أخبار

كتاب مقدس عمره 400 عام وخطب قديمة وصور متفرقة

المحفوظات الأميركية تعيد ترميم أرشيف يهود العراق

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عمل الأرشيف الوطني في الولايات المتحدة على ترميم أرشيف يهود العراق، الذي يتضمن سجلات مدرسية ومجموعة نفيسة من الوثاق، التي غمرتها المياه في بغداد. ومن المنتظر إعادتها إلى العراق خلال العام المقبل.

فرح فتاة ذات شعر داكن، تظهر في صورة فوتوغرافية التقطت أثناء دراستها، ووجدت في الطبقة السفلية لمقر الشرطة السرية لصدام حسين، وقد غمرتها المياه إلى جانب العديد من الصور والوثائق الأخرى.

وقال الخبراء إن هذه الصورة التقطت لفرح في الخمسينات عندما كانت في الثالثة عشرة من عمرها، وتتابع دراستها في المدرسة المتوسطة اليهودية في بغداد. وقد تم العثور على هذه الصورة ووثائق وصور أخرى عندما غزت القوات الاميركية العراق قبل عقد من الزمن، وتتضمن كتابًا مقدسًا باللغة العبرية عمره 400 سنة، وكتاب تلمود عمره 200 سنة من فيينا.

ومن ضمن الأرشيف اليهودي، الذي تم العثور عليه، كتاب صغير لصلاة عيد الفصح، يعود إلى العام 1902، وكتاب صلاة باللغة الفرنسية يعود إلى العام 1930، ومجموعة من الخطب المطبوعة بشكل جميل من قبل حاخام في ألمانيا في العام 1692. وهناك أيضًا مجلدات مليئة بالسجلات المدرسية لطلاب من العام 1920 إلى العام 1975.

أرشيف قديم
بعد ترميم وحفظ هذا الأرشيف، الذي تعرّض للتلف خلال غزو العراق، تخطط إدارة المحفوظات الأميركية لافتتاح معرض كبير لبعض المواد، التي عثر عليها في 11 تشرين الأول (أكتوبر). كانت فرح شينا، وهي الأكبر بين سبعة أطفال، طالبة متفوقة ونموذجًا يحتذى به ساعدت على تطوير إخوتها، وفقًا لما قاله شقيقها سامي شينا، الذي أشار إلى أنه لم يكن يعلم أن سجلاتها قد ظهرت مع الأرشيف الذي تم استرجاعه، وأنه لم يكن يعلم عنها الكثير حتى اللحظة.

وقال شينا إن شقيقته فرح توفيت بمرض السرطان في إنكلترا في العام 1968، وكانت تبلغ 29 عامًا، وتركت وراءها زوجًا وطفلين صغيرين، ودفنت في أوكسفورد. وقالت دوريس هامبورغ، مديرة البرامج في قسم صيانة المحفوظات، إن سجلات فرح كانت من بين ما يقرب 2700 كتاب وعشرات الآلاف من الوثائق، التي تم استردادها من الطبقة السفلية المهدمة للشرطة السرية في بغداد.

وتم العثور على الأرشيف اليهودي العراقي من قبل القوات الأميركية في 6 أيار (مايو) 2003، في مقر المخابرات التابع للرئيس الراحل صدام حسين، الذي اعتاد مراقبة اليهود العراقيين.

ضمانات!
وكان معظم اليهود هربوا من العراق بسبب أعمال العنف والترهيب في البلاد، تاركين وراءهم آثار غنية عن تاريخهم، الذي يعود إلى 2500 عام، وفقًا لمسؤولين في المحفوظات. وقالت هامبورغ إنه تم جلب المواد إلى الأرشيف الوطني الأميركي، بموافقة السلطات العراقية، لحفظه وترميمه في وقت لاحق من العام 2003.

لكن المشروع توقف عندما سقط العراق في التمرد والعنف الطائفي، ولم يكن من الواضح من الشخص المسؤول في الحكومة العراقية، الذي ينبغي التواصل معه لتنفيذ هذا المشروع. وقال أحد المسؤولين في المحفوظات الأميركية إن العراق أراد استعادة الأرشيف اليهودي، "لكن كنا نريد ضمانات بأنه سيتم الاعتناء به وصيانته". ومع عودة القليل من الاستقرار إلى العراق، تم ضخ 3 ملايين دولار لتمويل الدعم الاقتصادي للعراق في العام 2011، من أجل تجديد العمل على المشروع، حسبما ذكر المسؤول.

وقال إن الأرشيف اليهودي سيعود إلى وزارة الآثار العراقية، على الرغم من أنه من غير الواضح أين سيتم حفظه أو عرضه. وفي خريف هذا العام، من المقرر أن ينتقل اثنان من الخبراء العراقيين إلى إدارة المحفوظات الأميركية لدراسة المواد وإجراءات الحفظ، حتى يتمكنوا من رعاية الأرشيف عندما يعود إلى العراق. أما الآن، فإن العمل يسير بسرعة في فرع المحفوظات في كوليدج بارك، حيث يعمل فريق من الخبراء بوساطة معدات عالية التقنية لتنظيف ورقمنة وترميم السجلات والوثائق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف