أخبار

عدد قتلى فضّ اعتصام الاخوان قد يكون أكبر مما تم اعلانه

مئات الجثامين بمساجد القاهرة لم تشملها إحصاءات الحكومة المصرية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يؤكد شهود عيان تحدثوا لـ"إيلاف" أنّ جثثًا متفحمة وتبدو عليها اصابات مباشرة بطلقات نارية، مازالت مسجاة في مساجد بمدينة القاهرة، وأن أعدادها بالمئات، وترفض السلطات إدراجها في الاحصاء الذي قدّمته للرأي العام.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: رغم أن وزارة الصحة أعلنت أن عدد ضحايا "مجزرة فض اعتصام أنصار مرسي"، 578 قتيلاً، و4201 مصاب، إلا أن الرقم في تصاعد مستمر، وقد يتضاعف، لاسيما أن شهود عيان قالوا لـ"إيلاف" إنهم أحصوا عشرات الجثث في مستشفى أم المصريين بالجيزة، فيما لا يزالالعدد يتراوح بين 235 و259 جثة متفحمة في مسجد الإيمان بحي مدينة نصر بالقاهرة، بالقرب من ميدان رابعة العدوية، الذي شهد المجزرة.

وقال شهود عيان لـ"إيلاف"، إن متعلقات جثث الضحايا تعرضت للسرقة.

200 جثة بأم المصريين

روى شهود عيان لـ"إيلاف"، أن غالبية القتلى الذين يرقدون في المشرحة التابعة لمستشفى أم المصريين لقوا مصرعهم، برصاصة مباشرة، إما في الرأس أو منطقة الصدر.

وقال مصطفى لطيف، وهو شاب في الثلاثينات من عمره، إن المستشفى تلقى أكثر من مائتي جثة منذ صباح أمس الأربعاء وحتى الثانية من صباح الخميس، وأضاف الشريف الذي يقيم في منزل مجاور للمستشفى، إن أهالي المنطقة المحيطة بالمستشفى تدخلوا لمساعدة فريق التمريض في نقل الجثث إلى داخل المشرحة، مشيراً إلى أن المشرحة تحوي أكثر من 200 جثة، جميعها ماتت نتيجة الإصابة بالرصاص أو الخرطوش.

قتل بالرصاص

وأوضح أن العديد من الأهالي كانوا ينقلون القتلى من ميدان نهضة مصر على الدراجات البخارية أو سيارات النقل أو التوتوك بالإضافة إلى سيارات الإسعاف، ونوّه بأن أحد الضحايا تعرض للقتل برصاصة من نوع مجهول، أدت إلى شطر الجمجمة إلى نصفين، وخرج المخ منها.

وقال: "كلما حاولنا إدخال المخ إلى الرأس، وإغلاقها يتساقط منها مرة أخرى، واضطررنا في النهاية إلى وضع الرأس في كيس بلاستيك، وربطه من منطقة العنق".

سرقة الجثث

أشار لطيف إلى أن بعض الجثث كانت عبارة عن أشلاء، جمعها الأهالي أو المسعفون من مكان فض الإعتصام، لافتاً إلى أن البعض كانيحمل اشلاءمن أرجل أو أذرع، أو أحشاء، في سيارة نصف نقل، وقال: "أنا شخصياً وجدت جزءًا من ساق لرجل، وسلمته إلى المستشفى، ولا أدري ماذا فعلوا به بعد ذلك".

وكشف لطيف إلى أن جثث الضحايا تعرضت للنهب والسلب، وأوضح أن بعض العاملين بالمستشفى وبعض من ساهموا في عملية نقل الجثث، استولوا على متعلقاتها، ولاسيما التليفونات المحمولة والأموال وساعات اليد وغيرها من المتعلقات الشخصية.

طلقات مجهولة

قال شاب آخر يدعي محمد سعيد من أهالي منطقة أم المصريين، تطوع لتجميع الجثث ووضعها في المشرحة بالمستشفى، أنه شاهد جثة لرجل توفي نتيجة إصابته بطلق ناري في الرأس، دخل من ناحية وخرج من الأخرى، لكن الأغرب بالنسبة لسعيد، أن صاحب الجثة أصيب بطلقة في ذراعه أدت إلى تفتيت العظام.

وقال: "أول مرة أشوف طلقة تعمل كده في العظام". ولفت إلى أن المستشفى تلقى جثثاً كانت متفحمة، ولا تظهر ملامحها، مرجحاً أن يكون أصحابها تعرضوا للحرق بمواد معينة، وأرجع ذلك إلى أن هناك جثة أحرقت من أسفل الصدر، بينما الوجه وأحد الذراعين لم تصلهم النار، كما أن النار لم تمس ملابسه من منطقة الصدر.

وأشار سعيد إلى أن الجثث متكومة في مشرحة المستشفى، وترفض تسليمها إلى ذويهم إلا بعد نقلها إلى مشرحة زينهم، وهي المؤسسة التي تستخرج تصاريح الدفن، ونبّه إلى أن المستشفى أغلقت أبوابها، ورفضت استقبال أي جثث أو مرضى منذ الثانية صباح الخميس، لعدم وجود أسرة أو مكان لحفظ جثث جديدة.

259 جثة في مسجد

في مسجد الإيمان بضاحية مدينة نصر، ترقد نحو 259 جثة غالبيتها في حالة تفحم، ولم يتم تسجيلها ضمن ضحايا المجزرة، التي وقعت أثناء فض اعتصام أنصار مرسي.

وقال عبد الهادي محمود، شاهد عيان متطوع في عملية نقل الجثث، إنها نقلت من مقر الاعتصام إلى المسجد مباشرة، وأرجع ذلك إلى أن الشرطة كانت ترفض دخول سيارات الإسعاف إلى مقر الإعتصام.

وأضاف لـ"إيلاف"، أن غالبية الجثث متفحمة ونقلت باستخدام الدراجات النارية أو السيارات الخاصة إلى المسجد مباشرة، ولفت إلى أن هذه الجثث لم تشملها إحصاءات وزارة الصحة المصرية، لأنها لم تدخل أي مستشفى أو مشرحة.

العدد أكثر من المعلن رسمياً

ونبّه إلى أن هناك أزمة إنسانية، لاسيما أنه لا توجد وسيلة لحفظ الجثث، إلا وضع قطع الثلج عليها، ونثر المعطرات وإطلاق البخور في المسجد، ودعا وزارة الصحة إلى ضرورة التدخل لنقل الجثث إلى المشرحة، والإسراع في عملية الدفن، وإجراء عمليات تحليل ال"دي إن إيه"، للجثث وذويهم لتمكينهم من استلام الجثث ودفنها، أو إجراء التحاليل لها، ودفنها في مقابر الصدقة.

قالت هبة مورايف مديرة منظمة هيومن رايتس ووتش في مصر في تصريح لها، إنها أحصت 235 جثة في مسجد الإيمان، وأضافت أن هذا يشير إلى أن عدد القتلى سيكون أعلى.

وحاصرت قوات الشرطة مسجد الإيمان بمدينة نصر مساء الخميس، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، معتبرة أنهم يحاولون إقامة اعتصام جديد في المسجد، وأمرت الأهالي بمغادرة المكان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف