أخبار

يحاولون اظهار الفرح من خلف السواتر الترابية

انصار مرسي ينتظرون "المعركة" في أجواء احتفالية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

رغم محاولات إظهار حالة من الفرح في ميدان رابعة العدوية في القاهرة بمناسبة عيد الفطر إلا أن المكانما زال يبدو مثل ثكنة عسكرية بسبب السواتر الرملية والحجرية.القاهرة: في اول ايام عيد الفطر وفي ساحة رابعة العدوية بمدينة نصر، شمال شرق القاهرة، حيث يعتصم الآلاف من انصار الرئيس المخلوع محمد مرسي، يتدافع المئات من الاطفال بحماس لمشاهدة عروض الدمى.ومع انطلاق آذان الظهر يركع آلاف الاباء تحت اشعة الشمس الحارقة للصلاة في الساحة التي يقوم بعض الشباب برشها باستمرار بالمياه بوساطة بخاخات المبيدات الحشرية. وعقب الصلاة يحتشد الاطفال وهم يرتدون ملابس العيد امام المنصة الكبيرة المجهزة بمكبرات الصوت، والتي يتوالى عليها في الاوقات العادية قيادات جماعة الاخوان المسلمين ودعاتها للمطالبة باعادة مرسي والتنديد بـ"الانقلاب العسكري". لكن هذه المرة الظهور مختلف فهو عرض الدمى يقدمه ثلاثة صبية يرتدون ازياء على شكل الاسفنجة بوب والديناصور بارني والخروف شون. وعندها تسود المكان حالة فرحة هستيرية فيما يضع الشباب، الذين يرتدون سترات برتقالية، والمكلفون بتأمين المكان، العصي والقضبان الحديدية جانبًا للتصفيق بحرارة على ايقاع الموسيقى.وكانت الحكومة الموقتة اعلنت امس فشل الوساطات الدولية وانتهاء الهدنة التي التزمتها قوات الامن احترامًا لشهر الصوم. ورغم هذا لا يبدو على احد ادنى شعور بالقلق من هذا التحذير.وتقول منار الصبية المحجبة التي زينت وجهها بمساحيق التجميل: "جئنا للاحتفال بالعيد مع اهالينا المقيمين هنا ليل نهار"، مضيفة: "حتى الان المكان مؤمن جيدًا واذا جاءت الشرطة فإننا لن نتحرك لأننا لا نشعر بأي خوف". الشيء الوحيد الذي يوحي بأن المكان ثكنة محصنة هو السواتر الرملية والحجرية التي تفصل ساحة رابعة عن دبابات الجيش التي تتمركز على مسافة مئات الامتار.وعلى كل جانب ثلاثة صفوف من الرجال والنساء الذين يرتدون سترات برتقالية، والذين يتولون تفتيش القادمين بمنتهى الدقة. وفي يوم العيد هذا يتم الترحيب بالزوار برشة عطر على أيديهم.وامام كل مدخل كومتان كبيرتان من الحجارة تعدان باستقبال صعب لمن يقترب من المكان من رجال الشرطة. ويشرق وجه الشباب الذين يتولون الحماية عندما يتقدم لهم الصحافيون ببطاقة صحافة أجنبية، وتفرش لهم فعليًا السجادة الحمراء.وتتهم وسائل الاعلام المصرية الاخوان المسلمين باستخدام الاطفال في رابعة كدروع بشرية. وفي الداخل، يستحيل التحقق من اتهامات الحكومة بتخزين كميات كبيرة من الاسلحة في الخيم المنصوبة، حيث على طول الشارع العريض المؤدي الى وسط الاعتصام يتفحص رجال بوجه متجهم الغرباء خشية أن يكونوا "جواسيس".وفجأة تقوم مجموعة من اصحاب "السترات البرتقالية" بمحاصرة رجل يبدو عليه الفزع الشديد ويقومون بدفعه بلا رحمة. ويقول احدهم زاجرًا "إنه حرامي" رادعًا بذلك أي محاولة لتتبعهم. وتؤكد شهادات حصلت عليها منظمة العفو الدولية أن معارضين لأنصار مرسي تعرضوا للتعذيب داخل هذه الاعتصامات.وحول مسجد رابعة العدوية الذي تنبعث من المراحيض الملحقة به روائح كريهة تزكم الانف، يتجمع الباعة عارضين القبعات والمشروبات والالعاب والحلوى. ويصيح احدهم "مكيف هواء .. مكيف هواء" رافعاً مراوح صغيرة صينية الصنع تعمل بالبطارية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف