ليس الهدف منها إطلاق أقمار اصطناعية كما روّج
كل الدلائل تجزم: إيران تبني قاعدة صاروخية جديدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أنشأت إيران قاعدة جديدة لإطلاق الصواريخ البالستية، كما أفاد محللون عسكريون نشروا صورًا التقطتها الأقمار الاصطناعية للموقع. ويأتي نشر صور القاعدة الصاروخية الجديدة بعد أسابيع على إعلان الحكومة الإيرانية بناء قواعد فضائية لبرنامج أقمارها الاصطناعية التي تستخدمها لأغراض داخلية، كما قالت في حينه.
أُنشئت القاعدة الجديدة قرب أول مركز فضائي إيراني في إقليم سمنان شمال إيران، ولكن المحللين قالوا إن الهدف من القاعدة هو إجراء تجارب صاروخية، وليس إطلاق صواريخ تحمل أقمارًا اصطناعية إلى الفضاء الخارجي.
ويظهر في إحدى الصور التي نشرتها مجلة جين المتخصصة في الشؤون الدفاعية والأمنية برج إطلاق، ارتفاعه 23 مترًا، على منصة إطلاق مساحتها 28000 متر مربع، وأنبوب لحرف غاز العادم طوله 125 مترًا.
أغراض عسكرية
وقال محللون إن الموقع، الذي يبعد 40 كلم عن مدينة شهرود، لا يضم مستودعًا لخزن وقود الصواريخ السائل، الذي يُستخدم في برنامج إيران الفضائي، وإن هذا يشير إلى استخدام القاعدة لإطلاق الصواريخ البالستية التي تعمل بالوقود الصلب.
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن ماثيو كليمنتس محرر التقرير، الذي نشرته مجلة جين مع صور القاعدة، "أن هذا الموقع قد يكون قاعدة لإطلاق صواريخ بالستية إلى مدار في الفضاء الخارجي، ولكن إيران تبني على الأقل قاعدة واحدة لهذا الغرض، ونعتقد لدى النظر إلى الصور المتوافرة لدينا من الأقمار الاصطناعية أن هذه القاعدة تُستخدم على الأرجح لتجربة صواريخ بالستية".
أضاف كليمنتس "إن موقع القاعدة وإحداثياتها مناسبة لاختبار صواريخ بعيدة المدى، لأنها ستحلق فوق الأراضي الإيرانية 870 ميلًا، ويعني هذا إمكانية جمع كميات كبيرة من المعلومات عن مسارها الجوي، قبل أن تسقط في المحيط الهندي". ولاحظ كليمنتس أن القاعدة لا تضم أي منشآت لخزن الوقود السائل للصواريخ، التي تحمل أقمارًا اصطناعية، في مؤشر إلى استخدام صواريخ بالستية تعمل بالوقود الصلب.
زيت على نار العقوبات
وكان وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني محمد حسن نامي أعلن في الشهر الماضي أن إيران "تبني مراكز أخرى أيضًا، ونحاول أن تكون بدايتنا بداية قوية". وعلق كليمنتس محرر مجلة جين على ذلك قائلًا "إن نتائج تحرياتنا والأقوال الإيرانية المعلنة تشير إلى أنه ستكون لديهم ثلاث قواعد إطلاق، وهذا يبدو عددًا كبيرًا في وقت تواجه إيران مصاعب اقتصادية شديدة بسبب العقوبات الغربية"، وأن هذا التطور يمكن أن يزيد حدة التوتر في الشرق الأوسط.
وقال الباحث شاشنك جوشي من معهد الخدمات الموحدة الملكي لدراسات الدفاع والأمن "نحن كثيرًا ما نتحدث عن برنامج إيران النووي، ولكن ما حقًا يخيف بلدانًا في المنطقة هو الصواريخ البالستية، التي يمكن أن تقوم بدور منظومة لإيصال سلاح إلى هدفه".
وأشار جوشي إلى أن الولايات المتحدة قالت منذ زمن طويل إن إيران ستكون قادرة على إطلاق صواريخ عابرة للقارات بحلول عام 2015، رغم تعطل البرنامج خلال السنوات القليلة الماضية تحت وطأة العقوبات والعمليات السرية. وقال جوشي إن إيران تطور صواريخ تعمل بالوقود الصلب، التي يكون استخدامها أسرع من الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل.
روحاني يقلم مخالب الحرس
في غضون ذلك تحرك الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني للحدّ من نفوذ الحرس الثوري الإيراني في حكومته المقبلة. وأعرب مسؤولون أميركيون وأوروبيون عن تفاؤل حذر بأن يكون تحركه هذا بادرة مشجّعة بالارتباط مع الجهود الدولية الرامية إلى احتواء البرنامج النووي الإيراني.
ولاحظ مراقبون أن تعيينات روحاني خلال الأيام القليلة الماضية تشكل ابتعادًا حادًا عن الاتجاه السائد منذ زهاء عشر سنوات، شهدت تبوؤ عناصر الحرس الثوري العديد من المناصب الحساسة في مفاصل الحكم وسيطرة شركات الحرس على قطاعات مهمة في الاقتصاد الإيراني.
وكان حوالى نصف الوزراء الثمانية عشر في حكومة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد من كوادر الحرس الثوري الإيراني، بمن فيهم ضباط حاليون أو ضباط تقاعدوا أخيرًا. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين غربيين وخبراء متخصصين في الشؤون الإيرانية أن روحاني اختار ثلاثة فقط من عناصر الحرس الثوري الإيراني لتولي حقائب وزارية في حكومته، وأن 10 على الأقل من أعضاء حكومته هم تكنوقراط ومخططون اقتصاديون، تربطهم علاقات بالرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي عمل على توسيع علاقات إيران التجارية مع العالم في عهده إبان التسعينات.
وأمضى محمد جواد ظريف، الذي اختاره روحاني لتولي وزارة الخارجية، فترة من شبابه في الولايات المتحدة، وعمل بصورة وثيقة مع إدارة الرئيس جورج بوش لتشكيل حكومة جديدة في أفغانستان بعد إطاحة حكم طالبان عام 2001.
وقال الخبير في الشؤون الإيرانية في معهد أنتربرايز الأميركي للأبحاث ويل فلتون لصحيفة وول ستريت جورنال "إن روحاني خفض بصورة جذرية عدد الضباط الكبار من الحرس الثوري الإيراني في حكومته بالمقارنة مع أحمدي نجاد". وأضاف "في الظاهر يبدو هذا محاولة مبكرة من جانب روحاني للحدّ من دور الحرس الثوري في شؤون الحكم، وخاصة الاقتصاد. وما إذا كان إبعاد كبار ضباط الحرس عن الحقائب الوزارية الحساسة سيحجِّم نفوذه حقًا، فإن هذه قضية أخرى".
خشية من صدامات
لكن الخبير في الشؤون الإيرانية ويل فلتون لفت إلى "أن التاريخ يبين أن الحرس الثوري سيحتفظ بقبضته في المجالات السياسية والاقتصادية، بصرف النظر عن موقعه الشكلي في الحكومة".
واختار روحاني لحقيبة الدفاع الجنرال حسين دهقاني، وهو قائد عسكري كبير في الحرس الثوري، وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن ضابطًا متقاعدًا من الحرس الثوري سيكون على الأرجح كبير المفاوضين الإيرانيين بشأن الملف النووي.
ويخشى محللون من أن الحرس الثوري يمكن أن يتحرك بنشاط لتقويض رئاسة روحاني إذا تحرك بجدية ضد مصالح الحرس سواء ما يتعلق بالبرنامج النووي أو الاقتصاد عمومًا. ولكن غالبية المحللين المتخصصين في الشؤون الإيرانية يعتقدون أن التعيينات الوزارية التي أجراها الرئيس الجديد نالت تزكية المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. وهم يرون أن خامنئي (74 عامًا) يدرك أن تكنوقراط ودبلوماسيين متمرسين قد يكونون الوحيدين القادرين على معالجة وضع طهران المالي المتردي.
وقال علي الفونة الباحث المتخصص في شؤون الحرس الثوري الإيراني في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن "إن هذا يقول لي إن خامنئي قلق من تنامي قوة الحرس الثوري، وإنه في الحقيقة يحاول مواجهة قوته بقوة مضادة". وأضاف إن خامنئي "يريد ثقلًا مضادًا".
وإذا كان الحرس الثوري خرج خاسرًا من التغيير السياسي الذي حدث بانتخاب روحاني، فإن رفسنجاني قد يكون الرابح الأكبر، بحسب المحللين.