أخبار

إخراج أنصار الإخوان بالقوة من مسجد الفتح واعتقال شقيق الظواهري

مقتل 173 شخصًا في مصر منذ الجمعة بينهم ابن المرشد

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
قتل 173 شخصًا في الاشتباكات الدائرة في مصر منذ يوم أمس الجمعة، فيما أعلن حزب الحرية والعدالة مقتل نجل مرشد الاخوان المسلمين في احتجاجات امس، في وقت تحاصر فيه قوات الأمن مسجد الفتح الذي يتحصن بداخله مناصرون لمحمد مرسي.القاهرة: أخرجت قوات الامن المصرية السبت بالقوة انصارًا لجماعة الاخوان المسلمين من مسجد وسط القاهرة تحصنوا فيه لساعات وسط اشتباكات مسلحة متقطعة، في رابع يوم من مواجهات قتل فيها اكثر من 750 شخصًا. في هذا الوقت، اكدت الرئاسة المصرية أن كل من لم يشجع على اشاعة "العنف والارهاب"، وحتى من جماعة الاخوان المسلمين، مرحّب به في العملية السياسية اثناء المرحلة الانتقالية. وتشهد البلاد التي تعيش في ظل حالة طوارئ وحظر تجول ليلي، منذ فض الاعتصامين المؤيدين للرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي في القاهرة الاربعاء، مواجهات متواصلة بين قوات الامن ومناهضي السلطات الموقتة، تحولت معها بعض مناطق البلاد الى ساحات معارك. واعلنت السلطات المصرية السبت أن الاشتباكات خلفت الجمعة والسبت 173 قتيلًا في انحاء متفرقة من البلاد، ليرتفع الى اكثر من 750 عدد الذين قتلوا في اعمال عنف خلال اربعة ايام، علمًا أن 1042 شخصًا قتلوا منذ 30 يونيو/حزيران بحسب حصيلة تعدها وكالة فرانس برس استنادًا الى ارقام رسمية. ابن المرشد "يفدي" الإخوان
واوضحت السلطات أن 95 شخصًا قتلوا في القاهرة، بينما قتل 25 شخصًا آخر في الاسكندرية، وسقط الباقون في مدن متفرقة، كما اكدت مقتل 57 عنصر امن منذ يوم الاربعاء الدامي. وبين قتلى الجمعة نجل المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين في مصر محمد بديع، بحسب ما اعلنت الجماعة السبت. وجاء في بيان صادر من حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين، أن عمار (38 عامًا)، النجل الاوسط لبديع، قتل اثناء مشاركته في "يوم الغضب" الجمعة. وفي وقت دعت فيه جماعة الاخوان المسلمين لتظاهرات جديدة طيلة الاسبوع، اخرجت قوات الامن السبت بالقوة مجموعات من المتظاهرين من مسجد الفتح الواقع قرب ميدان رمسيس وسط القاهرة. وتعرّض الخارجون من المسجد الى الضرب والملاحقة من قبل اهالٍ تجمعوا امام المسجد، بينما اطلقت الشرطة النار في الهواء في محاولة لتفريق المحتشدين الذين كانوا يهتفون "اين الحكومة، الارهاب هنا". وشهد محيط المسجد ايضا قبل ذلك تبادلًا كثيفًا لاطلاق النار بين الامن ومسلحين داخل المسجد. وكانت قوات الامن المصرية فرضت حصارًا على مسجد الفتح، بعدما تحصنت فيه مجموعات من المتظاهرين الذين شاركوا في مسيرات "يوم الغضب" الجمعة. وقبيل بدء اخراج المتظاهرين من المسجد، الذي كان بداخله عدد من الجثث، دخل جنود صباح السبت المسجد من دون أن يستخدموا القوة كما ظهر في لقطات بثتها محطات التلفزيون، لكنهم لم ينجحوا في اقناع المتحصنين بالخروج. وقالت متظاهرة داخل المسجد في اتصال هاتفي مع فرانس برس إن المحتجين طلبوا ألا يتم توقيفهم أو مهاجمتهم من قبل الاهالي المتجمعين امام المسجد. وعلى مقربة من المسجد، جلس الملتحي احمد سامي، الذي ارتدى سترة بنية اللون، ينتظر بقلق خروج اصدقاء له تحاصرهم قوات الامن. وقال سامي بغضب لفرانس برس "جئت للبحث عن 15 من اصدقائي محاصرين داخل المسجد"، مضيفًا "انا خائف على سلامتهم. اشعر بانهم سيخرجون امواتاً". من جهته، قال محمود (28 عامًا) "كنت اشارك في مسيرة (...) ضد عودة العسكر الى الحياة السياسية، وقد وجدنا انفسنا مضطرين للهروب نحو المسجد لتفادي اطلاق النار من قبل قوات الامن". غير أن نوال احمد، وهي محجبة من سكان المنطقة، قالت إن "الاخوان اطلقوا النار والخرطوش والمولوتوف من داخل المسجد"، مضيفة أن "المولوتوف احرق اكشاك الباعة في ساحة المسجد". وانتشرت على الارض امام مدخل المسجد بقع الدماء والحجارة على مساحة واسعة، فيما كانت رائحة الحرائق تفوح من المكان. ووقف مئات الاهالي الغاضبين امام المسجد يحملون في ايديهم عصيًا خشبية وحديدية، وقد هتف بعضهم "لا اله الا الله الاخوان اعداء الله"، و"يسقط يسقط الاخوان". وقال محمد الليثي "الاخوان دمّروا البلد وحياتنا. دمروا كل شيء في البلد". وتواصلت السبت ردود الفعل الدولية المنددة باعمال العنف الدامية، حيث دعا وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلي الى التهدئة في محادثة هاتفية مع وزير الخارجية المصري نبيل فهمي. ووجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان نقدًا حادًا لمجلس الامن الدولي والاتحاد الاوروبي ومنظمة التعاون الاسلامي آخذًا على هذه المؤسسات عدم ادانة قمع المتظاهرين الاسلاميين. وعلى وقع هتافات "مرسي رئيس" و"يسقط العسكر"، تظاهر مئات الاشخاص السبت في باريس للتنديد بـ"الانقلاب" واعمال العنف في مصر، كما تظاهر الالاف في اسطنبول وقونية وسط تركيا استجابة لدعوة تنظيمات اسلامية مناصرة لمرسي. وشارك كذلك الآلاف من العرب الاسرائيليين في تظاهرة في مدينة الناصرة تعبيرًا عن دعمهم للرئيس المصري المعزول.
اعتقال 1004 أشخاص
من جهة اخرى، اعلنت وزارة الداخلية المصرية أن الشرطة المصرية اعتقلت 1004 اشخاص من مناصري الاخوان المسلمين الجمعة الذي شهد "تظاهرات غضب" دعت اليها الجماعة.
وقالت الوزارة إن "عدد عناصر الاخوان المسلمين الذين اعتقلوا وصل الى 1004" بينهم 558 شخصًا في القاهرة.
وتحولت احياء باكملها في القاهرة الى ميادين قتال طوال نهار الجمعة الذي قام فيه انصار مرسي بتعبئة واسعة. لكن التظاهرات توقفت بعد ساعة على دخول منع التجول حيز التنفيذ بدعوة من الاخوان المسلمين. لكن "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" تحالف الاسلاميين الرئيسي، دعا في نهاية هذا اليوم الدامي الى "التظاهر السلمي طوال الاسبوع القادم ليكون اسبوع +رحيل الانقلاب+".
وبدأت احداث الجمعة عقب الصلاة بخروج مئات في تظاهرات مناهضة للسلطات الجديدة في مدن متفرقة تلبية لدعوة وجهتها جماعة الاخوان لاحياء "يوم غضب" رداً على فض اعتصامين رئيسيين لها في القاهرة الاربعاء، في عملية قتل فيها وفي اعمال عنف مرتبطة بها 578 شخصًا. وقالت الحكومة في بيان الجمعة انها "والقوات المسلحة المصرية والشرطة وشعب مصر العظيم يقفون جميعًا يداً واحدة في مواجهة المخطط الارهابي الغاشم من تنظيم الاخوان على مصر".
وطالب البيان المصريين بالتمسك "بوحدتهم الوطنية والانصراف عن أي دعوة للإنقسام في ضوء الأحداث التي تشهدها البلاد".
وفيما باتت تنزلق البلاد نحو موجة عنف خطيرة، حيث قتل نحو 650 شخصًا منذ الاربعاء، تواصلت ردود الفعل الدولية المنددة بقمع المتظاهرين، فيما بلغت العلاقات المصرية التركية مرحلة اكثر تعقيدًا مع تبدل سحب السفير والغاء مناورات عسكرية. ودعا وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الى حماية المسيحيين في مصر في حديث لمجلة فوكس الالمانية في عددها ليوم الاحد. (التفاصيل)كما ندد غيدو فسترفيلي ونظيره القطري خالد بن محمد العطية السبت في برلين بتصاعد العنف في مصر وطالبا كل القوى السياسية بالحوار. (التفاصيل) ودعت منظمة العفو الدولية الى اجراء تحقيق كامل وموضوعي بعد المواجهات الدامية في مصر في الايام الماضية، معتبرة أن رد السلطات على المتظاهرين لم يكن متكافئاً اطلاقاً. (التفاصيل) وبدورها دعت رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي نكوسازانا دلاميني زوما السبت الى ضبط النفس في مصر (التفاصيل) وتجمع نحو اربعة آلاف متظاهر السبت في اسطنبول استجابة لدعوة تنظيمات اسلامية مناصرة للرئيس المصري المعزول محمد مرسي للتنديد بما وصفته ب"مذابح" يرتكبها النظام العسكري (التفاصيل) ودان الرئيس البوليفي ايفو موراليس "بشدة" تصعيد العنف في مصر ووصف قمع قوات الامن لانصار الرئيس الاسلامي المخلوع محمد مرسي بأنه عمل "ابادة". (التفاصيل)اعتقال شقيق أيمن الظواهري
واعتقلت السلطات المصرية السبت محمد الظواهري، شقيق زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري، بحسب ما افادت مصادر امنية، واكد ابنه ومحاميه لوكالة فرانس برس.واوضح مصدر امني أن "قوات الامن تمكنت من القبض على محمد الظواهري، القيادي الجهادي وشقيق ايمن الظواهري، في كمين في الجيزة"، مضيفاً أنه "احد المناصرين لحكم الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين". واكد عبد الرحمن، نجل محمد الظواهري لفرانس برس عبر الهاتف "تم توقيف والدي، وهو يقود سيارته في الجيزة عن طريق جهة امنية. وجرى اقتياده لمكان غير معلوم لنا". وتابع "ابي ليس له دخل على الاطلاق بما يحدث من عنف في البلاد". من جهته، قال نزار غراب محامي محمد الظواهري لفرانس برس "ليست لدي اية معلومة تفيد بأن موكلي مطلوب على ذمة أي قضية أو متهم بأي شيء. موكلي حصل على براءة في اكثر من قضية من محاكم عسكرية في الفترة التي تلت الثورة". واوضح غراب أنه ليست لديه اية معلومة عن مكان احتجاز موكله. وأفرجت السلطات المصرية عن محمد الظواهري في اذار/مارس من العام 2011 بعدما قضى نحو 12 عامًا في السجون المصرية منذ أن تسلمته مصر من الإمارات العربية المتحدة في عام 1999. وكانت المحكمة العسكرية العليا في مصر أصدرت حكمًا بالإعدام على الظواهري في القضية المعروفة اعلاميًا باسم "العائدون من ألبانيا"، قبل أن تبرئه محكمة عسكرية من التهم الموجهة اليه في اذار/مارس 2012. واتخذ الظواهري في السابق مواقف متشددة من جماعة الاخوان المسلمين، منتقداً عدم تطبيقها للشريعة الاسلامية بشكل صارم. لندن تدين اعمال العنف والهجمات على دور العبادة دان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ السبت اعمال العنف في مصر، سواء من جانب الشرطة أو المتظاهرين، مندداً بالهجمات "غير المقبولة" على المساجد والكنائس.واوضحت الخارجية البريطانية في بيان أن هيغ اطلق هذه المواقف خلال اتصال مع نظيره المصري نبيل فهمي.وقالت متحدثة باسم الوزارة إن وزيري خارجية البلدين "ناقشا اعمال العنف المأسوية وسقوط القتلى خلال الايام الماضية"، مشيرة الى أن هيغ "شدد على الادانة البريطانية لكل اعمال العنف، سواء لجهة الاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الامن او اعمال العنف من بعض المتظاهرين".كما تطرق الوزيران الى الهجمات التي استهدفت مؤخرًا دور العبادة.وشدد هيغ على أن "الهجمات ضد المساجد والكنائس غير مقبولة ويتعين حماية دور العبادة".كذلك شدد وزير الخارجية البريطاني على "ضرورة اتخاذ تدابير طارئة من جانب كل الاطراف لإنهاء العنف والسماح بالعودة الى الحوار".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف