الأهالي يصلحون ما هدمته الحرب
القصير السورية تستعيد الحياة تدريجيًا
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
السكان ينفذون الاصلاحاتعلى الحاجز النصفي الفاصل بين جانبي الطريق، يعمل ثلاثة اشخاص على إزالة الحشائش الضارة، ويزرعون أشجار النخيل ويقلمون ورود الدفلى الزهرية اللون.خلفهم، لافتة من الحديد زرقاء اللون كتب فيها بالابيض: "مصرف التوفير-فرع القصير"، خرقها الرصاص. امامها، لم يبقَ من التمثال الاسمنتي للراحل باسل الاسد، شقيق الرئيس الحالي بشار، سوى هيكل حديدي.ويقول فادي (50 عامًا)، وهو خياط تعرض متجره لدمار كامل: "ازرع هذه الاشجار لأنها ترمز الى الحياة والحب. الارهابيون دمروا مدينتنا ونحن سنعيد بناءَها لأنني أرغب في رؤية بلادي خضراء مجدداً وعودة السكان".ويستخدم نظام الرئيس الاسد عبارة "ارهابيين" للاشارة الى مقاتلي المعارضة الذين لا يحظون بمحبة كبيرة في صفوف الناس العائدين الى المدينة التي سيطر عليها المعارضون لاكثر من عام.وفي الخامس من حزيران (يونيو)، سيطرت القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني على مدينة القصير في ريف حمص، بعد معركة ضارية استمرت قرابة ثلاثة اسابيع. آثار الحربوتبدو آثار المعارك بوضوح في كل انحاء المدينة التي استحالت مبانيها كتلاً اسمنتية خرقها الرصاص والقذائف، كما تضررت البنية التحتية في المدينة بشكل كبير.ويعمل الموظفون في شركة الكهرباء على اعادة مد خط للتوتر العالي، وتثبيت خطوط جديدة وأعمدة انارة في "شارع الجلاء" الذي يحمل هذا الاسم احتفاء بمغادرة الجيش الفرنسي لسوريا في العام 1946.وفي مبنى الاتصالات، تبدو الاضرار واضحة في التمديدات والسنترالات التي احرقت جميعها.ويقول المدير الجديد للمركز مطانيوس الشاعر إن "الارهابيين دمروا كل شيء قبل 48 ساعة من تحرير المدينة، والاضرار تصل كلفتها الى مليار ليرة سورية (57 مليون دولار)".ويضيف هذا الموظف الذي عين حديثًا بعد فرار سلفه مع المقاتلين: "انتهينا للتو من تثبيت مركز اتصالات بسعة 1200 خط للسكان والخدمات الحكومية، و80 من هذه الخطوط هي عاملة. لكن قبل ذلك، كانت السعة اكبر بكثير".ولا يملك المسؤولون المحليون ارقامًا دقيقة لأعداد السكان الذين عادوا الى المدينة. ففي حين يقدر الشاعر العدد بنحو ألفي شخص، تقول رئيسة البلدية شذا مراد إن العائدين لم يتجاوزوا 600 شخص حتى تاريخه.وفي غرب المدينة حيث الاحياء ذات الغالبية السنية المتعاطفة اجمالًا مع المعارضة، لا تزال المناطق مقفرة في شكل كامل باستثناء ثلاثة اشخاص.
الحياة تعود تدريجيًاويستخدم محمود أحمد (74 عامًا) الموظف السابق في الدولة، دراجته الهوائية لينتقل الى احد الينابيع لملء دلوين بالماء.لم يترك محمود وزوجته فتون المدينة سوى ليومين اشتدت فيهما المعارك بشكل غير مسبوق. وتقول الزوجة في مطبخها المظلم: "لا نملك المال لاستئجار منزل، لذلك عدنا، حتى في ظل عدم توافر الماء والكهرباء".ويأمل جارهما عبدالله مسرة الذي بقي في القصير بدوره، بأن تتمكن عائلته من العودة بعد عيد الفطر الاسبوع المقبل.وتبدو الحياة في الاحياء ذات الغالبية المسيحية في شرق المدينة اكثر حركة. وبين طرفي المدينة، قرب ساحة الساعة وسط القصير، تبدو آثار الحرب ظاهرة على المسجد الكبير وكنيسة مار الياس للروم الارثوذكس.وتملأ الثقوب القبة الذهبية لهذه الكنيسة التي بات جرسها غير قابل للاستخدام. وفي الداخل، تعرض المذبح الرخامي للكسر، في حين احترقت أجزاء من ايقونة تجسد القديس الياس.وعلى الجدار الداخلي الاصفر، كتبت شعارات مثل "سوف ينتصر دين سيدنا محمد باذن الله على الطغاة"، و"حزب الله حرر هذه الكنيسة".ويقول جعفر نصور (40 عامًا): "نظفنا كنيستنا المتضررة ومعاً سنحاول اعادتها الى سابق عهدها بامكاناتنا المتواضعة"، مشيرًا الى أن المطرانية "لم تصب بأي أذى، ويقوم كاهن كل احد بترؤس القداس" في المدينة التي يشكل المسيحيون عشرة في المئة من سكانها.وعلى الطرف الآخر من الساحة، يبدو المسجد في حال يرثى لها، بعد تدمير نصف مئذنته، وتكدس الحجارة والزجاج المتكسر في قاعة الصلاة.ويقول المقدم رائد عبود المسؤول عن الامن في المدينة: "نحن في طور القيام بكل ما يجب لإعادة الامور الى سابق عهدها، لكن في ما يتعلق بإعادة الاعمار يجب الانتظار لأننا بلد في حالة حرب".
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف