أخبار

خامنئي: نسانده طالما بقي وفيًا لقيم النظام الاسلامي

روحاني في خطاب تنصيبه: سأرفع العقوبات الظالمة عن إيران

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تولى حسن روحاني مهام رئيس إيران السبت، ليحل محل محمود أحمدي نجاد بعد أن نصبه رسمياً الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.

طهران: تولى رجل الدين المعتدل حسن روحاني الداعي الى الحوار مع العالم، رسميًا السبت مهام الرئاسة في ايران واعدًا بالعمل على "رفع العقوبات الظالمة" التي يفرضها الغرب على بلاده بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.

وجرى حفل التنصيب في حسينية الامام الخميني في مجمع المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية اية الله علي خامنئي، القائد الحقيقي للنظام، في حضور كبار المسؤولين الايرانيين.

وكتب المرشد الاعلى علي خامنئي في مرسوم تنصيب روحاني الذي تلاه رئيس مكتبه "أن اختيار رجل كفؤ خدم مؤسسات (الجمهورية الاسلامية) لثلاثة عقود وقاوم كرجل دين في وجه الاعداء انما يوجه رسالة وفاء للنظام وثقة في رجال الدين".

والقى بعدها خامنئي كلمة حذر فيها أنه "ينبغي ألا نتوقع تسوية المشكلات في وقت سريع" مشددًا على أن "ضغوط اعدائنا" تثبت أنه ينبغي "تعزيز البلاد من الداخل".

وبذلك اصبح روحاني سابع رئيس للجمهورية الاسلامية لولاية من اربع سنوات بعدما انتخب في 14 حزيران/يونيو منذ الدورة الاولى بحصوله على 51% من الاصوات.

ويتولى مهام الرئاسة خلفًا لمحمود احمدي نجاد الذي طبعت ولايتاه المتتاليتان بتوتر شديد مع الغرب حول عدة ملفات ابرزها الملف النووي.

ودعا الرئيس الجديد الى "توافق بناء مع العالم" لتسوية هذه الازمة والتوصل الى رفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية الغربية التي تخنق اقتصاد ايران.

وتراجعت عائدات النفط باكثر من النصف، من اكثر من مئة مليار دولار الى اقل من خمسين مليارًا بين 2011 و2012 بسبب العقوبات. وادى ذلك الى تراجع قيمة العملة الايرانية والى تضخم تجاوز الاربعين في المئة.

وتعهد روحاني في خطاب بأن "الحكومة ستعمل على انقاذ الاقتصاد واحياء التوافق البناء مع العالم واتخاذ خطوات جديدة لصون عظمة ايران وضمان المصالح الوطنية ورفع العقوبات الظالمة" المفروضة على البلاد.

وقال "إن البلاد بحاجة الى تصميم وطني على الابتعاد عن التطرف و(تبني) سياسات معتدلة".

وتتوقع وسائل الاعلام المحلية أن يقدم روحاني الوفي للنظام وللمرشد الاعلى الاحد تشكيلة حكومته المؤلفة بشكل اساسي من تكنوقراط محنكين على أن يصادق عليها مجلس الشورى.

وبعد ايام على انتخاب روحاني وعد الرئيس الجديد بمزيد من "الشفافية" في البرنامج النووي لإثبات طبيعته السلمية، رافضًا تعليق تخصيب اليورانيوم.

وتتهم الدول الغربية واسرائيل طهران بالسعي الى صنع سلاح نووي تحت غطاء برنامجها المدني، الامر الذي تنفيه الجمهورية الاسلامية تكرارًا.

ولقي انتخاب روحاني استحسانًا لدى الاسرة الدولية التي رأت في ذلك بصيص امل في أن تعمد طهران الى مزيد من الليونة في سياستها.

وكان روحاني وافق حين كان كبير المفاوضين في الملف الايراني بين 2003 و2005 في عهد الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي على تعليق تخصيب اليورانيوم.

وهو قريب من الرئيس السابق المعتدل اكبر هاشمي رفسنجاني الذي دعا مثل خاتمي الى التصويت له.

وبعدما ضاعف احمدي نجاد الهجمات والخطب النارية ضد اسرائيل مشككًا في حقيقة محرقة اليهود ابان الحرب العالمية الثانية، ومؤكدًا أن هذا البلد "سيزول عن الخارطة" حمل روحاني ايضًا الجمعة على "العدو".

وقال في يوم القدس الجمعة: "في منطقتنا، نشأ جرح منذ سنوات في جسم العالم الاسلامي تحت ظل احتلال ارض فلسطين المقدسة وقدسنا الغالي".

وسارعت اسرائيل الى التنديد بهذه التصريحات معتبرة أن "الرئيس تغيّر في ايران لكن هدف النظام في صنع السلاح النووي من اجل تهديد اسرائيل والشرق الاوسط والسلام والامن في العالم اجمع لم يتغيّر".

ولا تعترف ايران بوجود اسرائيل وتدعم الحركات الاسلامية الفلسطينية وحزب الله الشيعي اللبناني المعادي لها.

وسيؤدي روحاني اليمين الاحد امام مجلس الشورى في حفل دعت اليه ايران للمرة الاولىقادة اجانب.

وسيحضر حوالي عشرة من رؤساء دول المنطقة المراسم، وخافيير سولانا وزير الخارجية الاوروبي السابق الذي قاد المفاوضات النووية مع ايران باسم القوى الكبرى.

المعارضة: لا أمل في التغيير مع روحاني

أعلنت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية (معارضة في المنفى) مريم رجوي انه "لا يوجد اي امل بالتغيير" في ايران مع تسلم الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني رئاسة البلاد.

وقالت رجوي في تصريح لفرانس برس قبل مشاركتها في افطار في باريس مع انصارها "لا يوجد لدينا اي امل بحصول تغيير في ايران لان روحاني تسلم خلال 34 عاما مناصب اساسية في نظام الملالي".

واضافت ان الرئيس الجديد "لا يملك السلطة ولا الرغبة" بتغيير النظام القائم في ايران.

وتابعت رجوي "ان السلطة في يد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية، اكان بالنسبة الى سياسات القمع او بالنسبة الى سوريا والعراق والملف النووي".

واضافت "ان هذا النظام لا يمكن ان يتراجع ولو خطوة واحدة، لانه لو فعل ذلك لحصلت ثورة في ايران واطيح به".

واعتبرت ان المفاوضات حول الملف النووي الايراني "ليست سوى سراب" يتيح لطهران "كسب الوقت".

واضافت رجوي "لا بد من اعتماد سياسة حازمة مع نظام الملالي اي تعزيز العقوبات ودعم المقاومة الايرانية".

وقالت انه في هذه الحالة "فان النظام اما سيتراجع ما سيؤدي الى انفجاره من الداخل، او سيتشدد فيدخل في مواجهة مع المجتمع الدولي ما سيؤدي الى الاطاحة به".

حول السياسة الاقليمية قالت رجوي ان النظام الايراني "يسعى الى تأجيج التوترات بين الشيعة والسنة".

روحاني: رجل دين معتدل يرغب بالتقارب مع الغرب

الرئيس الايراني الجديد حجة الاسلام حسن روحاني الذي تسلم سلطاته السبت، هو رجل دين في الرابعة والستين من العمر يعرف عنه اعتداله وانفتاحه على الحوار مع الغرب.

وفي حين لم تكن لدى هذا المفاوض الايراني السابق في الملف النووي آمال كبيرة قبل فتح صناديق الاقتراع في الرابع عشر من حزيران/يونيو الماضي، فقد فاز بـ 50,68 في المئة من الاصوات من الدورة الاولى، مستفيدًا من انقسام معسكر المحافظين وانسحاب المرشح الاصلاحي الوحيد محمد رضا عارف من السباق.

عرف روحاني باعتداله الكبير في خطاباته وبقربه من الرئيس الاسبق اكبر هاشمي رفسنجاني (معتدل)، الذي دعا مثل خلفه محمد خاتمي (اصلاحي) الى التصويت لروحاني. وتمكن هذا "الحلف المقدس" في بضعة ايام من تعبئة قسم كبير من الناخبين كان يريد مقاطعة الانتخابات بعد قمع تظاهرات اعقبت انتخابات 2009.

وتولى روحاني، خلال مسيرته الطويلة منصب نائب رئيس مجلس الشورى الايراني، كما كان كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي بين عامي 2003 و2005. وفي هذه الفترة حاز لقب "الشيخ الدبلوماسي".

وفي العام 2003، خلال محادثات مع باريس ولندن وبرلين، وافق روحاني على تعليق تخصيب اليورانيوم وتطبيق البروتوكول الاضافي لمعاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية للسماح بعمليات تفتيش غير معلنة مسبقًا للمنشآت النووية الايرانية.

واكسبه هذا القرار احترام الغربيين لكنّ المحافظين اتهموه بالوقوع تحت "سحر ربطة عنق وعطر جاك سترو" وزير الخارجية البريطاني حينها.

وخلال الحملة الانتخابية، كرر روحاني تأييده اعتماد سياسة اكثر مرونة تجاه الغرب لوضع حد للعقوبات المفروضة على ايران، والتي تغرق البلاد في أزمة اقتصادية خطيرة. واختار روحاني المناهض لمحمود احمدي نجاد الذي أخذ عليه معاداته المجانية للمجتمع الدولي، شعاراً لحملته مفتاحًا يرمز لفتح باب الحلول لمشاكل البلاد.

وقال في أحد تصريحاته: "حكومتي لن تكون حكومة تسوية واستسلام (في الملف النووي) لكننا لن نكون كذلك مغامرين"، مضيفًا أنه سيكون "مكملاً (لسياسات) رفسنجاني وخاتمي". ولم يستبعد اجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، العدو التاريخي للجمهورية الاسلامية، لايجاد حل للازمة النووية، رغم وصف هذه الخطوة بـ"الصعبة".

غير أنه بحسب الدستور الايراني، فإن صلاحيات الرئيس محدودة في الملفات الاستراتيجية مثل النووي التي هي بيد المرشد. وعشية تنصيبه رئيسًا وبمناسبة يوم القدس وصف روحاني اسرائيل بـ"الجرح" في العالم الاسلامي.

وقال: "في منطقتنا، نشأ جرح منذ سنوات في جسم العالم الاسلامي تحت ظل احتلال ارض فلسطين المقدسة وقدسنا الغالي".

وروحاني رجل دين برتبة حجة الاسلام، ويعتمر عمامة بيضاء ويطلق لحية اختطها الشيب يهتم بها بعناية.

وفي رصيد روحاني المؤيد المتحمس لمؤسس جمهورية ايران الاسلامية اية الله الخميني، رصيد طويل من العمل السياسي.

ولا يزال ممثلاً لاية الله علي خامنئي في المجلس الاعلى للامن القومي. الا أنه ترك منصبه كأمين عام لهذا المجلس بعد انتخاب احمدي نجاد في العام 2005.

وبعد فترة وجيزة، اعادت ايران اطلاق برنامجها لتخصيب اليورانيوم، ما استدعى زيادة العقوبات عليها من جانب الامم المتحدة والقوى الكبرى التي فرضت عليها عقوبات اقتصادية.

كما أنه عضو في مجمع علماء الدين المجاهدين الذي يضم رجال دين محافظين. لكن في السنوات الاخيرة، اقترب من الاصلاحيين.

بيد أنه حرص اثناء الحملة الانتخابية على ابقاء مسافة بينه وبين المرشحين الاصلاحيين اللذين خسرا انتخابات 2009 مير حسين موسوي ومهدي كروبي الموضوعين قيد الاقامة الجبرية.

ويتحدر روحاني من منطقة سرخه بمحافظة سمنان جنوب شرق طهران. وهو حائز شهادة دكتوراه من جامعة غلاسكو، متزوج وله اربعة اولاد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف