قال إن دعاة الإرهاب هم المستفيدون من مواجهات الأربعاء
استقالة البرادعي تضعه في "عش الدبابير" !
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نصر المجالي: وجد نائب رئيس الجمهورية الموقت المصري السابق محمد البرادعي نفسهوسط موجة انتقادات، بعد استقالته من منصبه، الأربعاء احتجاجاً على استخدام القوة في فض اعتصامات أنصار الرئيس "المعزول" محمد مرسي.
واعتبر البرادعي في رسالته أن "المستفيدين مما حدث اليوم هم دعاة العنف والإرهاب والجماعات الأشد تطرفًا وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله".
شنت شخصيات وقوى سياسية مصرية حملة انتقادات واسعة واستنكر حزب "المؤتمر"، ما أسماه "الموقف المتخاذل" لنائب رئيس الجمهورية الموقت للشؤون الخارجية، والذي قال إنه "جاء في وقت تخوض فيه مصر معركة ضد الإرهاب والبلطجة، وتواجه فيه تنظيماً دولياً مدعوماً بقوى خارجية."
ونقل موقع (أخبار مصر) التابع للتلفزيون المصري الرسمي، عن رئيس الحزب السفير محمد العرابي، قوله: "كنا نتوقع من الدكتور محمد البرادعي أن يكون رائداً للدبلوماسية المصرية، التي تدافع عن الشعب وإرادته، التي عبر عنها ملايين المصريين يوم 30 حزيران (يونيو)".
وبينما أكد الحزب أن مجلسه الرئاسي ومكتبه السياسي في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الأوضاع، فقد كشف عن أنه تقدم بطلب إلى "جبهة الإنقاذ"، لاستبعاد البرادعي من الجبهة، وعدم تمثيله لها، وهدد الحزب بأنه في حالة عدم الاستجابة لهذا الطلب، فإنه سينسحب من الجبهة نهائياً.
مصلحة خاصة
واعتبر "تكتل القوى الثورية الوطنية" استقالة البرادعي في هذا التوقيت "تُعلي من المصلحة الخاصة، دون الالتفاف إلى المصلحة العليا للوطن"، واصفاً الاستقالة بأنها "نوع من التخلي عن إدارة المشهد، أو المشاركة فيه، بتطوير وتحسين وتدارك ينجي مصر من أزمة دفعت لها البلاد من جانب جماعة الاخوان المسلمين غير المسؤولة، التي تستثمر أي حالة عبث مختلق ومتنامٍ، لتصدير تلك الأزمة خارجياً لخدمة موقفهم."
أما رئيس حزب "الإصلاح والتنمية"، محمد أنور السادات، فقد وصف استقالة البرادعي بأنها "نوع من إرضاء الغرب على حساب الوطن، وهروب صريح من المسؤولية، التي أثبت صراحة أنه غير قادر على تحملها"، داعياً إلى سحب جائزة "نوبل" من السياسي المصري، بسبب "تخليه عن المسؤولية في الانتصار لإرادة الشعب."
وتابع السادات بقوله إنه "كان واضحاً منذ حكم (الرئيس الأسبق حسني) مبارك، أن اختفاء البرادعي لفترات، وظهوره فجأة في فترات أخرى، أنه شخص غير مؤهل للمسؤولية، أو لأن يكون رجل دولة"، بحسب ما جاء في بيان أورده التلفزيون المصري على موقعه الرسمي.
الخرباوي يستنكر
واستنكر الدكتور ثروت الخرباوي، القيادي السابق بجماعة الإخوان، الاستقالة ووصفها بالخيانة الكبرى لمصر، مؤكداً أن البرادعي يعطي صورة خاطئة للغرب بأن السلطات تعدت على المعتصمين، وهذا هو منتهى الخطأ، وفق ما نشرته صحيفة "اليوم السابع".
وأشار الخرباوي إلى أن هذا التوقيت حرج جداً، وقال: "تقدم البرادعي باستقالته في هذا التوقيت أسقط القناع عنه، وأثبت لنا جميعاً أنه يعمل ضمن مخطط غربي أميركي يريد سقوط مصر".
وقال الكاتب الصحافي مصطفى بكري إن استقالة البرادعي متوقعة، ولكنه انتظر موقف الأميركيين والغربيين الذين أعلنوا رفضهم لإعلان الطوارئ، مضيفاً أن "البرادعي لا يهمه أمن مصر وموقفه مضاد لها، وهو يرعى مصالح الأميركيين في المنطقة".
وأضاف خلال مداخلة هاتفية لقناة تلفزيونية: "موقف البرادعي لا يختلف عن الأعداء، فليذهبوا جميعاً إلى الجحيم، فالشعب، الجيش والشرطة والقضاء لن يهزموا، ولن يتسامحوا مع عملاء أميركا ولا مع الخونة الذين يبيعوننا في الأزمات".
لا للخضوع للإخوان
ومن جهته، أكد الدكتور وحيد عبدالمجيد، القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، أن البرادعي من حقه اتخاذ قرار استقالته من منصب نائب رئيس الجمهورية، وأن له وجهة نظر فيها الآن، لكنهم يختلفون معه فيها، لأنه يعتقد أن استقالته ترجع إلى أن عدم احتواء الإخوان سيؤدي إلى تصاعد العنف والإرهاب، مؤكداً أن "الخضوع للإخوان الآن هو الذي سيؤدي إلى تصاعد العنف والإرهاب".
وأضاف أن الاستجابة لرغبات جماعة الإخوان المسلمين ستؤدي إلى وضع رقبة الشعب المصري كله تحت سيف العنف والإرهاب.
وكان نائب الرئيس المصري محمد البرادعي أعلن استقالته من الحكومة، وعزا هذه الاستقالة إلى أنه كان ولا يزال يرى أن هناك بدائل سلمية لفضّ الاشتباك المجتمعي، وأنه "كانت هناك حلول مطروحة ومقبولة لبدايات تقودنا إلى التوافق الوطني".
توافق وطني
وقال البرادعي ايضًا إن "امن واستقرار وتقدم الوطن لا يتحقق إلا من خلال التوافق الوطني والسلام الاجتماعي الذي يتحقق من خلال إقامة الدولة المدنية وعدم الزج بالدين في غياهب السياسة واستلهام مبادئه وقيمه العليا في كل مناحي الحياة."
وتابع البرادعي " إلا أن الجماعات التي تتخذ من الدين ستارًا، والتي نجحت في استقطاب العامة نحو تفسيراتها المشوهة للدين حتى وصلت للحكم لمدة عام يعد من أسوأ الأعوام التي مرت على مصر، حيث أدت سياسات الاستحواذ والإقصاء من جانب والشحن الإعلامي من جانب آخر إلى حالة من الانقسام والاستقطاب في صفوف الشعب.".
وفي الختام، قال البرادعي: "وكما تعلمون فقد كنت أرى أن هناك بدائل سلمية لفض هذا الاشتباك المجتمعي وكانت هناك حلول مطروحة ومقبولة لبدايات تقودنا إلى التوافق الوطني، ولكن الأمور سارت إلى ما سارت إليه، ومن واقع التجارب المماثلة فإن المصالحة ستأتي في النهاية ولكن بعد تكبدنا ثمنًا غاليًا كان من الممكن - في رأيي - تجنبه".