اكثر من 500 طفل نتاج زيجات عراقيات من عناصر في القاعدة
اطفال العراق مجهولو النسب.. جيل يتهيّأ للعنف يرفضه المجتمع والقانون
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ضحية العنفوفي مدينة اللطيفية ( 35كم جنوب بغداد ) تقول عائشة محمد أن امها تزوجت من أحد مسلحي تنظيم القاعدة في العراق، حيث اختفى والدها فجأة عام 2008، بينما توفيت والدتها العام الماضي بسبب المرض لتظل في كنف خالها الذي يقول عنها إنها ضحية العنف.وفي المناطق التي تواجَدَ فيها تنظيم القاعدة وتنظيمات مسلحة أخرى، مثل محافظات ديالى والموصل وجنوبي بغداد، ومناطق شمالي محافظة بابل وصلاح الدين،لاسيما في الاعوام 2005 الى 2011، يوجد العشرات بل المئات من الأطفال الذين ولدوا نتيجة تزاوج الفتيات العراقيات مع اعضاء التنظيمات، بحسب ضابط الشرطة كمال الخزرجي. وكانت التنظيمات المسلحة فرضت سيطرتها على مناطق واسعة في محافظات الانبار وديالى ونينوى وصلاح الدين بين عامي 2004 و2009 وأقامت عليها (دولة اسلامية) وسيرت اعمال الناس وفق محاكم شرعية.وفي حديث مع أحمد جاسم، مدير مؤسسة "نور" الاجتماعية التي تهدف الى وضع الحلول المناسبة لأولئك الاطفال فإن عشرات الاطفال في ديالى كانوا نتيجة زيجات ارتجالية، تحت تأثيرات مذهبية.ويقول الخبير القانوني رحيم كامل من مدينة الحلة مركز محافظة بابل (100 كم جنوبي بغداد) إن تسجيل هؤلاء الاطفال قانونيًا في سجلات النفوس غير ممكن، مشيراً الى عشرات الاطفال الذين يسكنون في مناطق شمال بابل. وبحسب كامل، فإن مقترح تسوية الملفات القانونية لهؤلاء يثير حساسية لدى وزارة الداخلية، لأنها بحسب مفهوم الوزارة تسهم في تشجيع الارهاب. وتوجب المادة 46 من قانون المرافعات المدنية، اسم الزوج باعتباره معلومة جوهرية لا غنى عنها مطلقاً، ودونها تبطل عملية تسجيل الطفل، حيث يشترط القانون اثبات واقعة الزواج ليتم اثبات النسب.ويقول كامل إن الحل الامثل لهؤلاء عبر تسوية اوضاعهم قانونيًا وتوفير الاساليب والبرامج التي تسهم في دمجهم اجتماعيًا في المجتمع عبر دور أيتام ومراكز تأهيل اجتماعية.ويحذر كامل من أن هؤلاء الاطفال والفتيان، سيتحولون الى اجيال جديدة من المسلحين اذا لم يتم احتواؤهم.ويؤكد رعد الدليمي احد سكنة منطقة (عرب جبور) جنوبي بغداد، والتي شهدت اقامة التنظيمات المسلحة فيها لسنوات، أن هناك الكثير من الأسر التي نجحت في تسوية الاوضاع القانونية لهؤلاء الاطفال عن طريق رشوة الموظفين. ويتابع : نجحت في تسجيل شهلاء مصطفى التي ظلت بلا والدين طيلة سنوات، حيث تحمل الجنسية العراقية الآن.وكانت والدة شهلاء تزوجت مقاتلاً عراقياً أيضًا ينتمي الى الجماعات المسلحة حيث قتل عام 2009. اما والدتها فقد تركتها وتزوجت شخصاً آخر وهاجرت الى سوريا عام 2010. ويتابع : بمساعدة أسرتي، استطعنا من تأهيلها لتصبح فرداً في اسرتنا خصوصًا بعد تسوية اوضاعها القانونية.
المشاكل القانونية والاجتماعيةويعتقد الدليمي أن الكثير من الأسر نجحت في تسجيل هؤلاء الاطفال في الاحوال المدنية عبر استخدام نفوذ المال، لكن الأسر الفقيرة التي لا تمتلك القدرة على الدفع، فشلت في حل هذه المشكلة.وبحسب الدليمي، فإنه كلما كبر الطفل زادت المشاكل القانونية والاجتماعية التي تحيط به وبمرور الزمن يتحول الى شخص حاقد على المجتمع وغير ملتزم بالقانون.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف