أخبار

من أخطر الأماكن في العالم على الإعلاميين

تزايد خطف الصحافيين في سوريا مع تعاظم دور الجماعات الجهادية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مع تنامي نفوذ الجماعات الجهادية في سوريا وانتشار الفوضى تزايدت حالات خطف الصحافيين في البلاد، فيبدو أن بعض أعمال الخطف من تدبير جماعات متطرفة تبحث عن المال فتخطف مطالبة بفدية.

سجلت حوادث خطف الصحافيين في سوريا هذا العام زيادة حادة مع تصاعد حدة النزاع وتنامي سطوة الجماعات الجهادية وانتشار الفوضى حتى ان سوريا اصبحت اليوم من أخطر الأماكن في العالم على الإعلاميين، كما أكدت منظمات حقوقية وصحافيون مخضرمون.

ويبدو أن بعض أعمال الخطف من تدبير جماعات اسلامية متطرفة وعصابات اجرامية تبحث عن المال أو السلاح أو كلاهما فتخطف مطالبة بفدية مقابل الافراج عن رهائنها. ولكن مراقبين لاحظوا ان بعض أعمال الخطف ليس لها دافع معلن.

وتستهدف عمليات الخطف الصحافيين الأجانب بصفة خاصة وهم في الغالب أوروبيون دخلوا سوريا بلا تأشيرة من النظام لتغطية النزاع الذي دخل عامه الثالث. وتعرض صحافيون سوريون ايضا للخطف وكذلك سوريون يعملون مع وسائل إعلام أجنبية.

رسل الحقيقة

وكان المراسلون الأجانب في البداية موضع ترحيب من فصائل المعارضة المسلحة والأهالي بوصفهم رسل الحقيقة الذين سينقلون معاناتهم وعذاباتهم في بلدهم الذي يجثم عليه نظام استبدادي يكتم انفاسهم ولكن اليوم يُنظر اليهم احيانا كمتطفلين لا يهمهم كيف ينتهي النزاع الذي اسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 100 الف شخص.

وزاد تفاقم الوضع الاقتصادي والضائقة المعيشية احتمالات الغدر والابتزاز والخطف، بحسب منظمات حقوقية وانسانية. واظهرت افادات مترجمين وسائقين ومرشدين محليين ان عصابات اجرامية أو جماعات جهادية حاولت تجنيدهم لاستدراج الإعلاميين بإغراء الحصول على سبق صحافي.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن الباحثة في منظمة العفو الدولية دوناتيلا روفيرا التي امضت فترات طويلة في سوريا لتوثيق انتهاكات وخروقات ارتُكبت في مجرى النزاع السوري "ان اعمال الخطف ازدادت عددا وازدادت فظاعة ولا يُنكر ان تشظي الجماعات المسلحة وتنامي قوة الجماعات المتطرفة تزامنًا مع زيادة اعمال الخطف". واضافت "ان من الجائز ان نفترض وجود علاقة بينهما".

15 حالة فقدان أو خطف

وتبين تقارير لجنة حماية الصحافيين في نيويورك ان هذا العام شهد ما لا يقل عن 14 حادث فقدان او خطف صحافيين محليين او اجانب. وسجلت منظمة مراسلون بلا حدود في باريس 15 حادثة فقدان او خطف أو اعتقال صحافيين. ولكن عدد اعمال الخطف الحقيقي أكبر بكثير أغلب الظن لعدم الكشف عن العديد منها عادة بطلب من ذوي الضحايا لأسباب منها الخوف من إغضاب الخاطفين أو تشجيعهم على المطالبة بفدية أكبر.

ولكن حتى في حدود ما يُبلَّغ عنه من حوادث، تبدو وتيرة اعمال الخطف متجهة نحو تخطي معدلاتها في العراق التي بلغت 25 حادثة في غمرة اعمال العنف الطائفي هناك عام 2007.

من أجل المال

وقال منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا في لجنة حماية الصحافيين في نيويورك شريف منصور ان أعدادا متزايدة من الصحافيين "تخطفهم ميليشيات مستقلة من اجل المال وهذا مثير للقلق". واضاف ان اعمال الخطف من اجل الحصول على فدية مالية بدأت في اواخر عام 2012 "ولكننا نستطيع ان نرى من الاستهداف انها تخطف صحافيين من دول تدفع الفدية".

وكان مقاتلون اسلاميون خطفوا المصور الاميركي الفرنسي جونثان البيري الذي يعمل لوكالة بولاريس قرب دمشق في 29 نيسان/ابريل الماضي وأُفرج عنه بعد ثلاثة اشهر مقابل فدية قدرها 450 الف دولار. وقال البيري في مقابلة مع مجلة جورنال دو لا فوتوغرافي الفرنسية "ان مقاتلي المعارضة في وضع صعب لا يكترثون معه بسمعتهم في الخارج وهم يرون فينا فرصة".

سخط وانعدام ثقة

وقال المصور الصحافي ريكاردو غارسيا فيلانوفا الذي أمضى اكثر من 13 شهرا في سوريا خلال زيارات متعددة منذ اندلاع الانتفاضة عام 2011 انه لمس انعدام ثقة جديدا تجاه وسائل الإعلام الأجنبية خلال زيارته الأخيرة. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن فيلانوفا قوله ان الكثير من السوريين المناوئين لنظام الأسد ساخطون على الغرب لرفضه التدخل عسكريا.

ولاحظ بيتر بوكارت مدير قسم الطوارئ في منظمة هيومن رايتس لحقوق الانسان ان اعمال الخطف تزايدت بالارتباط مع تعاظم دور جماعات جهادية مثل جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام. وقال بوكارت ان هذه الجماعات "تحاول ان تخطف سوريين اثرياء وبعض الصحافيين من أجل الفدية وان الخاطفين عادة يعرفون ثروة ضحاياهم".

وأشار بوكارت الى تزايد نوع آخر من اعمال الخطف يمارسه سنة وشيعة ردا على بعضهم البعض. وقال ان الاختفاءات مجهولة الأسباب تزايدت ايضا حيث يخطف مسلحون مجهولون اشخاصا لا يُعرف مصيرهم بعد ذلك مثل حالة الاسقفين اللذين اختفيا في حلب منذ نيسان/ابريل. وضاف بوكارت "ان انعدام الاستقرار يتفاقم في سوريا وان اعمال الخطف جزء من انعدام الاستقرار وهي جزء من المخاطر التي يواجهها المدنيون عموما في هذا النزاع".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف