قوى مصرية ترفضه لتاريخه الدموي في دول عربية
روبرت فورد سفيراً لأميركا في القاهرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يتداول اسم روبرت فورد كأبرز مرشح لخلافة آن باترسون في السفارة الأميركية في القاهرة، وهو ما ترفضه قوى مصرية عديدة مشيرة إلى أن فورد يحمل تاريخاًدموياً في عدد من البلدان العربية.
يجري الحديث في كواليس الدبلوماسية الأميركية عن ترشيح روبرت فورد، سفير الولايات المتحدة السابق في سوريا، سفيرًا في القاهرة، وسيخلف فورد، السفيرة الحالية التي اثارت جدلاً بعلاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين آن باترسون والتي رشحها البيت الابيض لتصبح مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى.
وقال مصدران أميركيان تحدثا شريطة عدم نشر اسميهما إن فورد وصف بانه مرشح بارز لهذا المنصب، وامتنعت وزارة الخارجية الاميركية عن التعليق ولم يرد فورد على رسائل البريد الالكتروني.
وكانت أحزاب وحراكات شعبية وقوى ثورية مصرية عبرت عن رفضها لتعيين فورد سفيرا في القاهرة نظرًا لما قالت إنه "تاريخه الدموي في عدد من البلدان العربية".
وكان فورد الذي يتحدث العربية بطلاقة قد اثار غضب الحكومة السورية بدعمه البارز للمتظاهرين الذين يحاولون إنهاء حكم عائلة الأسد لسوريا المستمر منذ 41 عامًا.
ويأتي تعيين فورد المرجح في القاهرة في وقت مهم في العلاقات بين مصر والولايات المتحدة. ورفضت الولايات المتحدة وصف عزل الجيش للرئيس محمد مرسي بانه انقلاب.
وتعرض وزير الخارجية جون كيري لانتقادات قوية يوم الجمعة بعد ان قال لشبكة تلفزيون باكستانية ان الجيش المصري كان "يستعيد الديمقراطية" عندما اسقط مرسي قبل شهر.
وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الاثنين أن وزير الخارجية جون كيري رشح الدبلوماسي فورد لمنصب سفير الولايات المتحدة في مصر.
تحدي بشّار
وعُرف السفير فورد بتحديه الرئيس السوري بشار الأسد واجتماعه مع معارضين عندما كان سفيرًا لبلده في دمشق في 2011 و2012 وقد تم سحبه مع تدهور الوضع الأمني في سوريا.
وسحب فورد من سوريا لفترة وجيزة في اكتوبر/ تشرين الاول 2011 بسبب تهديدات لسلامته. وغادر دمشق للابد بعد ذلك بأربعة اشهر بعد ان علقت الولايات المتحدة عمل سفارتها مع تدهور الوضع في سوريا.
وفي مايو/ ايار 2013 دخل فورد لفترة وجيزة شمال سوريا للاجتماع مع زعماء المعارضة ليصبح ارفع مسؤول أميركي يدخل سوريا منذ بدء الحرب.
ويشار إلى أن فورد الدبلوماسي المحترف الذي يتحدث بطلاقة العربية والفرنسية أيضًا، كان سفيرًا للولايات المتحدة في الجزائر من 2006 إلى 2008 ثم عمل في العراق (2004-2006) ثم في 2008 و2009 كنائب لرئيس البعثة.
وشغل مناصب في بلدان أخرى بينها البحرين ومصر، حيث كان المستشار الاقتصادي للسفارة الأميركية في القاهرة من عام 1988 حتى عام 1991.
رفض تعيين فورد
ويشار إلى أن قوى ثورية وسياسية وأحزابا مصرية كانت عبرت عن رفضها التام للسفير الأميركي الجديد روبرت فورد خلفًا لآن باترسون، بسبب "تاريخه الدموي والذي أعقبه إحداث فتنة في الدول التي خدم فيها بلاده كسوريا والعراق والجزائر".
وطالبت هذه القوى رئاسة الجمهورية المصرية حسب تقرير لصحيفة (المصريون) برفض اعتماد أوراقه كسفير، معلنة عن تنظيم فعاليات أمام السفارة الأميركية في القاهرة لرفض تواجده في مصر.
ورفض إبراهيم يحيى، عضو مجلس الشعب السابق، عن حزب المصريين الأحرار بشكل تام، تعيين فورد في منصب سفير أميركا بالقاهرة، بسبب تاريخه المشين في إحداث القلاقل وتأجيج الفتن في البلاد العربية التي عمل بها، معتبرًا قيام الخارجية الأميركية بالدفع به في مصر في تلك اللحظات العصيبة التي تمر بها البلاد رسالة واضحة بعدم رغبة أميركا في تحقيق الاستقرار في مصر.
وطالب يحيى الخارجية الأميركية بتغيير سياستها المتغطرسة تجاه مصر، وأن تستوعب أن الشعب المصري أصبح يمتلك إرادته، ولن يسمح بقبول رجل استخبارات تاريخه ملوث سواء في الجزائر أو العراق أو سوريا، ولعب دورًا كبيرًا في إحداث الفوضى في تلك البلاد في صورة دبلوماسي.
صياغة العلاقات
ودعا الخارجية الأميركية إلى إرسال سفير دبلوماسي يعيد صياغة العلاقة بين البلدين، بما يتناسب مع مكانة مصر وبما يحقق المصالح المشركة للبلدين في منطقة الشرق الأوسط، محملاً الرئيس الموقت المستشار عدلي منصور والخارجية المصرية المسؤولية حال الرضوخ للضغوط الأميركية بقبول فورد.
ومن جهته، أكد أشرف سيد، عضو مجلس الشعب المنحل عن الحزب المصري الديمقراطي، أن الإدارة الأميركية كانت تسعى ولا تزال لتحويل مصر لباكستان أخرى وسوريا جديدة من خلال هذا السفير لأنها تستعين به في الدول التي تريد التدخل فيها بدعاوى حفظ السلام ومكافحة الإرهاب وحماية الأقليات.
واشار سيد إلى أن أوباما فشل مع آن باترسون في تحويل مصر إلى باكستان، والآن يحاول مع "فورد" في تحويلها إلى سوريا، مشيرًا إلى أن "فورد" راعي تقسيم سوريا، وأن مايكل شرور ضابط CIA السابق كان اتهم سفير أميركا روبرت فورد، أنه كان يجول داخل سوريا مشجعًا الجماعات على الثورة.
وطالب محمد عطية، عضو تكتل القوى الثورية، الرئيس عدلي منصور برفض اعتماد أوراق فورد سفيرًا للولايات المتحدة في القاهرة، باعتباره محاولة أميركية جديدة تستهدف إعادة إنتاج دور آن باترسون بشكل أكثر دموية، فالسفيرة الأميركية تقوم بدورها في تفكيك الدول بإثارة النزاعات السياسية والقوى السياسية خلف الكواليس.
وقال عطية: "أما السفير فورد فهو رجل يعمل على الأرض، خاصة أنه خلال توليه عمله في الجزائر من الفترة أغسطس/ آب 2006 حتى يونيو/ حزيران 2008، شهدت تصعيدًا للعمليات الإرهابية والتي استهدفت خلخلة استقرار الدولة الجزائرية، وفى عام 2010 تولى منصبه كأول سفير لأميركا فى سوريا، وكان له دور قوي في تشكيل الجيش السوري الحر وتفكيك الدولة السورية، وفي العراق لعب دورًا كبيرًا في تأجيج الفتن المذهبية والدينية خلال فترة عمله فيه".
وطالب عطية، واشنطن بإرسال سفير دبلوماسي يسعى إلى تعميق التفاهم وليس سفيرًا استخباراتيًا يلعب أدوارًا استراتيجية لبلاده، مضيفًا رفضنا آن باترسون وطالبنا برحيلها، واليوم نطالب الرئاسة برفض فورد، لأننا نرفض أن نكون النموذج الدموي في الجزائر أو سوريا.