قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رغم إشادات الإعلام المحلي في مصر بإزالة "كابوس الاخوان"، إلا أن التخوفاتما زالت مشتعلة بشأن اندلاع موجة عنف جديدة، وذلك بعد أن شهدت البلاد الأربعاء اصعب يوم في تاريخها الحديث مع سقوط اكثر من 525 قتيلاً.القاهرة: تخوف محللون من انزلاق مصر نحو جولات عنف جديدة غداة الاربعاء الدامي الذي شهد مقتل مئات الاشخاص لدى قيام قوات الامن المصرية بفض اعتصامين في القاهرة لأنصار الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي.وكانت البلاد شهدت الاربعاء اصعب يوم في تاريخها الحديث مع سقوط اكثر من 525 قتيلاً، حسب حصيلة رسمية، خلال فض اعتصامي انصار مرسي في القاهرة، وما واكبه من اعمال عنف في جميع انحاء البلاد. واثارت هذه العملية الدامية ردود فعل دولية منددة، لكنها لقيت رغم العدد الكبير لضحاياها، ترحيبًا محليًا خصوصاً من قبل الاعلام المصري الذي أشادت صحفه بازاحة "كابوس الاخوان".وقال مايكل هانا من معهد "سينتشري فاونديشين" الاميركي لوكالة فرانس برس إن "الاستقطاب يزداد حدة" بعد سقوط العدد الكبير من الضحايا. واضاف "أن استخدام الجيش لهذا الحد من العنف في انقضاضه (على الاعتصامين) يجعل من امكانية التوصل الى تسوية قريبة المدى، بالنسبة الى مؤيدي مرسي، امرًا مستحيلاً، ما يعني أن ممارسة مزيد من القمع قد تكون امرًا لا مفر منه".وقد اكدت جماعة الاخوان المسلمين، التي ينتمي اليها الرئيس المعزول محمد مرسي، الاستمرار في موقفها المتشدد من السلطات الجديدة داعية الخميس الى مسيرة جديدة في القاهرة.ويرى نبيل عبد الفتاح المحلل في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن مؤيدي مرسي "سيواصلون التظاهر، ويقيمون الاعتصامات في عدة مدن، وربما في محافظات مختلفة". ويشير الى أن مؤيدي مرسي سيحاولون "اظهار الحكومة بصورة العاجزة عن السيطرة على البلاد، واظهار الاخوان المسلمين بصورة المجموعة الاكثر قوة وشعبية في مصر، وهو ما يؤمنون به".ودفع الانقضاض الدامي على الاعتصامين دولاً أوروبية عدة الى استدعاء السفير المصري لديها، بينما اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الغاء مناورات عسكرية كان من المقرر أن تجريها الولايات المتحدة قريبًا مع مصر.اما على الصعيد المحلي، فقد خسرت الحكومة المدعومة من الجيش دعم شخصية رئيسية مع استقالة نائب الرئيس محمد البرادعي. ورغم ذلك، يرى محللون أن الحكومة لا تزال تستطيع الاعتماد على الدعم الشعبي.ويقول المحلل السياسي المصري حسن نافعة إن "المسألة الحقيقية تكمن في كيفية نظر المصريين الى الاخوان المسلمين"، مضيفاً أن "غالبية المصريين ينظرون اليهم بطريقة سلبية ويلقون باللوم عليهم في ما يتعلق بالظروف التي نعيشها".ويشير عبد الفتاح الى أن هذا التوجه سيقود حتمًا الى احداث تغيير في تكتيكات جماعة الاخوان. ويوضح: "هناك معتدلون بين الاخوان المسلمين، وعندما تعود مصر الى مرحلة الاستقرار الجزئي، ستدور نقاشات داخل الجماعة حول أخطائها".غير أن محللين آخرين ابدوا تفاؤلًا اقل حيال الوضع الحالي، محذرين من عملية مطاردة لمؤيدي مرسي. وقال نافعة "أخشى أن تطلق الحكومة الآن سياسة انتقامية ضد الاخوان المسلمين، الامر الذي سيغلق الباب امام أي تغيير سياسي، ما يعني بالطبع حمام دم" جديداً.وتابع أن "على الحكومة أن تقنع المعتدلين بين الاخوان المسلمين بأنّ امامهم دوراً سياسياً ليلعبوه في المستقبل".لكن هانا رأى أن قيادة البلاد تبدو بعيدة عن هذا المسار، موضحاً: "لقد اختاروا الحل الامني، واعتقد أنهم سيتمسكون به لأنهم يملكون الآن العذر لذلك". وحذر هانا من اعتداءات يشنّها متطرفون في سيناء حيث تهاجم جماعات مسلحة بشكل يومي منشآت عسكرية، الى جانب تزايد الاعتداءات الطائفية خصوصًا ضد الكنائس.واوضح "لا نحتاج الى مخيلة واسعة حتى نبدأ بترقب عمليات اغتيال، عمليات كر وفر ضد الشرطة، وحتى هجمات انتحارية".وتابع "كل ذلك يعني أنه من الصعب تخيّل عودة قريبة للأمور الى طبيعتها".