تعذيب واغتصاب وتجنيد إجباري من الطرفين المتنازعين
الطفل السوري اللاجئ الرقم مليون: دعوة أممية لتسليط الضوء على المأساة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مأساة الطفولة السورية مستمرة بعنف، مع وصول عدد الأطفال اللاجئين السوريين في دول الجوار إلى مليون، ما حدا بالمنظمات الأممية لإطلاق مبادرة تستهدف الكتاب والصحافيين ليسلطوا الضوء على هذه المأساة، ولو بمقالة واحدة على الأقل.
بيروت: اللاجئون السوريون في الدول المجاورة لسوريا في تزايد مطرد، خصوصًا أن رقعة المعارك تتوسع إلى مناطق جديدة، مع اضطرام الوضع في الساحل السوري بفعل حملة لكتائب الجيش الحر هناك، المستمرة منذ أكثر من أسبوع. كما أن المعارك مستمرة بعنف في المدن السورية الكبرى، مثل حلب وحمص، وفي محافظة الرقة أيضًا، بالاضافة إلى معارك جانبية عنيفة تدور رحاها بين الاسلاميين والجيش الحر، وهؤلاء الاسلاميين والمقاتلين الأكراد.
الطفل المليون
وفي غضون يومين، تتحضر الأمم المتحدة، بالإشتراك مع منظمة يونيسيف، للإعلان عن الطفل السوري رقم مليون المسجل كلاجئ خارج سوريا بسبب النزاع المسلح بين النظام السوري والكتائب المعارضة.
وقد توجهت مصادر أممية إلى الصحافيين والكتّاب، بما لقلمهم ومقالاتهم من تأثير على الرأي العام وصناع القرار، ليخصصوا مقالًا واحدًا على الأقل يختصر خطورة واقع الطفولة السورية المهجرة وفداحة مأساتها، ويحذر من تداعيات التهجير القسري على أطفال سوريا، على مختلف المستويات، النفسية والجسدية والاجتماعية والتربوية، وبهدف إعادة تركيز الإهتمام على الإنسان، الذي هو ضحية حرب الإبادة الممتدة لسنوات، خصوصًا بعدما تحولت أزمة اللاجئين إلى معضلة فعلية تعاني منها بلدان الجوار السوري، وبعدما قام البعض بتسييس هذه الأزمة الإنسانية الأضخم في تاريخ المنطقة المعاصر وتوظيفها في سجالات سياسية وتجارية، وفي تحقيق مآرب شخصية.فمليون طفل سوري يقبعون اليوم من دون مأوى لائق، ومن دون تعليم، يتعرضون يوميًا للجوع والمرض وقساوة الحياة وظلمها.
وبحسب مصادر المنظمة الدولية لشؤون اللاجئين، أكثر من 75 بالمئة من اللاجئين السوريين دون سن الحادية عشرة، ويفتقرون إلى أدنى مقومات العيش البديهية. وتضع وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة على موقعها الالكتروني http://data.unhcr.org/syrianrefugees/regional.php كل المعلومات الوافية، بالصور والوثائق والأفلام، حول الاستجابة الاقليمية للاجئين السوريين.
إلى كردستان
وفي سياق متصل، نقلت وكالة رويترز عن مصادر أممية اليوم الجمعة قولها إن الآلاف من اللاجئين السوريين تدفقوا إلى إقليم كردستان في شمال العراق أمس الخميس، مستفيدين من جسر جديد على الحدود المغلقة، وإن بين خمسة آلاف وسبعة آلاف لاجئ عبروا جسر فيشخابور فوق نهر دجلة، بعد مجموعة أولى ضمت نحو 750 شخصًا، وشوهدت حافلات أخرى تنزل العائلات على الجانب السوري.
ونقلت تقارير صحافية عن أدريان ادواردز، المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جنيف، قوله: "عبر آلاف من السوريين إلى شمال العراق الخميس في تحرك مفاجئ وضخم". وكان أغلب العابرين من النساء والأطفال والعجائز من حلب والحسكة ومناطق أخرى تصاعدت فيها وتيرة الحرب الأهلية التي دفعت نحو مليوني سوري لترك منازلهم.
ووفقًا لبيانات المفوضية، هناك أكثر من 150 ألف لاجئ سوري مسجلين في العراق. وقد حثت المفوضية البلدان المجاورة لسوريا على استمرار فتح حدودها أمام السوريين الذين يحتاجون للحماية الدولية، بعدما تواترت عن إقفال لبنان حدوده البرية بوجه السوريين، ليحذو حذو الأردن وتركيا.
تقييم مرعب
وفي الشمال السوري، قامت وحدة تنسيق الدعم الإغاثي والانساني بإجراء التقييم المشترك السريع الثاني للمناطق الشمالية، وهي فريق تابع لمنتدى المنظمات غير الحكومية، بالتعاون مع إدارة التنمية الدولية، ومكتب مساعدات الكوارث الخارجية، والمفوضية الأوروبية - المساعدات الإنسانية والحماية المدنية.
وأكد التقييم أن 12.9 مليون شخص في المحافظات الشمالية السورية معرضون للخطر أو للخطر الشديد ما يدفعهم إلى الهجرة، بينما بلغ عدد الذين شرّدوا من بيوتهم في هذه المحافظات حوالى 3.2 ملايين شخص.
وعلّقت سهير الأتاسي، رئيسة وحدة تنسيق الدعم الإغاثي والإنساني على ذلك، فقالت: "النتيجة المرعبة التي خَلُص إليها التقييم تفرض على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته في حماية الشعب السوري فورًا، من خلال إنشاء ممرات إنسانية من أجل إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى كافة المناطق، ودعم المشاريع الإنمائية والخدماتية والمرافق الطبية والتعليمية، من أجل تحسين ظروف العيش ومكافحة الأوبئة، ولتمكين الأطفال من ممارسة حقهم بالتعليم".
ترفيه
وإلى هذا التقييم، تستمر التقارير الدولية في الورود من سوريا، موثقة تعرض الأطفال السوريين لإطلاق النار والتعذيب والاغتصاب والتجنيد الاجباري من قبل الطرفين المتنازعين. وفي صور جنوب لبنان، تعالج منظمات خيرية الأطفال السوريين اللاجئين مع أسرهم من آثار الصدمات النفسية التي تعرضوا لها.
ونقلت تقارير صحافية عن متطوعين لبنانيين ينظمون أنشطة ترفيهية وألعابًا ورحلات للأطفال السوريين اللاجئين في لبنان تأكيدهم أن هذه الأنشطة تساعد الأطفال السوريين على التعافي من الصدمة والاكتئاب بسبب الظروف الصعبة التي يعيشون فيها كلاجئين.
وأفادت هبة إدريس، منسقة حماية الطفل، بان النشاطات مستمرة لأن الأولاد السوريين يعيشون ظروفًا صعبة للغاية، في بيوت ضيقة، "فحاولنا أن يكون النشاط في الهواء الطلق، أي في الحدائق العامة وفي الطبيعة". وتشمل الأنشطة التي تنظم للأطفال اللاجئين في جنوب لبنان جلسات للرسم والتلوين والرقص والموسيقى، تشارك في تنظيمها منظمة أرض البشر الخيرية الدولية.