أخبار

ذخيرة من كل نوع وصواريخ صينية لا تعمل

السودان يسلح المعارضة السورية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تحصل المعارضة السورية على السلاح من السودان، الذي فتح مستودعاته وخطوط إنتاج مصانعه لتسليح الثوار السوريين. لكن هؤلاء يشكون من سوء حال صواريخ صينية أرسلها السودان، قائلين إنها لا تعمل.لندن: عثرت المعارضة السورية، المحبطة بامتناع الغرب عن تسليحها، على مصدر تسليح غير متوقع هو السودان الذي يتعرض لحظر على تصدير السلاح اليه، ويقيم علاقات وثيقة مع ايران التي تدعم النظام السوري بكل قواها. وفي صفقات قال مسؤولون غربيون ومصادر المعارضة المسلحة إن اعترافًا علنيًا لم يصدر بعقدها، باعت الحكومة السودانية اسلحة من صنع سوداني وصيني لقطر، التي تولت إيصالها إلى مقاتلي المعارضة عن طريق تركيا. وتضمنت شحنات السلاح صواريخ مضادة للطائرات وذخيرة حديثة الصنع للأسلحة الخفيفة، شوهدت في ميادين القتال في سوريا، وساعدت مقاتلي المعارضة على مواجهة قوات النظام الأحسن تسليحًا والميليشيات المحلية الموالية له، كما افادت صحيفة نيويورك تايمز. واضافت الصحيفة في تقريرها أن الأدلة التي أخذت تظهر على أن السودان كان يغذي قناة التسليح السرية إلى مقاتلي المعارضة تأتي اضافة إلى معلومات كثيرة عن مصادر حصول المعارضة على معداتها العسكرية التي كثيرًا ما تدفع اثمانها قطر أو الامارات أو الاردن أو السعودية أو مانحين متعاطفين آخرين. وفي حين أن الدور الذي قامت به هذه الأسلحة في الحرب الأهلية المستعرة منذ زهاء ثلاث سنوات ليس معروفًا، فانها ساعدت على صمود المعارضة بوجه هجمات النظام متشجعًا بالدعم الذي يلقاه من روسيا وايران وحزب الله. مصالح ماليةيرى مراقبون أن دخول السودان على الخط يزيد تعقيد الحرب الأهلية التي استعصت حتى الآن على الحل الدبلوماسي، معتبرين أن الحرب تحولت إلى صراع بالنيابة على النفوذ الاقليمي بين قوى عالمية ولاعبين اقليميين وطوائف مذهبية. وفي حالة السودان، يرتبط دوره بحقيقة أن مقاتلي المعارضة عمومًا ينتمون إلى الأغلبية السنية، وبمصلحة مالية قد تكون مربحة من استمرار الحرب. لكن قرار السودان تسليح المعارضة بخلاف موقف مؤازريه الدوليين يعكس قيامه بعملية توازن سياسي محفوفة بالمخاطر. فالسودان يرتبط بعلاقات اقتصادية ودبلوماسية متينة مع ايران والصين، كما تلاحظ صحيفة نيويورك تايمز، مشيرة إلى أن هاتين الدولتين كانتا تقدمان مساعدات عسكرية لصناعة السلاح المملوكة من الدولة السودانية، وقد تنظران إلى قيام السودان ببيع اسلحتهما للمعارضة السورية على انه نتيجة غير مرغوبة لتعاونهما مع الخرطوم، أو حتى بمثابة خيانة. ونفى المسؤولون السودانيون في احاديثهم المساعدة في تسليح أي طرف من اطراف الحرب السورية. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن عماد سيد احمد، السكرتير الصحافي للرئيس عمر حسن البشير قوله: "إن السودان لم يرسل اسلحة إلى سوريا". واضاف المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد أن هذه المزاعم تجافي المنطق، سوى انها قد تكون من باب التشهير، وأكد: "لا مصلحة لنا في دعم جماعات في سوريا وخاصة إذا كانت نتيجة القتال غير واضحة، ويراد بهذه المزاعم الإضرار بعلاقاتنا مع دول للسودان اواصر طيبة معها". وقال مسؤول قطري انه ليس لديه معلومات عن دور تقوم به قطر في شراء معدات عسكرية أو نقلها من السودان. سلاح في كل اتجاهولفت جونا ليف، المحلل المختص بشؤون السودان في المشروع البحثي "مسح الأسلحة الخفيفة"، إلى أن اسلحة وذخائر سودانية ظهرت في جنوب السودان والصومال وساحل العاج وتشاد وغينيا ومالي واوغندا، وأن السودان قدم اسلحة إلى جيش الرب للمقاومة بزعامة جوزيف كوني، وإلى الثوار في ليبيا، وإلى ميليشيا الجنجويد الموالية للخرطوم والمتهمة بارتكاب الفظائع في دارفور. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول اميركي مطلع على شحنات الأسلحة إلى تركيا قوله: "إن السودان وضع نفسه في دور مجهز اسلحة عالمي كبير، وصلت بضاعته إلى مناطق نزاع متعددة، بينها إلى مقاتلي المعارضة السورية". وقال محللون ومسؤولون غربيون إن مشاركة السودان السرية في تسليح المعارضة السورية يشير إلى توترات متأصلة في سياسة البشير الخارجية، التي تدعم عمومًا الحركات الاسلامية السنية، مع الحفاظ على علاقات ثمينة مع النظام الشيعي في ايران. ولاحظ مسؤولون آخرون أن دافعًا بسيطًا قد يقف وراء ذلك هو المال، لا سيما أن السودان يواجه ازمة اقتصادية عميقة. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول اميركي مطلع على شحنات الأسلحة إن قطر تدفع ثمن الأسلحة من دون طرح اسئلة كثيرة، "وعندما يذيع نبأ وجود دول أخرى فتحت مستودعاتها وأُجزي لها العطاء، فإن هذا قد يكون حافزًا". ويرى محللون أن السودان باع اصنافًا متعددة أخرى من السلاح إلى المعارضة، بينها بنادق قنص صينية الصنع، وقذائف مضادة للدبابات، ظهرت في الحرب لأول مرة هذا العام، لكن مصادرها المباشرة لم تكن معروفة على وجه التأكيد. وقال مسؤولان اميركيان إن طائرات اوكرانية نقلت الشحنات. وتبين بيانات المراقبة الجوية لدى مسؤول في هيئة الطيران في المنطقة أن ثلاث شركات اوكرانية للنقل الجوي على الأقل قامت بتسيير طائرات شحن من الطراز العسكري هذا العام من الخرطوم إلى مطار عسكري ومدني غربي تركيا. وفي مقابلات هاتفية اجرتها صحيفة نيويورك تايمز، نفى مسؤولون في شركتين شحن اسلحة، وامتنعت الشركة الثالثة عن الرد على الاتصالات. لا تعملوأشار المتحدث الرئاسي السوداني عماد سيد احمد إلى انه إذا شوهدت اسلحة سودانية لدى مقاتلي المعارضة السورية فلعل ليبيا هي التي وفرتها. وقال احمد إن السودان اعترف بإرسال اسلحة خلال حرب 2011 لاسقاط العقيد معمر القذافي، وان قادة ليبيا الجدد شكروا السودان على ذلك. وتنهمك ليبيا منذ ذلك الحين في ارسال اسلحة إلى مقاتلي المعارضة السورية. لكن هذا لا يفسر وجود ذخيرة سودانية الصنع عيار 7.62 X 39 وثقتها نيويورك تايمز هذا العام بحوزة مقاتلي المعارضة قرب ادلب. وبحسب العلامات واليافطات الملصقة على الذخيرة، فإنها أُنتجت في السودان في العام 2012، بعد انتهاء الحرب في ليبيا. واستخدمت هذه الذخيرة جماعة صقور الشام الاسلامية التي تعترف بالقيادة العسكرية لائتلاف قوى المعارضة السورية. ورد سعد قائلا: "ان الصور يمكن أن تُفبرك وهذا ليس دليلًا". كما أن قول الحكومة السودانية إن ليبيا أوصلت اسلحة سودانية إلى المعارضة لا يفسر وجود صواريخ صينية مضادة للطائرات من طراز اف أن ـ 6 لدى وحدات من المعارضة السورية المسلحة. وقال محللون مختصون بمتابعة انتشار الصواريخ انه لم يكن معروفا أن هذه الأسلحة كانت بحوزة الموالين للقذافي أو الثوار الليبيين في العام 2011. وبعد أن عُرضت صور لهذه الصواريخ وهي تدمر مروحيات عسكرية سورية، اشادت صحيفة رسمية صينية بأدائها مدفوعة على ما يبدو بدوافع تسويقية تجارية، وقالت إن نجاح هذه الصواريخ يعزز سمعة المنتجات الدفاعية الصينية في سوق تجارة السلاح العالمية. لكن اشادة الصحيفة كانت متسرعة، إذ بدأ مقاتلو المعارضة السورية يشكون من انها في احيان كثيرة لا تعمل أو لا ترصد الهدف. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن ابو بشار، القائد العسكري الذي ينسق العمليات القتالية في محافظتي حلب وادلب، قوله: "إن غالبية صواريخ اف أن ـ 6 التي حصلنا عليها لا تعمل، وإن اثنين منها انفجرتا اثناء الاطلاق وتسبب انفجارهما في مقتل اثنين من المقاتلين واصابة اربعة آخرين. ولاحظ مقاتلون أن الصواريخ قبل أن تصلهم منذ اشهر قام البائع أو الناقل أو الوسيط بطلائها في محاولة مفضوحة لتمويه مصدرها، وان من يوصلها إليهم ضابط في الاستخبارات التركية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف