بيرنز يواصل زيارته والإخوان مصرّون على عودة مرسي
السيسي ملتقيًا إسلاميين: حل الأزمة ممكن سلميًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أعلن الجيش المصري أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي النائب الأول لرئيس الوزراء قائد الجيش التقى اليوم الاحد "بعض ممثلي التيارات الدينية الإسلامية" لبحث الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد.
القاهرة: التقى الفريق اول عبد الفتاح السيسي اليوم الاحد "بعض ممثلي التيارات الدينية الإسلامية" لبحث الأزمة السياسية المستمرة في البلاد منذ ازاحة الرئيس محمد مرسي الذي اصر الإخوان المسلمون في بيان الجمعة على عودته الى السلطة.
وأعلن الإخوان المسلمون موقفهم هذا غداة لقاء مع مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز الذي قرر تمديد زيارته ليوم واحد. وسيلتقي بيرنز اليوم رئيس الوزراء حازم الببلاوي ونائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي.
وفي أول زيارة الى مصر لمسؤول قطري منذ ازاحة الرئيس الإسلامي، وصل وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية فجر اليوم الاحد الى القاهرة التي تشهد نشاطا دبلوماسيا مكثفا لتسوية الأزمة التي نشبت بعد اقصاء مرسي.
وقال العقيد احمد علي إن السيسي التقى "بعض ممثلي التيارات الدينية الإسلامية" واكدأن "الفرص متاحة لحل الأزمة سلميا شريطة التزام كافة الاطراف بنبذ العنف وعدم تعطيل مرافق الدولة او تخريب المنشآت العامة". لكن الناطق باسم الجيش لم يحدد ممثلي التيارات الدينية التي التقاها السيسي.
ودعا الفريق اول السيسي ايضا الى "الالتزام بخارطة المستقبل التي ارتضاها الشعب المصري كأحد مكتسبات ثورة 30 حزيران (يونيو)"، يوم بدء الاحتجاجات على الرئيس الإسلامي محمد مرسي الذي عزله الجيش بعد ثلاثة ايام على ذلك.
وكان حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، قال في بيان ان وفدا من "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" التقى صباح السبت بيرنز بحضور السفيرة الاميركية آن باترسون وممثل الاتحاد الأوروبي برناندينو ليون.
واضاف ان هذا التحالف الذي يضم مجموعات إسلامية مؤيدة لمرسي اكد لمحادثيه تمسكه بموقفه المطالب ب"عودة الرئيس والدستور ومجلس الشورى". كما اكد ترحيبه "بأية حلول سياسية تقترح على أساس قاعدة الشرعية الدستورية ورفض الانقلاب".
ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن مصدر دبلوماسي ان بيرنز التقى في احد فنادق القاهرة وفد "التحالف الوطني لدعم الشرعية" الذي ضم عمرو دراج ومحمد على بشر. وذكرت الوكالة أن بيرنز قرر تمديد زيارته للقاهرة يوما آخر ليختتمها الاحد بدلا من السبت. ونقلت عن المصدر الدبلوماسي ان المسؤول الاميركي سيلتقي الاحد الببلاوي والسيسي.
وكان بيرنز التقى امس الرئيس المصري الموقت عدلي منصور ونائبه للعلاقات الدولية محمد البرادعي ووزير الخارجية نبيل فهمي.
وقد رأى مراقبون أن زيارة بيرنز المفاجئة الى القاهرة تشكل فرصة أخيرة لتفادي وقوع مواجهة بين قوات الامن والاف المتظاهرين من أنصار الإخوان المسلمين المعتصمين منذ شهر في منطقتي رابعة العدوية والنهضة في القاهرة للمطالبة بعودة مرسي.
وقال حزب الحرية والعدالة في البيان ان وفد التحالف ابلغ بيرنز ايضا رفضه "للتصريحات الصادرة عن (وزير الخارجية) جون كيري مؤخرا والداعمة للانقلاب العسكري في مخالفة واضحة للشرعية الدستورية التي تعارفت عليها الدول الديمقراطية".
وكان كيري اثار غضب انصار مرسي بتصريحه ان الجيش "اعاد الديمقراطية" بعزله مرسي نزولا عند طلب "ملايين الملايين من الناس". وتبدو اجواء زيارة بيرنز متباينة مع تصريحات كيري، ما يكشف ارتباك الادارة الاميركية في مواجهة الأزمة التي يعيشها حليفها الرئيس في المنطقة الذي يشكل عنصرا اساسيا في عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
وتقدم واشنطن كل سنة مساعدة بقيمة 1,3 مليار دولار الى الجيش المصري ولو اعتبرت الولايات المتحدة ازاحة مرسي بمثابة انقلاب، لكان القانون الاميركي ألزمها بوقف هذه المساعدة على الفور. من جهته، دعا قائد الجيش المصري والرجل القوي في البلاد الفريق اول السيسي السبت الولايات المتحدة الى الضغط على الإسلاميين من اجل "وضع حد" لأعمال العنف.
وقال السيسي في مقابلة نشرتها صحيفة واشنطن بوست على موقعها على الانترنت ان "الادارة الاميركية لديها وسائل ضغط قوية ونفوذ كبير على الإخوان المسلمين واود منها ان تستخدمها لوضع حد للنزاع".
واكد "التحالف الوطني لدعم الشرعية" انه سيواصل الاعتصامات التي ينظمها انصاره ولا سيما في رابعة العدوية والنهضة في القاهرة، مؤكدا ان هذه الاعتصامات التي تطالب السلطات الانتقالية الإسلاميين بفضها تحت طائلة فضها بالقوة "حركة سلمية بالكامل وذلك طبقا للحق الطبيعي في التظاهر والاعتصام".
وبعدما أدان "أية دعاوى أو أعمال عنف بما فيها ما يحدث من اعتداءات إجرامية في سيناء" ضد الجيش والشرطة، أكد التحالف استعداده لقبول "قيام أية منظمات حقوقية دولية مشهود لها بالنزاهة مستقلة بزيارة جميع ساحات الاعتصام للتأكد من خلوها من أية أسلحة".
وطالب التحالف ايضا "بتحقيق دولي محايد لانتهاكات حقوق الإنسان التي تمت في ظل الانقلاب العسكري بما في ذلك قتل المتظاهرين السلميين وتلفيق التهم ومصادر حرية التعبير وإغلاق القنوات الفضائية".
ومنذ عزل الجيش لمرسي في 3 تموز/يوليو اثر احتجاجات شعبية غير مسبوقة، يكرر الإسلاميون المطالب نفسها.
وقتل أكثر من 250 شخصا منذ شهر في الاشتباكات بين الشرطة والإسلاميين وفي هجمات على قوات الشرطة والجيش في شمال سيناء. وبين الضحايا 50 متظاهرا قتلوا في مواجهات امام مقر الحرس الجمهوري.
وكانت وزارة الداخلية المصرية دعت المحتجين في رابعة العدوية والنهضة الى انهاء اعتصامهم، مؤكدة في الوقت نفسه انها "تجدد تعهدها بتوفير الحماية اللأزمة لهم والدفاع عن حقوقهم وضمان خروجهم الآمن وعودتهم السالمة إلى بيوتهم وأعمالهم".
وتخشى الاسرة الدولية ان يتحول فض الاعتصام في المنطقتين حيث يتحصن المتظاهرون مع نسائهم واطفالهم الى مجزرة. ويحتجز الجيش مرسي في مكان غير معلوم منذ الاطاحة به. ولم تتمكن عائلته من لقائه، لكن اشتون التقته يوم الثلاثاء وقالت انه "بخير".