أخبار

فصل المعتدلين عن المتشددين معضلة من الصعب حلها

اقتراح الجربا تشكيل "جيش وطني" يواجه انتقادات واسعة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يبدي ناشطون سوريون معارضون عدم حماستهم لاقتراحاحمد الجربا بتشكيل جيش وطني، ويرون أنه لن يكون مثمرًا، خاصة في ظل تنامي نفوذ الجماعات الإسلامية المتطرفة هناك.
بيروت: لقيت دعوة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد الجربا الى اعادة هيكلة صفوف مقاتلي المعارضة في إطار "جيش وطني"، امتعاضًا واسعًا في صفوف الجهاديين، وانتقادات في صفوف مقاتلي المعارضة.ويفترض بحسب الاقتراح أن يبقى على رأس هذا الجيش اللواء سليم ادريس الذي يتولى حاليًا رئاسة هيئة أركان الجيش السوري الحر المشكل من جنود منشقين ومدنيين حملوا السلاح ضد نظام الرئيس بشار الاسد. وفي مقابلة تلفزيونية الاثنين، اوضح الجربا أن الجيش المعتزم انشاؤه سيتولى القتال ضد القوات النظامية، وسيكون نواة لجيش مستقبلي بعد سقوط النظام السوري.وقال: "يجب أن نعمل لإنشاء هذا الجيش ليكون نواة جيش حقيقي يكون فيه دفاع جوي و(سلاح) هندسة واشارة ومدرعات ووحدات دعم لوجستي وطبي"، وذلك في حديث الى قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية. وبذلت المعارضة السورية خلال النزاع المستمر منذ اكثر من عامين، جهودًا لتوحيد صفوف المقاتلين المعارضين. الا أن هذه العملية واجهت صعوبات جمة لا سيما لجهة تنوع توجهات المجموعات المقاتلة واختلاف توجهاتها.كما تشهد الساحة السورية تناميًا في نفوذ المجموعات ذات التوجه الاسلامي المتشدد، والمسلحة بشكل أفضل من الجيش الحر. وقال هادي البحرة عضو الائتلاف المقرب من الجربا، لوكالة فرانس برس إن فكرة انشاء الجيش الجديد تهدف الى "ايجاد آليات لتوحيد التخطيط والقرارات ومراكز القيادة وتسلسل القيادة والأوامر والانضباط العسكري" في صفوف المقاتلين المعارضين.واضاف أن المطلوب كذلك رفض "الفكر المتطرف"، في اشارة الى الجهاديين الذين يعمدون الى ادارة المناطق التي يسيطرون عليها. وشدد البحرة على "الرفض الكامل والواضح لأي فكر متطرف ولأي عمل يطال المدنيين العزل وأي استهداف لأي مواطن مدني على خلفية انتمائه الديني او العرقي أو المذهبي".ومع توجيههم انتقادات الى عدم فعالية الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في داخل سوريا، يبدي ناشطون معارضون عدم حماستهم لاقتراح الجيش الجديد، ويرون أنه لن يكون مثمراً. في المقابل، يرى المقاتلون الجهاديون في الخطوة خطة اميركية سعودية لتحويل المقاتلين المعارضين الى مجموعات مناهضة لتنظيم القاعدة، على غرار "مجالس الصحوة" في العراق، التي دعمتها الولايات المتحدة لمواجهة مقاتلي القاعدة في العراق منذ العام 2006.ولقيت الخطوة المقترحة انتقادات حادة على منتديات الكترونية جهادية. وكتب احد المدونين: "معاً لاحباط مشروع الصحوات"، متحدثًا عن "خيانة الجربا وادريس للشام والاسلام". ويرى مقاتلون معارضون أن خطة الجيش الوطني هي محاولة لاقناع الغرب بتزويد مقاتلي المعارضة بالسلاح مباشرة، عبر انشاء قوة اكثر انسجامًا ومنفصلة كليًا عن الجهاديين.وامتنعت الدول الغربية الداعمة للمعارضة عن تزويد مقاتليها بالسلاح خوفًا من وقوعه في ايدي المتشددين الذين يقاتلون القوات النظامية. لكن لا يزال غير واضح الى أي مدى يمكن أن تنجح عملية اعادة التنظيم، والتي ستكون الاحدث في سلسلة من المحاولات المماثلة التي قامت بها المعارضة، بحسب ما يشير محللون.ويسأل الخبير السويدي في النزاع السوري والحركات الاسلامية آرون لوند: "أليس (العالم الفيزيائي ألبرت) آينشتاين الذي قال إنه من الجنون تكرار الامر نفسه مراراً، وتوقع نتائج مختلفة كل مرة؟". يضيف أن "النزاع اصبح متسعًا الى درجة أنه من الصعب تنظيم صفوف المقاتلين المعارضين، وفصل المعتدلين عن المتشددين".ويوضح أن "العديد من المجموعات الكبيرة المرتبطة بسليم ادريس، ومنها لواء التوحيد، قالت إنها لا تتشارك الايديولوجية نفسها مع الدولة الاسلامية في العراق والشام (المرتبطة بتنظيم القاعدة)، لكنها غير مهتمة بالقتال ضدها". وانتقد الاقتراح بقوة مقاتل في كتائب احرار الشام الواسعة النفوذ، معتبرًا أنه مقترح سعودي اميركي لن يجد طريقه الى التطبيق.وقال هذا المقاتل الذي رفض كشف اسمه إن "الائتلاف اثبت حتى الآن فشله في التواجد على الارض، وحتى (رئاسة) الاركان لا يعترف بها احد". ويضيف: "الكل يتعامل معها كوسيلة للحصول على السلاح والذخيرة، لكن عندما تصبح الامور جدية، لا احد يستمع اليها".ويرى ناشطون منتقدون للجهاديين والائتلاف على حد سواء، أن توقيت طرح اعادة الهيكلة سيىء في الوقت الراهن، ويؤدي الى تشتيت التركيز عن الهدف الاساسي، وهو اسقاط نظام الرئيس السوري.كما يعتقد ناشطون أن الخطوة تأتي في اطار تعزيز المملكة العربية السعودية نفوذها في الائتلاف السوري، لا سيما بعد انتخاب الجربا المقرب من الرياض، وتقليص النفوذ القطري والتركي في المعارضة السورية. وفي اجتماع عقد مؤخراً في موسكو، اكد رئيس الاستخبارات السعودية الامير بندر بن سلطان للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تدعم بلاده نظام الاسد، انه ايًا كان النظام الذي سيأتي بعد سقوط الاخير، فسيكون "كليًا" في أيدي المملكة السعودية.كما يحظى هذا المقترح بانتقادات من داخل الائتلاف نفسه. وقال احد الاعضاء رافضًا كشف اسمه "هذه الفكرة (الجيش الوطني) خطرة، ولن تنجح".ويضيف "لا يجدر بنا أن نقاتل المتشددين الآن. علينا التركيز على قتال النظام".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف