موسكو صمتت عن توصيف أوباما لبوتين بـالطفل غير المبالي
حرب كلامية روسية – أميركية قبيل قمة "العشرين"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ظلت موسكو صامتة بلا رد فعل رسمي بعد 48 ساعة من تصريحات للرئيس الأميركي باراك أوباما، قال فيها إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكن أن يبدو أحيانًا "كطفل غير مبالٍ يجلس في آخر الحجرة الدراسية".
نصر المجالي: كان الرئيس الأميركي، الذي أكد أنه سيشارك في قمة مجموعة "العشرين" في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية يومي 5 و6 سبتمبر/ أيلول المقبل، قال الجمعة إن توتر علاقته مع بوتين، بعد إلغاء محادثاتهما في موسكو، لم يكن مرتبطًا بقضية إدوارد سنودن فقط، الذي منحته السلطات الروسية حق اللجوء المؤقت لمدة سنة، رغم أنه مطلوب في الولايات المتحدة من قبل هيئات العدالة، التي تتهمه بتسريب أسرار أجهزة الاستخبارات الأميركية.
وتدهوت العلاقات الأميركية - الروسية بشكل لم يسبق له مثيل منذ الحرب الباردة في الأسبوع الماضي، بعدما منحت روسيا حق اللجوء بشكل مؤقت لإدوارد سنودن، الموظف المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركي. وجاء رد أوباما عبر إلغائه فجأة اجتماع قمة، كان مقررًا عقده مع بوتين في بداية الشهر المقبل.
لغة الجسد
قال أوباما "أعرف أن الصحافة تحبّ التركيز على لغة الجسد، ويبدو أن لديه (بوتين) هذا النوع من الجلسة، وهو يبدو كطفل غير مبالٍ، يجلس في آخر الحجرة الدراسية. لكن الحقيقة هي أنه عندما نجري محادثات، فكثيرًا ما يكون ذلك مثمرًا جدًا".
وشدد الرئيس الأميركي مع ذلك على أنه يعتبر أن علاقاته الشخصية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين تحمل طابعًا طبيعيًا، يسمح بمناقشة كل المشاكل الشائكة بشكل صريح وبناء. واعتبر بعض مراقبي الكرملين إرسال بوتين برقية، عبّر فيها عن تمنياته بالصحة للرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، بعدما أجرى الأطباء له جراحة تركيب دعامة، بعد فتح انسداد في أحد شرايين قلبه، علامة على أن بوتين يرسل رسالة ضمنية إلى أوباما.
ويقول البيت الأبيض إن أوباما انسحب من قمة موسكو، ليس فقط بسبب القرار الروسي بمنح اللجوء إلى سنودن، المطلوب في الولايات المتحدة بتهمة التجسس.
دعم نظام بشّار
وزادت الخلافات الأميركية مع روسيا في الآونة الأخيرة بسبب دعم موسكو لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية الدائرة هناك، إضافة إلى مخاوف تعتريها بشأن حقوق الإنسان وشكاوى أخرى.
وعوضًا من الرد على تهكم أوباما بتوصيفه السابق لبوتين، فإن المسؤولين الروس شددوا في مؤتمر صحافي في واشنطن، بعد محادثات جرت الجمعة بين وزيري الدفاع والخارجية الأميركيين ونظيريهما الروسيين على مدى إيجابية الاجتماع. وقال سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي "ليست لدينا أية حرب باردة. لدينا بدلًا من ذلك علاقات وثيقة". وأضاف: "إدوارد سنودن لم يؤثر على مباحثاتنا".
وقال أوباما إن الولايات المتحدة "ستأخذ وقفة، وتعيد تقويم إلى أين تذهب روسيا، وتقويم العلاقات، لتأخذ في الاعتبار المجالات التي يمكن أن نتفق فيها"، واعترف بوجود خلافات.
مجموعة قضايا
وأشار الرئيس الأميركي في مؤتمره الصحافي إلى أنه "يتعيّن علينا البحث في مجموعة كاملة من القضايا، التي نعتقد أنه بإمكاننا تحقيق بعض التقدم بشأنها، إن تحرك الروس". أضاف "أعتقد أنه كان يوجد دائمًا بعض التوتر في العلاقات الأميركية الروسية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي".
أعاد أوباما إلى الأذهان أن واشنطن وموسكو كانتا أحرزتا نجاحات كبيرة في حل عدد كامل من المسائل، بما فيها تلك المتعلقة بالوضع في أفغانستان، وانضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية. غير أنه من الملاحظ حاليًا أن الكليشيهات من أيام "الحرب الباردة" أخذت تعود إلى مواقف روسيا من بناء علاقاتها مع الولايات المتحدة.
ويرى الرئيس الأميركي أن الوقت حان الآن للتوقف وإجراء إعادة تقويم علاقات واشنطن مع موسكو على خلفية تنامي الخطاب المعادي لأميركا في روسيا.
يشار، في الختام، إلى أن أوباما كان وقف ضد مقترحات بعض الشيوخ في الكونغرس الأميركي بشأن مقاطعة أولمبياد سوتشي الشتوية عام 2014، بسبب الاختلاف حول القانون الروسي بشأن حظر الدعاية للمثليين جنسيًا بين القاصرين.