لتشبث قيادات إخوانية بمواقفهم حول شرعية رئيسهم مرسي
وساطة الأزمة في مصر "مكانك سِرّ" .. !
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نصر المجالي: حتى مساء الاثنين، ظلت الأزمة حائرة من دون حسم، على عكس ما كان سقف التوقعات عالياً خلال اليومين الماضيين، وذلك بسبب تشبث قيادات جماعة الإخوان المسلمين بما يسمونه (شرعية مرسي).
لكن جهود الوساطة العربية والدولية نجحت حتى الآن في احتواء اندلاع المزيد من المواجهات بين مؤيدي مرسي الاسلاميين وقوات الامن. وغادر وزيرا خارجيتي الامارات عبدالله بن زايد وقطر عبدالرحمن العطية عائدين إلى بلديهما مساء الاثنين.
ووصف تقرير صحافي نشر في لندن الثلاثاء محاولات الوصول إلى تسوية للأزمة في مصر، التي يقودها الغرب، وإنهاء اعتصام مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، بأنها مبعثرة بعد أن رفض طرفا الأزمة التقارير التي تحدثت عن التوصل لإتفاق.
وقالت صحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية إن الدبلوماسيين الأميركيين والأوروبيين، مدفوعين بنجاحهم في إقناع الجيش بعدم استخدام القوة المفرطة في إنهاء اعتصامات أنصار مرسي، التقوا بنائب مرشد جماعة الاخوان المسلمين خيرت الشاطر في محبسه.
ووفقًا لتقارير تناولتها وسائل الإعلام، فإن الاتفاق "سيسمح للجماعة باعادة فتح مكاتبها التي أغلقت بعد عزل مرسي وسيسمح لها بتوفيق أوضاعها لخوض الانتخابات القادمة، كما سيفك تجميد أصول الجماعة ومنحها ثلاثة مناصب وزارية في محاولة لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد".
وأعلنت قيادات الجماعة رفضها لهذا المقترح الذي لا يقدم جديدًا عمّا تم عرضه من السلطات عقب الاطاحة بمرسي.
ويشير تقرير التلغراف إلى أن المقترح لم يتطرق إلى الحديث عن مصير الرئيس المعزول الذي يجب مناقشة قضية احتجازه. ونقلت عن دبلوماسيين قولهم إن جماعة الاخوان، سرًا، مستعدة لأن تكون مرنة وتقبل التخلي عن فكرة عودة مرسي لمنصبه.
ويقول دبلوماسيون إن جماعة الإخوان المسلمين تدرك أن مرسي لن يعود للمنصب لكنها تريد صيغة قانونية تحفظ ماء الوجه يترك على أساسها الحكم وتمكنها من البقاء في المشهد السياسي مستقبلاً.
ويقول مراسل التلغراف في القاهرة إن الإسلاميين والدبلوماسيين كانوا في حالة قلق وترقب من خطوة استخدام القوة لفض اعتصامات مؤيدي مرسي غير أن تواجد شخصيات أميركية وأوروبية بارزة في مصر في الوقت الراهن جعل من الخطوة أمرًا مستحيلاً.
وأضاف أن ما وصفه بـ" السلام الموقت" منح الفرصة للمتشددين في طرفي الأزمة لممارسة ضغوط، فمعظم قيادات الجماعة يعتقدون أن بإمكانهم الصمود أمام محاصرة اعتصامهم بل ويمكنهم توسيع رقعته، أما مؤيدو الجيش فيرون ضرورة حظر جماعة الاخوان والقضاء عليها.
وكان دبلوماسي قريب من الاتصالات قال إنه إذا تم الوصول بالفعل إلى أرضية مشتركة بين طرفي الأزمة فلن يمكن لأي منهما التراجع عن موقفه علانية مما يزيد من تأزم الموقف.
ومن جهته، قال مصدر اوروبي في بروكسل إن الوسطاء مازالوا يحاولون بناء الثقة بين الأطراف المختلفة ولا يرغبون في رفع سقف التوقعات.
وقال: "الأمر الحقيقي في ما يجري هو جمع الطرفين معًا ليتسنى لهم الاجتماع ومناقشة هذه القضايا. ومن هنا يمكن بناء بعض الثقة وهو ما يمكن فعله ببعض الاجراءات المحددة..الافراج عن الناس واسقاط التهم وليس المضي قدمًا".