أخبار

الأكراد في سوريا يلغون الهدنة التي أبرموها مع جماعات جهادية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بهية مارديني: أعلنت قيادة وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي اليو، إنهاء الهدنة القصيرة التي بدأت مع كتائب "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية في العراق والشام " أول أيام عيد الفطر، والتي كان من المفروض أن تتوقف بموجبها هجمات القوات الكردية والعكس، نظرا لما قالت انه "خروقات متعمدة وهجمات انتحارية واغتيال مدنيين من قبل الكتائب .

وقالت وحدات حماية الشعب الكردي في بيان إن "الهدنة استمرت لثلاثة أيام منذ أول أيام عيد الفطر السعيد، توقفت فيها قواتنا عن القيام بأي هجمات، لكن القوى الظلامية المتمثلة بدولة العراق والشام الإسلامية وجبهة النصرة، استمرت في حربها وهاجمت على امتداد الأيام الثلاثة للهدنة مواقع قواتنا والمناطق السكنية بمختلف الأسلحة والوسائل التي تملكها".

واعتبرت أن هذه القوى "وصل بها المطاف إلى تنفيذ هجمات انتحارية ضد مناطق مأهولة بالمدنيين لو لم تتصدى لها قواتنا لأحدثت مجزرة كما حدث ليلة أمس في قرية تل معروف.. ليس هذا فحسب بل قامت، بتنفيذ عمليات اغتيال نشطاء مدنيين بالتعاون مع بعض المرتزقة والخونة الكرد كما حصل في قامشلي أمس".

وأعلنت الوحدات "انتهاء فترة الهدنة المقررة سابقا "، وأكدت على الرد "على هذه الهجمات باستخدام حقنا الكامل في الدفاع المشروع عن أنفسنا ووحداتنا وشعبنا ومناطقنا، ونعتبرها المسؤولة عن كل ما سيحصل لاحقا من جراء إيقاف هذه الهدنة".

أزمة عميقة

وكان البيان قد أشار بداية الى أن سوريا تعيش "أزمة عميقة على كل الصعد تشتد يوما بعد يوم، تدفع خلالها القوى والجماعات الاسلامية الظلامية متمثلة بدولة العراق والشام والإسلامية وجبهة النصرة ومن لف لفهما بهذا الوطن نحو ظلام العنصرية على كافة الجبهات، بممارسات لا تعرف حدودا للقيم والأخلاق الانسانية والدينية، خصوصا عندما اتخذت من شعبنا الكردي المسالم هدفا لهجماتها ومؤامراتها الدنيئة بهدف استجرار الكرد إلى حرب عنصرية كردية - عربية من خلال زرع الاقتتال بين مكونات مجتمعنا على اسس قومية شوفينية ستكون وبالا على كل المكونات وستكون بداية حرب يسودها العنف ويكون وقودها كل الاطراف".

وشهدت المناطق ذات الأغلبية الكردية في سوريا اشتباكات بين مقاتلين أكراد من جهة وكتائب من الجيش الحر و"جبهة النصرة" و "دولة العراق وبلاد الشام" من جهة أخرى على خلفية السيطرة على القرى والبلدات في المنطقة.
وكانت وحدات حماية الشعب الكردي، دعت الشهر الماضي إلى "النفير العام" في مواجهة التنظيمات الجهادية، إثر اغتيال مسؤول كردي .

هدنة قصيرة

الهدنة صدرت اثر بيان مشترك بين الجيش الحر والهيئة الكردية العليا نتيجة للأحداث التي شهدتها منطقة عين العرب وناحية صرين والشيوخ ومنطقة جرابلس وقرية القبة حيث اجتمع وفد من الهيئة الكردية العليا في منطقة عين العرب ووفد يمثل وجهاء ناحية صرين والشيوخ بحضور رئيس المجلس العسكري في مدينة منبج مفوضا من الفصائل التالية: لواء التوحيد، لواء الاسلام، لواء صقور الشام، لواء جند الحرمين، لواء أصحاب اليمين، كتيبة أحرار الشيوخ، حركة أحرار الشام الاسلامية.

وبعد النقاش والمداولة اتفق المجتمعون أن كل ما جرى "خارج عن نطاق أهداف الثورة وينبغي عدم تكرار الأمر لأنه لا يصب إلا في مصلحة النظام الغاشم"، وأكد المجتمعون على وحدة التراب السوري ووحدة الشعب الكردي، أحد مكونات الشعب السوري لهم ماله من حقوق وعليهم ماعليه من واجبات، وأن اي طرح تقسيمي هو خط أحمر مرفوض من الجميع.
واتفق الجانبان على وقف الاشتباكات الحاصلة في المناطق المذكورة وانسحاب جميع القوات من مواقعها الحالية وعودتها الى اماكن تمركزها قبل اندلاع الأزمة.

وتعهدت قوات الحماية الشعبية بإزالة جميع الحواجز التابعة لها من الطريق الدولي منبج الحسكة وتمركزها عند مداخل القرى المسؤولة عن حمايتها وإطلاق سراح جميع المعتقلين العسكريين والمدنيين من الطرفين وضمان حرية التنقل والدخول لجميع المواطنين إلى كل منعين العرب وصرين والشيوخ ومنبج وبدون اية مضايقات.

ووعدت قوات الحماية الشعبية أن تنسحب من قرية زور مغار وتموضعها تحت حماية أهالي القرية وإلغاء الجمارك والرسوم على الحواجز وإلغاء مصطلح غرب كردستان في أي وثائق رسمية أو تعاملات ووقف الحملات الاعلامية من الطرفين وبث جو من المحبة والألفة والسلام بين المواطنين
كما اتفق الطرفان على تشكيل لجنة لحل الخلافات المندلعة في منطقتي تل ابيض وراس العين وعلى تشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ بنود هذا الاتفاق والالتزام به وفي حال إخلال أي فصيل ببنود هذا الاتفاق يعتبر تصرفه خارجا عن الاجماع الاهلي ويتحمل مسؤولة عمله بمفرده

بارزاني يهدد

وفي تطور مفاج، هدد مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان العراق بالتدخل للدفاع عن أكراد سوريا إذا "تأكدت أنباء قيام مجموعات إرهابية بمجازر بحقهم"، وإعلان النفير ضدهم.

وأكد "منذ فترة تنشر بعض الأوساط السياسية والإعلامية أنباء وإشاعات حول قيام المجموعات الإرهابية في غرب كوردستان بإعلان النفير العام ضد المواطنين الكرد، وأن الإرهابيين التابعين للقاعدة يهاجمون المدنيين العزل ويقومون بقتل وذبح نساء وأطفال منهم".

وخاطب بارزاني الأحزاب الكردية العراقية: "لغرض تقصي الحقائق والوقوف على الأوضاع هناك، نطالب بتشكيل لجنة خاصة لتزور غرب كردستان وتتحقق من صحة الإخبار الواردة، فإذا ما تأكدت تلك الأنباء فان إقليم كوردستان على استعداد للدفاع عن المواطنين الكرد الأبرياء هناك".

قوة كردية

وكان سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي عبد الحكيم بشار، أعلن بأن لدى حزبه قوة عسكرية منظمة في كردستان العراق والداخل السوري وهي جاهزة لحمل السلاح والدفاع عن "كردستان سوريا" أرضاً وشعبا، لكنّه لفت إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي لا يقبل بأي قوّة عسكرية كردية تدافع عن أرضها وشعبها إلا تحت رايته ولصالح أجنداته، واعتبر هذا غير مقبول.

وأكد استعداد حزبه وقواه العسكرية التنسيق مع أي قوّة كردية أخرى بما يخدم مصلحة الشعب الكردي من خلال تنسيق منظّم ومدروس، وطالب حزب الاتحاد بمراجعة قراراته وإفساح المجال لقواته بالدخول والوقوف في وجه ما أسماه "الحملة البربرية" التي تتعرض لها "أرض كردستان".

وردّ رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم بالرفض المطلق، زقال إنهم" لا يسمحون لأي حزب سياسي كردي بتشكيل ميليشيات خاصّة به، لأنه لو حدث ذلك ستكون المنطقة عرضة لحرب أهلية مستقبلاً، وطالبهم بالانضمام إلى قوات وحدات حماية الشعب، التي اعتبرها مسلم غير تابعة لأي فصيل سياسي وإنما هي لعموم الشعب الكردي"، لافتا إلى أنّ حزبه "لا يملك أي قوة عسكرية خاصّة به".

وأضاف مسلم بأنه لو كان لدى حزب الديمقراطي الكردي مشكلة في الانضمام إلى وحدات الحماية الشعبية فبإمكانهم العمل تحت راية لواء جبهة الأكراد، إذ اعتبرها "قوّة كردية تابعة للجيش الحر، ولكنها تدافع عن المدن الكردية بالتنسيق مع وحدات الحماية الشعبية."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف