيقومون بهذه المهمة.ولفت إلى أن المرشد وقيادات الجماعة يسعون إلى إراقة المزيد من الدماء في الشوارع، حتى ولو كانت دماء أعضاء من الجماعة، لجذب انتباه المجتمع الدولي لمصر، وممارسة ضغوط قوية على السلطة في مصر، من أجل إعادة مرسي أو تحسين شروط التفاوض مع الحكومة. سياسة الاخوانتقديم قتلى ومصابين في الساحات، سياسة تعتمد عليها جماعة الإخوان والتيار الإسلامي، من أجل "الدفاع عن المشروع الإسلامي"، حتى لو وصل الأمر إلى حد تقديم عشرة آلاف قتيل، حسبما قال الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، في مقطع فيديو يتداوله النشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي، وقال أبو إسماعيل، المحبوس على ذمة قضايا تتعلق بالتحريض على قتل المتظاهرين: "لن نبتلع كرامتنا في أجوافنا من أجل الكراسي، بل ندافع عن مشروع، ـ يقصد المشروع الإسلامي ـ فداؤه دماؤنا وأرواحنا".وأضاف: "نقول للناس إجتمعوا، وسنرابط وليس لدينا سوى أن نبذل أرواحنا"، وتابع قائلاً: "أيه يعني لو عشرة آلاف واحد يبذلون أرواحهم في سبيل أن يحيا مائة مليون"، مشيراً إلى أن "مصر فيها 90 أو 100 مليون، ما من مشكلة أن تذهب أرواح 10 آلاف، والشهداء هم الرابحون". وواصل القول: "نحن لا نريد مناصب، نريد أن نموت في سبيل الله"، وقال: "الموت في سبيل الله أسمى أمانينا".وبدأت جماعة الإخوان تستعد لهجمات محتملة من قوات الشرطة، لفض الإعتصام، من خلال بناء المتاريس، بأكياس الرمال وحجارة الأرصفة، فيما تعمل النساء على تصنيع أدوات لمساعدة الرجال على التصدي للهجمات، ومنها أقنعة واقية من الغازات المسلية للدموع، باستخدام علب "الكانز"، أي عبوات المياه الغازية المصنوعة من الصفيح، إضافة إلى تصنيع دروع من أواني الطهي، إضافة إلى شراء وتخزين الأكفان، إستعداداً لدفن القتلى. استطلاع على سكان القاهرةيأتي هذا في الوقت، الذي أجرى مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، استطلاعاً على عينة عشوائية من سكان القاهرة والجيزة من خلال اللقاءات المباشرة وشبكة الإنترنت، حول مدى تقبل المصريين لفكرة استمرار اعتصامي ميداني رابعة العدوية والنهضة من عدمه، وما هي الطريق الأمثل لفض الاعتصامين، وما هي وجهة نظرهم في هوية المعتصمين هناك؟وأظهرت نتائج الإستطلاع، أن النسبة الأعلى من العينة اتفقت على أن الاعتصامين لم يكونا سلميين، وأوضح تقرير نتائج الإستطلاع، أن ٣٠٪ من العينة اتفقوا على أن المعتصمين في ميدان رابعة العدوية، هم مرتكبو أعمال عنف وإرهاب، بينما اتفق ٢٧٪ على أن المتظاهرين بعضهم سلميون ولكن يوجد بينهم إرهابيون.وعن رأي العينة في استمرار الاعتصامين من عدمه، أظهرت نتائج الإستطلاع، أن غالبية العينة تؤيد فكرة فض الاعتصام بنسبة ٦٣٪، ولكن بشكل غير عنيف، حيث رأت النسبة الأعلى وهي ٣٤٪ أن الطريقة المثلى لفض الاعتصامين هي التفاوض مع المعتصمين والتوصل لحل يرضيهم، تليها نسبة ٢١٪ تميل إلى تضييق الخناق على المعتصمين مثل منع دخول الأغذية والدواء، تليها نسبة ١٩٪ يميلون إلى فض الاعتصامين بالوسائل غير العنيفة كاستخدام خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع، تليها نسبة١٧٪ يميلون إلى فض الاعتصام بالطرق القانونية، ثم نسبة ٩٪ يرون ضرورة استخدام العنف المفرط في فض الاعتصامين.ومن جانبها، تقول داليا زيادة المديرة التنفيذية لمركز ابن خلدون: "يمكن تفسير اتفاق النسبتين الأعلى من العينة على وجود إرهابيين في الاعتصامين من خلال ما يذاع من قيادات جماعة الاخوان المسلمين والمؤيدين لهم على منصتي رابعة العدوية والنهضة، بجانب التصريحات عبر شبكات التواصل الاجتماعي وعلى شاشات التلفزيون من دعاوى للإرهاب وتحريض على ممارسة العنف، والتي ارتبطت جميعاً بوقائع قتل وتعذيب لمواطنين عزل."وأضافت في تصريح لها: "على الرغم من أن الغالبية العظمى تميل إلى فض الاعتصام، إلا أنهم يبغون عمل ذلك بأقل خسائر ممكنة لا سيما في الأرواح، وهو أمر يدعو للتفاؤل بأن الشعب المصري ما زال ينظر لأنصار مرسي - رغم ممارساتهم العنيفة والمعادية للهوية المصرية - على أنهم جزء من جسد الوطن قابل للعلاج وليس للبتر كلياً." استمرار ثورة الشعبوبالمقابل، وصف التحالف الوطني لدعم الشرعية الذي يضم عددًا من الأحزاب الإسلامية، "ما يجري الآن في ميادين رابعة العدوية والنهضة وغيرهما من الميادين في طول مصر وعرضها، إنما هو في حقيقته وجوهره استمرار لثورة الشعب المصري التي بدأها في الخامس والعشرين من يناير 2011". مشيراً إلى أن "الثورة لا تعترف بحكومة الانقلاب ولا بما يصدر عنها من قرارات أو نقل تفويضات، وأنها مستمرة رغم كل التهديدات، ولن يثنيها أحد مهما كانت قوته عن ممارسة حقها في الاعتصام والتظاهر بكافة أشكاله السلمية".ووصف التحالف "الإرهاب الحقيقي الذي يهدد الأمن القومي هو ما يمارسه الآن الإنقلابيون من إبادة جماعية ومجازر دموية للمتظاهرين السلميين وسعي مستمر لتغيير دور الجيش من حامٍ لحدود الوطن إلى توجيه الرصاص والسلاح لصدور أبناء الوطن، واستمرار الانتهاك لكافة الحقوق والحريات والتوظيف المشين للقضاء في مواجهة الخصوم السياسيين".ودعا التحالف "كافة المنظمات الدولية والحقوقية لزيارة مواقع الاعتصام وحضور فعاليات المعتصمين لتبين الحقيقة من أن النظام الانقلابي الدموي هو من يمارس الإرهاب والإبادة والقتل والتهديد والترويع على المعتصمين الذين يتمسكون بسلميتهم رغم ما يتعرضون له من مجازر وحشية". على حد قول التحالف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف