اتصالات مغربية إسبانية بعد إلغاء العفو عن غالفان
أخيرًا مغتصب الأطفال المغربيين في قبضة إسبانيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية الاثنين عن اعتقال مغتصب الأطفال الإسباني، الذي ألغى عاهل المغرب الملك محمد السادس قرار العفو عنه، الذي شمله مع عشرات الإسبان المحكومين في المغرب.
مدريد: قال متحدث باسم الداخلية الاسبانية ان دانيال غالفان، الذي حكم عليه عام 2011 في المغرب بالسجن 30 عامًا، بعد ادانته باغتصاب 11 قاصرًا "اعتقل في مورثيا"، وسيوضع بتصرف القضاء في مدريد. واثار ادراج اسم غالفان في مرسوم العفو، الذي اصدره العاهل المغربي الثلاثاء الماضي، موجة غضب واحتجاجات واسعة في المغرب. والغى الملك محمد السادس الاحد العفو عن غالفان.
واعفى الملك محمد السادس، المندوب العام لإدارة السجون في المغرب عبد الحفيظ بنهاشم من مهامه باعتباره "المسؤول الأول" عن إدراج مغتصب الأطفال الإسباني على لائحة المسجونين الاسبان في المغرب الذين شملهم العفو، ما اثار احتجاجات واسعة في المغرب دفعت الملك المغربي الى الغاء العفو الخاص بمغتصب الاطفال هذا.(التفاصيل)
وقالت الناطقة باسم الخارجية الاسبانية في مدريد "بعد البيان الأخير لملك المغرب الذي يلغي العفو، تجري وزارتا العدل الاسبانية والمغربية اتصالات للبت في ما يجب فعله والاجراءات التي يجب اتباعها اعتبارا من الآن".
وأضاف المصدر نفسه ان الرجل الذي حكم عليه بالسجن 30 عاما قضى منها خلف القضبان في سجن القنيطرة اقل من عامين، وهو موجود في اسبانيا لكن في مكان مجهول. وتابعت الناطقة "حسب المعلومات الاخيرة التي نملكها انه موجود في اسبانيا لكن لا نعرف اين"، مشيرة إلى انه "قد يكون في سبتة" المدينة الاسبانية التي تتمتع بحكم ذاتي في اقصى شمال المغرب.
وذكرت صحيفة البايس الاسبانية ان الرجل الذي يبلغ حوالى الستين من العمر، وصل الخميس إلى سبتة. وافرج عن دانيال كالفان في اطار عفو شمل 48 اسبانيا صدر بعد التماس من ملك اسبانيا خوان كارلوس خلال زيارته الاخيرة للمغرب، كما قال الديوان الملكي المغربي.
لكن الديوان الملكي الاسباني قال الاثنين ان الملك خوان كارلوس لم يطلب العفو عن الاسباني المدان بالاعتداء الجنسي ولا عن أي سجين آخر بل "ابدى اهتماما بوضع" هؤلاء المعتقلين وطلب ان يمضي احدهم وهو مريض، عقوبته في سجن في اسبانيا.
وقال ناطق باسم الديوان الملكي الاسباني "بطلب من جمعيات عائلات السجناء، ابدى الملك اهتماما بوضع السجناء الاسبان في المغرب" خلال لقائه العاهل المغربي في تموز (يوليو). وأضاف ان الملك خوان كارلوس طلب خلال لقاء مع رئيس الوزراء المغربي عبد الله بنكيران "رسميا ان ينقل احدهم وهو سائق شاحنة مصاب بداء السكري وبمرض في القلب إلى اسبانيا ليمضي عقوبته فيها".
وتابع ان وضع هذا الرجل لم تتم تسويته لان عفو الملك محمد السادس لم يشمله.
وقرر العاهل المغربي مساء الاحد سحب عفوه عن الاسباني غالفان الذي كان يمضي حكما بالسجن 30 عاما بعد ادانته باغتصاب 11 طفلا مغربيا تتراوح اعمارهم بين اربعة اعوام و15 عاما، وذلك في خطوة "استثنائية" ترمي إلى تهدئة الاحتجاجات الواسعة بعد الافراج عنه.
وقال الديوان الملكي في بيان ان الملك محمد السادس "قرر سحب العفو الملكي (...) ونظرا لخطورة الجرائم التي اقترفها المعني بالأمر واحتراما لحقوق الضحايا". وأضاف ان العاهل المغربي اصدر اوامره إلى "وزير العدل قصد التدارس مع نظيره الإسباني بخصوص الإجراءات التي يجب اتخاذها عقب قرار سحب هذا العفو".
وكان العاهل المغربي امر مساء السبت بفتح "تحقيق معمق من أجل تحديد المسؤوليات ونقاط الخلل التي قد تكون أفضت إلى إطلاق السراح الذي يبعث على الأسف"، كما ذكر الديوان الملكي الذي اكد ان الملك المغربي "لم يكن قط ليوافق على إنهاء إكمال دانيال لعقوبته بالنظر لفداحة هذه الجرائم الرهيبة التي اتهم بها".
من جهة اخرى، ذكرت وسائل الاعلام الاسبانية ان غالفان عمل في جامعة مرسية جنوب شرق اسبانيا حتى 2002. ونقلت وسائل اعلام عدة عن مسؤولين في هذه الجامعة ان غالفان عمل كمتدرب في الجامعة من 1996 إلى 1998 في قسم العلاقات الدولية ثم بعقد بين 1998 و2002.
وقال عميد هذه الجامعة خوسيه انطونيو كوباشو انه بعدما عرف بنبأ الافراج عنه، اطلع على الوثائق المتعلقة به التي سجل فيها انه يتقن عدة لغات "وخصوصا العربية".
وأضاف ان تعاون دانيال غالفان مع الجامعة "جرى بشكل طبيعي تماما" وقام بعمله "بشكل صحيح". واشار إلى ان الدليل على ذلك هو انه "حصل على منحة خلال السنتين الاولين ثم حصل على عقد عمل لاربع سنوات" قبل ان يختار طريقا آخر في 2002.
اما صحيفة الموندو، فقالت نقلا عن مصادر لم تحددها ان غالفان العراقي الاصل استقر في القنيطرة في المغرب في 2005 وروى للمحيطين به انه استاذ جامعي متقاعد. وأضافت ان المحكمة تأكدت من انه "استغل المشاكل المالية للعائلات المقيمة في منطقته" لاستغلال أطفال.
وأثار الافراج عن المدان الاسباني غضبا عارما واحتجاجات واسعة في البلاد. ومساء الاحد تظاهر المئات في القنيطرة (شمال غرب) المدينة التي اقام بها المدان الاسباني وسجن فيها أيضًا.
وجرت التظاهرة في ظل انتشار كثيف لرجال الشرطة وانتهت من دون وقوع اي حادث، وقد عبر خلالها المتظاهرون عن رضاهم على قرار الملك سحب العفو لكنهم طالبوا بالكشف عن كل ملابسات هذه القضية. ولم يقف الاستياء الشعبي عند حدود المغرب بل تعداه إلى اسبانيا حيث أعلن الحزب الاشتراكي الاسباني المعارض السبت انه سيستجوب وزير الخارجية بشأن العفو.
وقال الحزب في بيان إن نائبة رئيس الحزب الاشتراكي ايلينا فالنسيانو "تعتبر العفو عن شخص محكوم بالسجن ثلاثين عاما لاعتدائه على 11 طفلا امرا غاية في الخطورة. وتطلب من الحكومة الاسبانية تقديم توضيحات على الفور".
وأضاف البيان أن فالنسيانو ستطرح سؤالا شفهيا امام البرلمان لطلب "تفسير عاجل" من وزير الخارجية خوسيه مانويل غارثيا-مارغالو بشأن هذا القرار الذي اثار "الكثير من الاستياء والانفعال في بلد مجاور وفي اسبانيا كذلك". وقال الحزب انه يريد ان يعرف من هي الادارة الحكومية التي اقترحت العفو عن هذا الشخص وان "كان الوزير تحقق من كون الاسماء المقترحة للعفو ملائمة ولا يمكن أن تسيء للبادرة المنسوبة للملك.
الإسباني المدان بين سجناء طلبت مدريد تسلمهم
يشار إلى ان الاسباني المدان باغتصاب اطفال والذي الغى العاهل المغربي الملك محمد السادس العفو عنه، كان ضمن لائحة سجناء طلبت اسبانيا نقلهم الى اراضيها، حسب ما افاد الاثنين مصدر قريب من الملف. وقال المصدر ان الحكومة الاسبانية اقترحت على المغرب قائمة باسماء 48 سجينا بينهم "18 طلب العفو عنهم واخرى بثلاثين اسما لنقلهم الى اسبانيا لاتمام فترة عقوبتهم. وكان غالفان ضمن القائمة الثانية".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية ان "قرار العفو عن السجناء الاسبان اتخذ من قبل السلطات المغربية". وحكم في 2001 على دانيال غالفان البالغ الستين من العمر بالسجن 30 سنة في المغرب لادانته باغتصاب 11 قاصرا. وبحسب وسائل الاعلام الاسبانية شمل العفو الملكي 48 سجينا اسبانيا عربونا للعلاقات الجيدة بين اسبانيا والمغرب بعد ايام على زيارة الملك خوان كارلوس للمغرب في تموز/يوليو. واكد القصر الملكي في اسبانيا الاثنين انه "لم يضع قائمة باسماء سجناء" مضيفا ان الملك خلال زيارته اهتم فقط ب"وضع" السجناء الاسبان وطلب نقل معتقل مريض الى اسبانيا لينهي فترة عقوبته.