برلمانيون ورجال دين يدعون لمواجهة حرب إيران الطائفية
مؤتمر باريس يرفض استنساخ نظام ولاية الفقيه في العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بحث برلمانيون ورجال دين وحقوقيون عرب وأجانب خلال اجتماع في باريس تشكيل جبهة شعبية لمواجهة حروب إيران الطائفية واتهموا نظام طهران بزعزعة أمن المنطقة من خلال تدخله في شؤون دولها بينما رفض نائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي ما أسماه باستنساخ نظام ولاية الفقيه في العراق.
خلال الاجتماع الذي عقد الليلة الماضية في العاصمة الفرنسية بمشاركة أكثر من الف شخص من داعمي المعارضة الإيرانية من مختلف دول العالم برعاية رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي، شدد رئيس الوزراء الجزائري الاسبق رئيس اللجنة العربية الاسلامية للدفاع عن سكان أشرف لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة على ضرورة حماية سكان مخيمي أشرف وليبرتي لعناصر المنظمة في العراق من الهجمات التي تنفذها ميليشيات عراقية مسلحة ضد سكانهما البالغ عددهم حوالى 3200 شخص وأدت لحد الان إلى مقتل 10 منهم واصابة 170 اخرين.
أما السيدة انيسة زوجة الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين فقد اتهمت جماعات اسلامية متطرفة بتشويه سمعة الاسلام ودعت إلى اجراءات فعالة تحمي سكان مخيمي آشرف وليبرتي من "الاعتداءات الارهابية" التي تشن ضدهم.
رجوي: حل مشاكل المنطقة بإسقاط النظام الإيراني
وفي كلمة لها اتهمت رجوي نظام طهران بتأجيج النعرات الطائفية في المنطقة وتشجيع المتطرفين الاسلاميين على تشويه صورة الاسلام. وأشارت إلى أنّه لذلك فان شعوب إيران والعراق وسوريا ومصر تنتفض حاليا ضد هيمنة التطرف الاسلامي الذي يسعى لإقامة نظم دكتاتورية واستخدام الاسلام لمصالحه.
وأضافت أن حكام إيران يعتقدون انهم قادرون على تغيير المنطقة لصالحهم لكنهم سيفشلون في مسعاهم هذا لان القوى الديمقراطية في إيران وبقية دول المنطقة ستقف ضد التطرف الاسلامي مشددة على ان المتاجرة في الدين في إيران ستصل إلى نهايتها قريبا والانتفاضات التي تقوم بها الشعوب ستقرب ذلك اليوم.
وأشارت إلى أنّ القوى المتطرفة التي لم تناضل مع شعوبها سعت إلى حرف الربيع العربي الذي اسقط اربع دكتاتوريات عن اهدافه. وأوضحت ان المعارك الشجاعة التي يخوضها الشعب السوري وانتفاضة الشعب المصري وتظاهرات العراق الاحتجاجية التي امتدت إلى جنوب البلاد ستفشل مخططات الرجعية الإيرانية والمتعاونين معها في المنطقة.
وأضافت رجوي ان الديمقراطية في المنطقة هي العدو الاكبر للنظام الإيراني لذلك فهو يسعى لإجهاضها فهو لايريد فرض حكم الشيعة على السنة وانما توسيع حكمه في المنطقة للحفاظ على بنيانه الهش.
وأوضحت ان ذلك النظام يؤجج الحرب الطائفية في العراق ويسعى لتقسيم صفوف الفلسطينيين كما يدعم التيارات الدينية المتطرفة في مصر وتونس.. وهو يرتكب مجازر في إيران والعراق ضد الشيعة كما يقتل السنة في البلدين وفي سوريا يقتل السنة كما يهاجم مساجد السنة في العراق ووصل به الامر إلى تفجير مرقدي الامامين الجوادين في سامراء. وأكدت ان نظام طهران يمارس الاستبداد تحت ستار الدين وينفق اموال الشعب على ترسانته النووية.
لكن رجوي قالت إن التغيرات التي تشهدها المنطقة خلال السنوات الاخيرة تؤكد ان التطرف الديني قد فشل وهو يواجه الان انتفاضة الشعوب ضد استخدام الاسلام لتشكيل نظم فاشية دكتاتورية. وشددت على الحاجة الان إلى بديل سياسي وثقافي للقضاء على التطرف الديني وذلك من خلال التركيز على ان الاسلام هو دين التعايش والمحبة والمساواة والدفاع عن مصالح الناس وفصل الدين عن الدولة والتسامح مع الاديان الاخرى واحترام حقوق الانسان.
وحول اوضاع مخيمي آشرف وليبرتي قالت رجوي ان العالم مطالب بدعم سكانهما الذين يناضلون ضد نظام ولاية الفقيه والملالي الذين آشرفوا على مهاجمتهم ثلاث مرات وهم معرضون حاليا لصواريخ عصابات الميليشيات العراقية المرتبطة بحكام إيران والمحمية من قبل الحكومة العراقية التي تشجع على شن هجمات جديدة إرضاء لطهران.
ووصفت الحديث عن نقل سكان المعسكرين إلى دول ثالثة بانه سراب وقالت إنه لم يتم لحد الان غير ترحيل ما نسبته 4 بالمائة من مجموع عدد السكان. وأوضحت انه لذلك فان بقاءهم تحت رحمة الصواريخ امر غير مقبول ويجب على الفور اعادة سكان ليبرتي إلى آشرف حيث الامن فيه افضل وذلك إلى أن يرحّلوا إلى بلدان ثالثة.
ودعت إلى الحذر من مخططات إيران في استخدام التناحر الطائفي والتطرف الديني للدفع بشعوب المنطقة إلى الاقتتال في ما بينها ودعت إلى رص الصفوف وحشدها ضد الدكتاتوريات الدينية. وأشارت إلى أنّ نظام ولاية الفقيه يعيش حاليا دون رصيد شعبي والرئيس الجديد حسن روحاني محاط بالازمات وفي مقدمها تصاعد الغضب الشعبي والازمة الاقتصادية والملف النووي والحرب في سوريا والعراق الامر الذي سيؤجج انتفاضة شعبية داخلية ستسقطه بالتأكيد. وشددت على ان الحل لجميع مشاكل المنطقة يكمن في اسقاط نظام ولاية الفقيه على ايدي الإيرانيين.
الهاشمي: العراقيون يرفضون استنساخ نظام ولاية الفقيه
ومن جهته، قال نائب الرئيس العراقي السابق المحكوم بالإعدام غيابيا طارق الهاشمي ان العراق يفتقد حاليا إلى الحرية والعدالة والمساواة التي ذبحتها حكومة نوري المالكي (رئيس الوزراء العراقي) ليحل محلها القمع والتهميش والفساد والديكتاتورية. وأضاف في كلمة مسجلة عرضت خلال الاجتماع ان العراق قد خرج من الدولة المدنية منذ وصول حزب الدعوة (بزعامة المالكي) إلى الحكم حيث أفقد العملية السياسية أهم اركانها وهي الشراكة ليحل محلها الاستبداد بالسلطة.
وقال إن العراق يعيش حاليا تحت حكم هجين مشوه في حكومة تكرس الدولة الطائفية وجعلت من العراق دولة تابعة لإيران تنفذ أجندتها وسياساتها وأطماعها التاريخية. وأضاف انه لكل ذلك فإن العراقيين يعانون حكومة المالكي التي تدعم النظام السوري ضد الشعب وتقوم بضخ مليارات الدولارت لدعم اقتصاد إيران ونظام دمشق وحزب الله في وقت تعيش فيه نسبة كبيرة من العراقيين تحت خط الفقر.
وقال الهاشمي ان العراق اصبح يهدد الامن القومي العربي وملاذا للميليشيات الطائفية ومركزًا للساعين إلى تفتيت وتقسيم شعبه طائفيا وعرقيا فمن خلال أجندة إيرانية مفروضة ينفذها المالكي. وشدد على ان العراقيين يرفضون تبعية بلدهم إلى إيران كما يعارضون بشدة استنساخ نظام ولاية الفقيه في العراق. ودعا الى حماية اللاجئين الإيرانيين على ارض العراق من صواريخ الميليشيات المرتبطة بإيران وتوفير مستلزمات الحياة الكريمة لهم وأكد دور الامم المتحدة في هذا المجال.
شخصيات تتهم إيران بدعم التطرف
ومن جانبه قال النائب في البرلمان الاردني محمد الحاج ان النظام الإيراني مسؤول عن زرع الفتنة الطائفية في المنطقة من خلال تدخلاته السافرة في شؤون دولها الداخلية. اما وزير الخارجية الفرنسي السابق بيرنارد كوشنر فقد شدد على ضرورة فصل الاسلام عن الارهاب والتطرف والتخلف.
اما العميد في الجيش السوري الحر عبد الاله النعيمي فقد أكد ان اصدقاء الشعب السوري لم يقدموا اي دعم او مساعدة للشعب وقال إن رفع الاتحاد الاوروبي لحظر السلاح عن المعارضة السورية مجرد كلام فارغ. ودعا إلى ضربة جوية لاهداف سورية عسكرية تحت مظلة الاتحاد الاوروبي وبمشاركة الولايات المتحدة من اجل فتح الطريق امام خلاص السوريين. ووعد الاوروبيين بانهم اذا ما قرروا تزويد الجيش الحر بالاسلحة فانه يضمن بقاءه بايد امينة لن تستخدمه الا ضد نظام بشار الاسد.
اما الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين فقد حمل النظام الإيراني مسؤولية الانقسام الفلسطيني الفلسطيني وقتل العراقيين على الهوية والان قتل السوريين من خلال حرسه الثوري الذي يدمر المساجد والبيوت في سوريا. ودعا إلى اجراءات فاعلة تحمي سكان مخيمي آشرف وليبرتي من الاعتداءات التي تستهدفهم.
وفي كلمته قال البرلماني المصري محمد العربي إن الشعب المصري اثبت في 30 يونيو انه لا ارادة فوق ارادة الشعب حيث فرض قراره بالخلاص من الدكتاتورية والفاشية الدينية واقامة نظام مدني لايقصي احدا من ابناء البلد.
أما وزير الامن الاميركي السابق فقد اتهم النظام الإيراني بقتل 30 الف إيراني معارض بفتوى من خميني في بداية الثمانينات وقال إن هذا النظام يدعم حاليا التطرف والارهاب في المنطقة مؤكدا ان هذه الممارسات هي جزء من تشكيلته الحاكمة.
ثم تحدث برلمانيون وحقوقيون وناشطون من الولايات المتحدة وايطاليا سوريا ومصر والجزائر والأردن وتونس وفلسطين والمغرب والجزائر وتونس وموريتانيا وليبيا واليمن إضافة إلى افغانستان واذربيجان عن الدور الإيراني التخريبي في المنطقة وشددوا على ضرورة تظافر الجهود لمواجهة واسقاط مخططاته الرامية إلى إشعال فتنة طائفية في المنطقة.